العدد 1549 - السبت 02 ديسمبر 2006م الموافق 11 ذي القعدة 1427هـ

البحرين أمانة في أيدي الكتل المنتخبة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

هكذا انقضت الانتخابات واكتملت التشكيلات النيابية والبلدية التي ستلون حياتنا العامة في السنوات الأربع المقبلة... وشخصياً أنا من المتفائلين بأن المستقبل سيكون أفضل من الماضي من عدة نواحٍ. فعلى رغم ان الاتجاهات الدينية (بتصنيفاتها المذهبية المختلفة) هي التي تسيطر على مجلس النواب، فإن أكبر هذه الكتل (الوفاق) لديها أجندة تنموية وتواصلية (مع الأطراف الأخرى) وحقوقية، وهي كتلة تحالفت مع الليبراليين واليساريين على هذا الأساس، وجمهورها يهتم بموضوع العدالة الاجتماعية لأنها مفتاح الحلول للمشكلات الحياتية التي تعاني منها المناطق التي خرج منها ممثلو «الوفاق».

تصريحات رئيس كتلة «الوفاق» الشيخ علي سلمان معتدلة وايجابية وليست تصادمية، كما ان الرمز الديني لكتلة «الوفاق» الشيخ عيسى قاسم صرح بأن الملفات السياسية والملفات الخدمية «خطان متلازمان لايلغي أحدهما الآخر»، وهو مؤشر على الاتجاه العام للكتلة الوفاقية.

رئيس كتلة الأصالة غانم البوعينين أشار الى استعداده مع كتلته للتعاون مع جميع الكتل من أجل مصلحة الوطن، وكذلك تصريحات أخرى من كتلة المنبر الاسلامي اتجهت نحو التآزر مع الجميع. ويشهد على اتجاه الجميع للتوافق التصريحات المتقاربة بشأن رئاسة مجلس النواب، بالاضافة الى نزوع الرموز الرئيسية في الكتل نحو المنطقة المشتركة.

تصريحات أعضاء كتلة الوفاق أشارت الى رغبتها في التوافق مع الكتل الاخرى عند طرح مقترحات بقوانين حساسة، أو ما يتعلق بالتعديلات الدستورية، وهو مؤشر على المعارضة الايجابية وليس التصادمية.

ان على الكتل النيابية ان تتجاوز ماحدث قبيل الانتخابات واثناء الانتخابات وان يبدأوا مشواراً تشاركياً لأنهم سيرون بعضهم بعضاً أكثر من مرة في الأسبوع، وسيحتاجون الى العمل مع بعضهم بعضاً، وسيجتمعون في اللجان، وسيتفقون وسيختلفون ... والمهم في كل ذلك ألاتحدث مشاتمات او مظاهر غير حضارية مثل تبادل الكلمات واللكمات الطائفية.

النواب الجدد يجب ان يكونوا أكثر انضباطاً، وخصوصاً انهم جزء من كتل كبيرة، ولن يكون مقبولاً من أي كتلة ان تطلق عنان أحد أفرادها ليقول مايشاء ويشتم من يشاء، ومن ثم تتعذر بأنه «مستقل» في تصرفاته، أو ان الكتلة لاتستطيع ضبطه. فاذا كانت الكتلة عاجزة عن ضبط أحد أفرادها، فإن عليها أن تعلن فصله من كتلتها لكي تثبت أن ما قام به انما كان تصرفاً شخصياً، وإلا فإنه محسوب عليها مباشرة. إن البحرين أمانة في أيدي النواب وأعضاء البلديات، وعليهم أن يثبتوا للجميع أن البحرينيين يستطيعون التعايش والتطور على رغم تباين آرائهم، وفي ذلك خدمة للجميع ونصرة لسمعة بلادنا

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1549 - السبت 02 ديسمبر 2006م الموافق 11 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً