العدد 1549 - السبت 02 ديسمبر 2006م الموافق 11 ذي القعدة 1427هـ

قيادة المؤسسات الحديثة تقوم على المشاركة والاشتراك

عبدالحسين ميرزا comments [at] alwasatnews.com

وزير الدولة رئيس الهيئة الوطنية للنفط والغاز

إن حكومتنا الرشيدة قد عقدت العزم على تبني مفهوم التفكير الشامل من أجل إدراك المكانة الحقيقية لبلدنا على الخريطة الدولية. ونحن نهدف من خلال ذلك إلى جعل مملكة البحرين المركز الإقليمي الرائد في مجال المعرفة، التكنولوجيا، الإدارة المالية والمعرفية ويعد مرفأ البحرين المالي، والكثير من المشروعات المستقبلية الأخرى من أهم الشواهد على الرغبة الشديدة لتحقيق هذا الهدف المهم.

ودعوني أن أوجه محور الحديث نحو موضوع القيادة في المؤسسات، في الماضي كانت المفاهيم السائدة متمحورة حول البحث عن الطاقات القيادية الكامنة، ثم تشكل الأساس الذي يقوم عليه مفهوم القيادة الحديثة، والقائمة على أساس المشاركة والاشتراك في اتخاذ القرارات المهمة، وتدخل ضمن هذا الإطار مفهوم تقبل الرأي الآخر من الأجل الوصول إلى الحلول المشتركة، و يعني ذلك إهمال تور الفرد في نجاح المؤسسة بل التركيز على الدور القيادي لكل الأفراد.

إن هذا النموذج الحديث للقيادة هو المفتاح الوحيد للوصول إلى شراكة فعالة والجمع بين المجموعات التي تأخذ على عاتقها مهمة التلطيم، اتخاذ القرار وممارسة القيادة داخل بيئة العمل. نحن نعيش حالياً في بيئة عالمية، يسودها مناخ من العولمة والتغيرات المختلفة، فالناظر إلى حركة الطيران من والى المملكة، يجد أن الاقتصاد المحلي قد تحول إلى اقتصاد عالمي متغير.

أضف إلى ذلك سلسلة التغيرات الديمقراطية في كل البلدان، الأمر الذي جعل من مملكة البحرين مكانا متعدد الثقافات والتوجهات وهذا تجدر الإشارة إلى أهمية خلق توازن بناء بين الجيل القديم والجيل الحديث من أجل الوصول إلى التناغم الأمثل والشراكة الإدارية الأفضل. كما أن العلاقات بين الأفراد هي من الأهم النواحي الإدارية في هذا النموذج الحديث، فالقادة هم أفضل الإداريين عندما يتعلق الأمر بإدارة العلاقات بين أفراد الفريق، وهو المبدأ الذي ترتكز عليه أسس العلاقة الوثيقة بين القائد وأفراد الفريق الواحد. ولا يوجد غنى عن التعاون المشترك في خضم هذا العالم المتغير، كونه يعتبر عالماً قائماً على أساس الحركة الدائمة، التي يمكن أن نحولها إلى سلسلة من الفرص التي يجب على الجميع الاستفادة منهما. وطبعاً يجب ألا نعتبر أن هذه الفرص خالية من المخاطرة، الأمر الذي يزيد من التحدي للوصول إلى النجاح.

إذا، إننا نعيش فترة ظهور جيل جديد من القادة، وإني أتمنى أن ينظر الجميع إلى المستقبل بنظرة متفائلة، مع الأخذ في الاعتبار جميع الغوص التعاوني الحالي هو فارق مهم وخيار أهم يجب على القائد الحديث أن يختاره من أجل النجاح. إن قادة المستقبل يجب عليهم الحصول على المناصب القيادية من أجل تحقيق خيارهم لخدمة المؤسسة، وعلى هذا الأساس نجد أن دور النموذج التقليدي قد بدا في الاضمحلال، وتم استبداله بالنموذج الإداري الحديث.

وتعتبر مهارة التنسيق بين مجموعات مختلفة من الأفراد من أهم مميزات هذه النماذج الإدارية الحديثة، إذ إننا نواجه نقلة نوعية من المؤسسات ذات الطابع الإداري المركزي الذي كان في فترة السبعينات والثمانينات، إلى طابع لا مركزي مبني على التعاون المشترك بين جميع أفراد المؤسسة الأمر الذي يشكل تعدياً لكل القياديين في المؤسسات. القادة الذين كانوا عبارة عن مجموعة أفراد متميزين في الماضي ويجمع بينهم وبين المرؤوسين علاقة عمودية قائمة على أساس هرمي واضح.

لكن قادة اليوم، هم عبارة عن جزء لا يتجزأ من تركيب المؤسسة. فمبادئ فريق العمل والتعاون المشترك هي الأسس التي يجمع بين الرؤساء والمرؤوسين، وهي كذلك العمل على تطويرها وتحصينها، إلا أننا يجب أن نعيد تقييمنا لهذه المفاهيم، كون النجاح المؤسساتي المستقبلي قائما على أساس النجاح كمجموعة عمل، على خلاف المنظور الذي ساد في القرن الماضي والذي عرف النجاح المؤسساتي على أساس النجاح الفردي، واعني بمصطلح «النجاح كمجموعة» تلك الكوكبة من الأفراد الذين لا يكتفون بالعمل ضمن فريق واحد، بل يصلون إلى مستوى أعلى وأعمق، فيما يسمى بالتوازن الأمثل بين فرق العمل.

وعندما ننظر إلى فرق كرة القدم على سبيل المثال، نجد أن أعضاء هذه الفرق قد جمعتهم مجموعة من العلاقات العميقة، فهم لا يشركون فقط في الهدف المشترك، بل يتشاركون في طريقة الأداء بصورة منظمة وسلسة. الأمر الذي يعتبر احد نواتج الرؤية المشتركة ولطالما استطاع الكثير من الأفراد في السابق أن يتحولوا إلى قادة على أساس مهاراتهم التقنية البحتة، توجهاتهم السياسية، أو رغبتهم الشديدة في الحصول على النفوذ. إلا أن الفرق الجوهري بين النموذج التقليدي الهرمي، والنموذج اللامحدود للنمو والازدهار. انى واثق من أن ممارسة مهارات القيادة الحديثة ستجعل منكم أكثر إبداعاً وتجاوباً مع كل المتغيرات.

«كلمة ألقيت في المؤتمر الإداري العالمي الثالث لجمعية الإداريين البحرينية في 2 ديسمبر/ كانون الأول 2006

إقرأ أيضا لـ "عبدالحسين ميرزا"

العدد 1549 - السبت 02 ديسمبر 2006م الموافق 11 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً