العدد 1553 - الأربعاء 06 ديسمبر 2006م الموافق 15 ذي القعدة 1427هـ

وجوه إسلام ما بعد الحداثة

أصدرت مطبعة الجامعة الأوربانية في الفاتيكان كتابا جديدا بعنوان «وجوه إسلام ما بعد الحداثة» للمؤلفين الأب إدواردو سكونياميليو و بطرس نعمان، المتخصصين في مجال البحث الأكاديمي والحوار بين الأديان واللذين عكفا على بحث طويل ودراسة معمقة لإمكان وجود وجوه جديدة للإسلام في عصر ما بعد الحداثة. وبحسب المؤلفين، فإن «الإسلام (كأي دين أو مذهب أو جماعة أخرى) لا يسعه إلا أن يكون عنيفا إن عاش منفصلا عن العالم». فعلى الدين أن «يفسر الحقيقة على ضوء الوحي الإلهي ليتسنى له عيش الواقع كما هو، أي وفق المخطط الإلهي». وأضافا «لا يمكن للإسلام تفادي أو تأجيل اللقاء بالغرب، لكن في الوقت ذاته، على الغرب أيضا ألا يتخذ موقف الشك والرفض حيال العالم الإسلامي الذي يقصده وخصوصا وسط أوروبا. فمستقبل أوروبا يميل إلى التغيير باستمرار نحو التعددية العرقية ونحو التعايش بين الجماعات المختلفة». ووفق وكالة الأنباء الإيطالية (آكي) فإن الدراسة المطروحة في الكتاب علمية وعميقة، تتناول جانبا تاريخيا نقديا موثقا، وتهتم بالقضايا الأكثر آنية والتي تخص الجغرافية السياسية والدينية العالمية، إنها محاولة لتجاوز الأحكام المسبقة عن العالم الإسلامي ولخلق حوار واقعي ولقاءات عقلانية بين الإسلام والغرب، عبر عملية تطبع حضاري حقيقي وبوساطة حوار جادّ بين الشعوب، المجتمعات، الثقافات والأديان للتوصل إلى فهم واحترام الاختلاف. مع التأكيد على حماية حقوق الأقليات وتجنب صراعات الأجيال؛ الشعوب والأديان. لكن وجه التعارض لا يكمن في العالم الإسلامي الكبير والمعقد الذي يجابه العالم المسيحي أو العصر الحديث، بل في حقيقة أن على الغرب إعادة النظر في مفهوم «العلمانية». فمازال الغرب أيضا يتمسك بإيمانه وعاداته وتقاليده وشعائره النابعة عن هذا الإيمان. هناك حاجة ملحة لتكامل فوري وبمعايير جديدة بين «التعبير الديني» و«الانتماء الاجتماعي». لذلك فإنه لا يمكن تصور «الدولة العلمانية» من دون احترام للقيم القانونية، الأخلاقية، الحضارية، الاجتماعية والاقتصادية للديمقراطية، على ضوء التقاليد الدينية التي تعيش على أرضها

العدد 1553 - الأربعاء 06 ديسمبر 2006م الموافق 15 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً