العدد 1556 - السبت 09 ديسمبر 2006م الموافق 18 ذي القعدة 1427هـ

«تقرير بيكر» يثير قلق ساسة «14 آذار»

أثارت دعوة مجموعة دراسة العراق واشنطن إلى إجراء محادثات مع دمشق أسئلة بين بعض الزعماء اللبنانيين المعارضين بشأن ما إذا كانت حليفتهم الولايات المتحدة ستسمح لسورية بإعادة تأكيد نفوذها في لبنان مقابل تقديم يد المساعدة في العراق.

واقترحت مجموعة دراسة العراق أن تتخلى الولايات المتحدة عن سياسة تحاشي كل من سورية وإيران اللتين تتهمهما بتأجيج أعمال العنف في العراق لتفادي «انزلاقه نحو حال من الفوضى». ولم يتضح ما إذا كان الرئيس الأميركي جورج بوش سيتبنى جميع أفكار اللجنة، إذ يعتبر بوش لبنان نموذجا للديمقراطية ويصف سورية بأنها ملاذ آمن للإرهابيين.

وتود سورية أن تعترف الولايات المتحدة بدورها في لبنان، إذ كانت تتمتع بنفوذ أكبر حتى حملتها الضغوط الغربية على سحب قواتها من لبنان في العام الماضي. ويقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية ببيروت هلال خشان: «إن الحاجة إلى جهود سورية لتهدئة العراق ستمنح السوريين فرصة لتأكيد نفوذهم في لبنان». وأضاف «لن يدهشني إذا أدت محاولة تحسين الوضع في العراق لتقديم تنازلات معينة ضمناً في لبنان». وهيمن ائتلاف مناهض لسورية يعرف باسم «حركة 14 آذار» على الحكومة التي تشكلت عقب انسحاب سورية ويحظى الائتلاف بمساندة من واشنطن وباريس، وجعل أولويته التصدي للنفوذ السوري في لبنان.

وتواجه «14 آذار» تحديا خطيرا من المعارضة بقيادة حزب الله، ما أصاب وسط بيروت بالشلل خلال الأسبوع الماضي، إذ تطالب المعارضة بدور أكبر في الحكومة. ويقول زعماء معارضون لسورية إن حزب الله يهدف لإعادة النفوذ السوري إلى لبنان وتعطيل تشكيل محكمة دولية، بينما ينفي حزب الله ذلك.

ويوم الأربعاء الماضي قال وزير الخارجية الأميركي السابق جيمس بيكر إن «من الحمق» التلميح إلى التخلي عن التحقيقات في اغتيال الحريري وشخصيات أخرى معارضة لسورية. وساندت المجموعة علنا الحكومة اللبنانية التي يدعمها الغرب وربطت بين المسار السوري - اللبناني في خطة سلام مقترحة بين العرب و «إسرائيل» بوقف «الجهود السورية لتقويض حكومة منتخبة ديمقراطيا»، ولكن إذا تعاملت واشنطن مع سورية على رغم معارضة بعض الدوائر السياسية الأميركية فسيكون ذلك انتصارا لدمشق ورمزا لعدم قدرة واشنطن على تشكيل المنطقة كما تشاء.

ويقول المعلق جورج سماحة إن حدوث ذلك سيكون صفعة للساسة المناهضين لسورية في لبنان الذي يعولون كثيرا على قوة واشنطن الإقليمية. وأضاف «ينبغي أن تعلم (14 آذار) أن الموجة الأميركية التي حققت لهم كل ما يريدون لن تحمل الكثير خلال عام أو عامين. لم تعد الموجة قوية أو ناجحة. ينبغي أن يقلصوا آمالهم». وتابع أن حدوث تغيير في السياسة الأميركية سيستغرق وقتا «لنقل إن بوش قرر تبني الكثير منها... سيحتاج شهورا حتى يبدأ. لن يكون هناك تأثير سياسي فوري». ويرى بعض المراقبين أن لبنان ربما يكون مقبلا على تجربة مماثلة لما حدث في مطلع التسعينات حين أذعنت الولايات المتحدة لترسيخ سورية نفوذها في لبنان مقابل مساعدة دمشق في العراق.

ويقول محللون إن التلميحات إلى أن واشنطن ربما توشك على الإذعان لسورية مرة أخرى تمادت كثيرا، كما أن هناك حلفاء آخرين للزعماء المناهضين لسورية مثل فرنسا والسعودية. وربما تكسب سورية بعض النفوذ من خلال حليفيها (حزب الله وحركة أمل) ولكن لن تستعيد الهيمنة الكاملة التي حظيت بها في التسعينات. وقال سماحة: «سترتكب المعارضة خطأ كبيرا إذا اعتقدت أن السياسة الأميركية ستشهد تحولا تاما عقب هذا التقرير». وقال خشان: «لن تتخلى الولايات المتحدة عن الحكومة اللبنانية أبدا ولكن السياسة تعني التنازل وإفساح مجال للآخرين»

العدد 1556 - السبت 09 ديسمبر 2006م الموافق 18 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً