العدد 1558 - الإثنين 11 ديسمبر 2006م الموافق 20 ذي القعدة 1427هـ

«ايزنهاور» في مياه الخليج

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

دخلت أمس حاملة الطائرات الكبيرة جداً «ايزنهاور» ومعها تشكيلة من الوحدات العسكرية، وأعلن بيان عسكري أميركي أن الهدف من ذلك هو دعم قوات التحالف في العراق... غير أن المراقبين لا يرون حاجة إلى هذه الحاملة للمساعدة في ما يجري في العراق، وأن الهدف الأساسي هو توجيه رسالة تحذيرية إلى إيران ملخصها أن الرئيس الأميركي جورج بوش يحتفظ بكل الخيارات أمامه، وأن خيار الضربة العسكرية لإيران مازال مطروحاً... وعليه، فإن الوحدات التي تستطيع القيام بذلك ستجوب مياه الخليج ربما للتدريب على الخيار القاسي، فيما لو اتخذ في أي وقت (ربما بعد أشهر أو سنة من الآن).

الإدارة الأميركية تعاني الكثير في العراق، وجاء تقرير «بيكر - هاملتون» ليطرح وجهة نظر أخرى للتعامل مع الأزمة الحالية في منطقتنا... وقبل ذلك صوّت الشعب الأميركي لصالح الحزب الديمقراطي الذي يمسك بغالبية الكونغرس (حالياً). ولكن، وبحسب ما يقوله المفكر الاستراتيجي الأميركي غريغوري غوس (في حديث مع «الوسط»)، فإن الكونغرس لا يصنع السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وأن ما جرى حديثاً ربما يؤخر الخيار المفضل لدى الرئيس الأميركي (أو بالأحرى لدى نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني) وهو عزل إيران دولياً ومن ثم توجيه ضربة عسكرية إليها.

الخشية هي من القراءات الخاطئة لطريقة اتخاذ القرار الأميركي، وقد أخطأ صدام حسين حتى اللحظة الأخيرة ولم يكن يعتقد بأن أميركا ستقدم فعلاً على حرب شاملة لإزالته. وطريقة تفكير المؤثر الأكبر في هذا القرار (تشيني) تتضمن مقاومة كل الضغوط والاستمرار في سياسته الهجومية.

للتو، احتضنت البحرين مؤتمراً عن الأمن الإقليمي، وتحدث المشاركون عن متطلبات الأمن والسعي لإيجاد آليات متعددة الأطراف للتعامل مع إيران والعراق والخليج... ولكن كل هذه الأحاديث ربما توفر وقتاً إضافياً، أو تؤخر قرارات المواجهة، ولكن لا تلغيها.

وفي تصريحه لـ «الوسط»، قال غوس إنه لا يعتقد أن حاملة الطائرات جاءت إلى الخليج من أجل دعم العمليات في العراق، وإنما هي هنا من أجل تحذير إيران، ولتقول لها إن أميركا ليست ضعيفة على رغم مجريات الأمور حالياً... وعليه، فإن منطقتنا تبقى ساحة مفتوحة لأية خيارات مصيرية، وذات أثر كبير، ولكن من دون أن تكون للدول الخليجية شراكة حقيقية في هذا الموضوع.

لقد مثّل «حوار المنامة» خطوة إلى الأمام في هذا الاتجاه، وأملنا أن تبتعد منطقتنا عن مزيد من الأزمات والفتن

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1558 - الإثنين 11 ديسمبر 2006م الموافق 20 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً