العدد 3843 - الجمعة 15 مارس 2013م الموافق 03 جمادى الأولى 1434هـ

نص الكلمة التي القاها الدكتور منصور الجمري بعد رجوعه الى البحرين

كلمة الوصول في جامع الإمام زين العابدين بني جمرة 7 يونيو 2001


السلام عليكم أيها الجمع الكريم ورحمة الله وبركاته....
أحييكم جميعا واقف أمامكم كخادم لكن ولجميع أهل البحرين، سنة وشيعة.
إن صمودكم ووحدتكم وارتباطكم الأصيل بدينكم وحبكم العميق لوطنكم، حقق ما عجزت عنه أمم خلت من قبلكم...
إنني أقف أمامكم واستنشق هواء البحرين الحبيبة بفصل من الله وبفضل تضحياتكم. ولذا فأن حياتي كلها وقف لرضا الله ووقف لخدمتكم. انتم يا من تحملتم الشدائد وصبرتم على الأذى ولم تتزلزلوا عن مواقفكم ومطالبكم، حتى حقق الله لكن النصر والعزة.
السلام على الشهداء الأحياء عند ربهم... السلام على الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الدين وفي سبيل عزة وكرامة أهل البحرين.
السلام على الذين لاقوا صنوف العذاب في السجون والمنافي وصبروا واستقاموا على طريقهم الذي ارتضاه الله لهم.
السلام على شعب البحرين الأبي الذي شهد له التاريخ بأصالته وطيبته ويشهد له العالم اليوم بتحضره في المطالب وبتحضره في الأساليب.
السلام على الذين رفعوا مطالب الشعب في الظروف الحالكة من داخل البحرين، ومن اجل ذلك تحملوا الكثير من الآلام.
السلام على علماء الدين الذين وقفوا مع الشعب في المحنة.
السلام على جميع المناضلين من أي فئة اجتماعية كانت ومن كل التوجهات الفاعلة في الساحة.
السلام على المثقفين والمهنيين والعمال والكادحين الذين رفعوا اسم الشعب ودافعوا عنه.
السلام على الأمهات والزوجات والنساء واللاتي دعمن بجهودهن قضية الشعب، واللاتي لم يكن سيتحقق ما تحقق لو لا جهادهن وصبرهن وصمودهن.
السلام على كل مواطن انفق من ماله وجهده في سبيل نصرة القضية العادلة.
السلام على كل من ناصر أهل البحرين من حقوقيين وبرلمانيين وإعلاميين وناشطين في مختلف أنحاء العالم.
ولا شك لدي بأن ما تحقق من إصلاحات لحد الآن، لم يكن سيتحقق لو لا انفتاح سمو الأمير على مطالب وتطلعات الشعب واتخاذه مواقف شجاعة سيسجلها له التاريخ.
اليوم، يعيش أهل البحرين مرحلة هامة من تاريخهم، ويقفون وقفة تاريخية منم أجل مستقبلهم ومستقبل أجيالهم.
اليوم ينظر العالم للتجربة البحرينية ليروا كيف يتصرف أهل البحرين تجاه الفرصة المتاحة لهم، وكيف سيتغلبون على المصاعب وكيف سيواصلون طريق التصالح والإصلاح.
اليوم نعيش جميعا في سفينة واحدة تجمع كل بحريني بلا فرق ولا تمييز. هذه السفينة تتجه في مسارها الذي نشدته منذ زمن طويل. ذاك هو مسار التعايش السلمي بين جميع أهل البحرين على أساس دستوري وحقوقي، لا يفرق بين البحريني والبحريني الآخر، ولا يعترف بأي تمييز يخالف شريعة الإسلام والأعراف والقوانين الدولية.
إنني أقف أمامكم كابن – إنشاء الله – مخلص لدينه وبلده، خادم لمصالح مجتمع أولا وأخيرا.
أقف أمامكم كشخص منكم، لأفضل لي عليكم أبدا، بل ان الفضل لله ولكم.
أنني أؤمن بأنكم انتم الذين تقررون مصيركم، ولا وصاية لأحد عليكم.
إنني أؤمن بأن أي شأن يخصكم يجب أن يطرح أمامكم، لا يناقش ويبت فيه من فوق رؤوسكم أو من وراء ظهوركم.
إنني أؤمن بالاتفاق والأجماع القائم على أساس الشورى، كما أمر الله بذلك في كتابه الكريم.
إنني أؤمن بوجوب مناقشة الشؤون العامة واتخاذ القرارات – سواء كانت تخص الوطن أو تخص بلدة معينة أو تخص جماعة معينة – بوسائل ديمقراطية حديثة.
إنني أؤمن بقول الإمام علي (ع): "أوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم وإصلاح ذات بينكم".
نعم، يجب علينا ان نجعل الله أمامنا في كل خطوة نخطوها.
نعم، إننا بحاجة أن ننظم أمورنا لكي نستطيع تداول شؤوننا والوصول إلى قرارات قائمة على الشورى بيينا "وأمرهم شورى بينهم".
نعم، إننا بحاجة أن نصلح ذات بيننا. لابد ان نقاوم نزعات التشرذم ونتبع قوله تعالى "منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين، من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون". والله سبحانه وتعالى يقول أيضا "ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء، انما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون".
لا توجد جماعة في أي مكان في العلم لا تختلف بينها. ولكن الجماعات التي تنجح هي تلك التي تستطيع إدارة خلافها بصورة حضارية للخروج بقرارات وبرامج عملية خاضعة للمحاسبة وللشفافية.
إنني أؤمن بأن الشعب هو صاحب القرارات وهو الذي ستقع على عاتقه في النهاية فوائد وأضرار أي قرار. ومشاركة الشعب على جميع المستويات هي أحد الأهداف الرئيسية التي ناضل وضحى من أجلها الجميع.
أن مشاركة الشعب تعني وجود الآليات بالنسبة للوطن وبالنسبة للجماعة. ولذا فأننا جميعا طالبنا بعمل نيابي منتخب لرعاية شئون الوطن، وطالبنا بدستورية العمل البلدي، وطالبنا بحرية العمل الأهلي القائم على اساس حكم القانون العادل.
لقد وصل الشعب، بفضل الله وبفضل جهوده الذاتية، إلى مرحلة هامة وحاسمة من تاريخه. إنها المرحلة الحالية التي ستثبت أننا أهل لما من الله به علينا.
أنها المرحلة الحالية التي سنثبت لأنفسنا وللعالم من حولنا بأننا أهل للمسؤولية.
أنها المرحلة الحالية التي سنثبت لأجيال المستقبل بأننا حملنا الأمانة وحققنا أفضل النتائج وأوصلناها لأبنائنا في الغد.
أن مسيرتنا للحصول على حقوقنا غير قابلة للتراجع أو الانتقاص... أنها ماضية بإذن الله ثم بعزيمتكم... أنها سائرة على هدى من الله وعلى أساليبكم المتحضرة... أنها بدأت بكم وستستمر بكم وستعود لكم، أنتم دون غيركم، بنعمة الكرامة والعيش في بلادكم أعزاء أقوياء لا يذلكم أحد بعد اليوم، لا تظلمون ولا تظلمون، لا تستكينون ولا تتهورون، وإنما تلتزمون نهجا وسطا، يرتضيه لكم دينكم، وتستقيم به أمور دنياكم.
أننا كشعب مسلم، أمنا بربنا وتوكلنا عليه ولا مجال للريبة في قلوبنا، والله ينصر الصادقين معه ومع أنفسهم "أنما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا، وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، أولئك هم الصادقون".
وأختتم كلامي، مؤكدا لكم مرة أخرى بأنني اقف ضد استخدام المعارضة من اجل الوصول للمناصب الحكومية أو من أجل الحصول على مصالح شخصية أو عائلية. وأؤكد مرة أخرى بأني لا أرى نفسي إلا أحد خدامكم، اعمل معكم وإليكم، مستعينا بذلك على الله، وعلى العمل الجماعي المشترك. أسال الله أن يوفقني وإياكم لما يحب ويرضى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



جامع الإمام زين العابدين، بني جمرة، البحرين.

العدد 3843 - الجمعة 15 مارس 2013م الموافق 03 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً