العدد 3851 - السبت 23 مارس 2013م الموافق 11 جمادى الأولى 1434هـ

مقاتلو المعارضة يتقدمون في درعا... وتشييع البوطي في دمشق

«المعارضة العلوية» السورية تجتمع في القاهرة

حشود عفيرة تشيع جثمان العلامة محمد سعيد البوطي في دمشق إلى مثواه الأخير - AFP
حشود عفيرة تشيع جثمان العلامة محمد سعيد البوطي في دمشق إلى مثواه الأخير - AFP

سيطر مقاتلو المعارضة السورية أمس السبت (23 مارس/ آذار 2013) على موقع عسكري مهم للدفاع الجوي في درعا، جنوب البلاد، في وقت شيع العلامة محمد سعيد رمضان البوطي في دمشق في مأتم حاشد.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «مقاتلين من جبهة النصرة ولواء اليرموك وكتائب معارضة أخرى سيطروا على قيادة اللواء 38 دفاع جوي الواقع بالقرب من بلدة صيدا على طريق دمشق عمّان في محافظة درعا بعد اشتباكات عنيفة استمرت 16 يوماً».

وأشار إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل سبعة مقاتلين معارضين وثمانية عناصر من القوات النظامية بينهم ضابط. كما «تم تحرير عشرات الأسرى من داخل مقر قيادة اللواء».

وأظهر شريط فيديو بثه المرصد على موقع «يوتيوب» على شبكة الإنترنت جثة «العميد محمود درويش، قائد كتيبة الدفاع الجوي»، بحسب ما يقول صوت مسجل على الشريط، وهي جثة رجل بلباس عسكري غارق في دمائه لدرجة لا يمكن تبين ملامح وجهه.

كما بث ناشطون شريطاً آخر على «يوتيوب» حول «تحرير المعتقلين في اللواء 38» يظهر فيه شبان ملتحون بمعظمهم وبقمصان قطنية ينحنون على الأرض ويقبلونها، ثم يقبلون مقاتلين يرددون لهم «الحمد لله على السلامة».

كما سيطر مقاتلون معارضون على حاجزي العلان وجلين في بلدة سحم الجولان في درعا.

من جهة ثانية، قتل أكثر من 35 مقاتلاً معارضاً ولا يزال مصير عشرين آخرين مجهولاً نتيجة معارك وقعت الأربعاء الماضي حتى فجر الخميس في قرى ذات غالبية درزية واقعة عند خط وقف إطلاق النار في محافظة القنيطرة، بحسب ما ذكر المرصد أمس.

كما أشار المرصد إلى مقتل ما لا يقل عن ستة عناصر من اللجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام من بلدتي حضر وحرفا في المنطقة ذاتها، وإصابة أكثر من 22 عنصراً من القوات النظامية واللجان الشعبية بجروح.

وفيما تستمر أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة، شيع السبت رئيس اتحاد علماء بلاد الشام العلامة محمد سعيد رمضان البوطي الذي قتل الخميس في تفجير انتحاري أوقع نحو خمسين قتيلاً في أحد مساجد العاصمة السورية.

وناشد مفتي الجمهورية أحمد بدر حسون في كلمة ألقاها في التشييع العالم الإسلامي والعالم العربي «إنقاذ سورية من حرب شنت عليها من العالم»، مضيفاً «إن سقطت سورية سقطتم جميعاً».

وأفاد التلفزيون السوري الرسمي أن وزير الأوقاف، محمد عبد الستار السيد مثل الرئيس بشار الأسد في التشييع الذي حضره ممثلون عن إيران وحزب الله اللبناني ولبنان والأردن.

وووري رجل الدين السني البارز الداعم للنظام إلى جانب قبر صلاح الدين الأيوبي المحاذي لقلعة دمشق.

في دبلن، لم تتمكن الدول الأوروبية الجمعة من التوصل إلى قرار موحد في شأن إرسال أسلحة إلى المعارضة السورية كما تطالب فرنسا وبريطانيا، إذ اعتبر عدد كبير من عواصم الاتحاد الأوروبي هذه المبادرة محفوفة بالمخاطر.

واعتبر وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ أن تفاقم النزاع في سورية يدعو «بشدة إلى رفع الحظر (عن إرسال السلاح) مع نهاية مايو/ أيار أو في الحد الأدنى إجراء تعديلات جدية» عليه.

وأوضح نظيره الفرنسي، لوران فابيوس أن تزويد المعارضة السورية بالسلاح لا يهدف إلى مزيد من عسكرة النزاع بل «إلى إتاحة حلحلة للوضع السياسي ومساعدة المقاومين حتى لا يتلقوا المزيد من قنابل طائرات بشار الأسد».

وعبر الرئيس الأميركي، باراك أوباما من الأردن، المحطة الأخيرة من جولته بالشرق الأوسط، الجمعة عن القلق من احتمال أن تصبح سورية ملجأ للتطرف.

وأعلنت دمشق السبت رفضها «جملة وتفصيلاً» قرار مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بتمديد مهمة لجنة التحقيق حول الوضع في سورية، سنة إضافية، معتبرة إياه «منحازاً وغير متوازن».

وعزت وزارة الخارجية هذا الموقف إلى تجاهل القرار «للدور اللا أخلاقي الذي تمارسه الدول الداعمة للإرهاب في سورية التي ترعى تمويل وتدريب وتسليح وإرسال الإرهابيين والمرتزقة».

من جهة أخرى، اجتمع ناشطون معارضون من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري، بشار الأسد أمس (السبت) لدعم بديل ديمقراطي لحكمه ومحاولة للنأي بالطائفة عن الارتباط الكامل بمحاولات الحكومة لسحق الانتفاضة التي تشهدها سورية منذ عامين. وتهدف الوفود المشاركة في أول اجتماع من نوعه للعلويين الداعمين للانتفاضة ضد الأسد لإعداد إعلان يدعم سورية موحدة ويدعو التيار الرئيسي للمعارضة للتعاون من أجل منع قتال طائفي في حالة سقوط الأسد. وقال بسام اليوسف -وهو علوي قضى أكثر من عشرة أعوام في السجن إبان حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد والد بشار- إن الطائفة العلوية تدعو المعارضة للتصدي للمشكلة الطائفية التي يؤججها النظام مضيفاً أن الورقة الأخيرة التي يمكن أن يستغلها النظام الآن هي الحرب الأهلية وتقسيم سورية.

وقال دبلوماسي غربي «الاجتماع يعقد متأخراً عامين تقريباً لكنه سيساعد في إبعاد الطائفة عن الأسد. كل الجهود مطلوبة الآن للحيلولة دون وقوع حمام دم طائفي على نطاق واسع عند رحيل الأسد، في نهاية المطاف سيكون العلويون الخاسر الأكبر فيه».

وقال بيان للجنة المنظمة لاجتماع العلويين إن «النظام الذي يزداد عزلة وضعفاً سيعمل على دفع العصبويات الطائفية إلى حالة الاقتتال الدموي» وأضاف قائلاً «هناك قوى تشكلت وتقف ضد النظام لكنها تتقاطع معه في الدفع باتجاه الصراع الطائفي ولحسابات تتعلق بها وبارتباطاتها». وقال «إن العمل على نزع الورقة الطائفية من يد النظام ويد كل من يستعملها هو أمر بالغ الأهمية كمقدمة لإسقاط النظام وكمدخل لإعادة صياغة العقد الاجتماعي السوري على أسس الدولة الحديثة دولة المواطنة والعدالة فقط».

العدد 3851 - السبت 23 مارس 2013م الموافق 11 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 8:39 ص

      الله يرحمه رجل صاحب مواقف كبيرة

      الله يرحمه رجل صاحب مواقف كبيرة
      رجل افنى حياته في خدمة كلمة الحق
      وان شاء الله نحتسبه عند الله شهيدا

    • زائر 7 | 5:30 ص

      ماما أمريكا ادعميهم

      أرسلي مزيد من الأسلحة لهم خلهم يقتلون بعضهم بعض وانتي تفرجي عليهم، حال العرب مبكي فعلا

    • زائر 5 | 1:46 ص

      رحم الله الشيخ البوطي

      رحم الله الشيخ البوطي هو ذهب شهيدا على يد الغدر والخيانة وشيع في موكب مهيب ، ولكن من امر وحرض على قتلة والمجرم الذي نفذ لن يذكرهم التاريخ الا بالسواد لعقليتهم الظلامية السوداء ولتبعتهم لامريكا واسرائيل هؤلاء ملعونون من الناس ومن الله وأخرتهم على مزابل التاريخ التي ستلفظهم بدورها من كثرة جرائمهم وايغلهم في دماء الابرياء

    • زائر 4 | 1:42 ص

      كان الشيخ مع الحق

      قبل استشهاد الشيخ محمد سعيد البوطي بساعة على ايدي احد الارهابين المجرمين صرح في مسجد الايمان بأن الذي يقفون وراء المعارضين قدموا له اغراءات مالية كبيرة وفلل وسيارات فارهة مقابل خروجه من وطنه واعلان معارضته كما فعلوا مع عدد من السورين ولاكن الله سبحانه الهمه بعدم قبول تلك الاغراءات مقابل تفتيت الوطن وتمكين الغرب من احتلاله ومن ثم تسليم اموره للصهاينة بوضع مجموعة عملاء لهم بحكم سوريا

اقرأ ايضاً