العدد 3853 - الإثنين 25 مارس 2013م الموافق 13 جمادى الأولى 1434هـ

في حبّ البحرين

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

حين تلقّيتُ الدعوة للحضور والمشاركة في مركز الإبداع الشبابيّ عصر يوم الجمعة 22 مارس/آذار 2013، لم يكن ذلك لتغطية الفعاليّة الرياضيّة ولم يراودني التفكير قبل حضورها في أن تكون موضوعاً للكتابة. لكن، وبعد أن حضرت وشاركت ورأيت واستمعت، وجدت في «المهرجان الرياضيّ العربيّ» في حبّ البحرين حدثاً غير عاديّ، حدثاً يستحق الكتابة بل والإشادة.

نعم بأتمّ معنى الكلمة «المهرجان الرياضي العربي» تحت شعار: «في حب البحرين». ذلك ما دأبت على تنظيمه جمعية المصريين بمملكة البحرين، والتي يقع مقرّها في محافظة المحرق. وتتمثّل الفعالية في دوريّ سداسيّ لكرة القدم بين أبناء الجاليات العربية المقيمة في البحرين، وهذا أوّل مظهر من مظاهر الطرافة التي تستحقّ التنويه؛ حيث لم يسبق لي شخصياً اللّقاء بأبناء الجاليات العربيّة في البحرين، ولا في غيرها من البلاد العربية لقاءً بهذا الحجم.

نعم، التقينا أوّلاً العام الماضي في النسخة الأولى من هذه الدورة الرياضيّة، وكانت تجربة البداية بما يكتنفها من نجاح أو مظاهر قصور. أما التجربة الثانية هذا العام فقد ارتقت إلى مستويات تنظيمية وفنية عالية أمّنها كلّ من مسئول البطولة رضا شندي، ورئيس اللجنة الرياضيّة جمال حلمي. فعلى مستوى التنظيم سعدنا باللقاء في مقر الجمعية، جمعية المصريين، يوم الخميس 21 مارس الجاري، لإجراء القرعة برئاسة رئيس الجمعية رؤوف عبد الرحمان فاضل، وكانت فعلاً أجواء جميلة، بل وحميميّة. ثم كان اللقاء العربيّ عصرَ الجمعة 22 مارس 2013 بمركز الإبداع الشبابيّ، حيث تشرّفنا بحضور كلّ من المستشار الإعلاميّ لسفارة جمهورية مصر العربية وسفير فلسطين وسفير تونس بمملكة البحرين. وممّا زاد الحدث إجلالاً في قلوب الحاضرين، من لاعبين وجمهور، إنشاد السلام الوطنيّ لكل دولة مشاركة، فبعد الاستماع إلى السلام الملكي البحرينيّ، ترنّم كل فريق على إيقاعات سلامه الوطنيّ؛ فاستمعنا تباعاً إلى السلام الوطني المصري فالتونسيّ فالفلسطينيّ فالعراقيّ فالسودانيّ فالأردنيّ فاليمنيّ. وكم كنّا نتمنّى لو ازدادت أعداد الجاليات العربية المشاركة حتى تخشع قلوبنا لمزيد من السلامات الوطنية.

كما تميّزت هذه النسخة الثانية من الفعالية الرياضية «في حبّ البحرين» بإلقاء سكرتير ثاني السفارة المصرية والسفير الفلسطيني والسفير التونسي كلمات أكدت روح التقارب بين الشعوب العربية، وأشادت بجهود البحرين في احتضان أبناء الجاليات العربية. واستمرّ الدوريّ على الميدان إلى ساعة متأخرة من مساء الجمعة. ثم انتهى بتتويج فريق أبناء الجالية الأردنيّة على نظرائهم من فريق الجالية الفلسطينيّة.

لكن دويّ هذا اليوم الرياضيّ العربيّ لم يفارق عقلي ووجداني واستمرّ، ولم ينقطع؛ نعم استمرّ معي التفكير في هذا الحدث وخلصت معه إلى حقائق لعلّ أبرزها:

- أرض البحرين أرض لقاء وتعايش وتحابب يتحقّق فيها الحلم العربيّ الجميل الذي لاتزال أمّتنا العربية تتمسّك به: حلم اللقاء والتقارب.

- البحرين منفتحة بشعبها وبقيادتها الحكيمة على الآخرين؛ تحتضنهم وتدعم كل جهود التعايش في كنف السلام، لذلك جاء شعار الفعاليّة في حب البحرين، وسيبقى كذلك.

- مصر تبقى أمّ الدنيا، أحببنا أم كرهنا، فمن أبنائها تأتي مبادرات اللقاء بين أبناء الشعب العربي الواحد، حيث يحسب لجمعيّة المصريين هذه البادرة الرائعة، كما يحسب لهم حسن التنظيم ونجاح التسيير وروعة إدارة الفعالية.

- حققت جمعية المصريين بالبحرين ما عجز عنه اتحاد الكرة العربيّ، إن كان هذا الكيان الرياضي موجوداً بعد، فقد استطاعت أن تجمع سبع جاليات عربية، وبإمكانها في الدورات القادمة أن تجمع أكثر وهذا، لَعمْري، أفضل بكثير مما ينجزه اتحاد الكرة العربيّ، فهل يذكر أحد منكم آخر بطولة للأمم العربية؟

- كم كان جميلاً ذلك اليوم بأجوائه الحماسية بين تعليق حيّ على الميدان من قبل لجنة التنظيم بلهجة مصرية لا تخلو من دعابة ومزاح على لسان الأستاذ طلعت، وكم كان رائعاً تشجيع الجمهور لمنتخباتهم وخصوصاً تشجيع جمهور الجالية السودانية للاعبيها بطريقتهم الخاصّة، وكم كان حماس المصريين للفوز باللقب الذي خسروه العام الماضي، وكم كان رائعاً انضباط الأردنيين واليمنيين وحسن أدائهم على الميدان، وكم كان لطيفاً محافظة اللاعبين التونسيين والفلسطينيين والعراقيين على الميثاق الرياضي وحرصهم على الأداء إلى آخر لحظة رغم تواضع إمكانياتهم. بل وكم كان مفاجئاً، مفاجأةً سارّةً، وصول المنتخب الفلسطينيّ للنهائيّ رغم بدايته الضعيفة في منافسات المجموعات!

وفي العموم كم أنتِ جميلة يا بحرين! كم أنت جميلة تجمعُنا عُرْبا في وطنك فلا نشعر بالغربة، وكم أنتِ رائدة يا جمعيّة المصريّين في هذه المبادرة التاريخيّة التي لن تُنسَى.

إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 3853 - الإثنين 25 مارس 2013م الموافق 13 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 3:06 م

      إلى زائر10

      يعني لو العرب اللي في البحرين ترحلو وراحوا على بلدانهم تنحل مشكلة التوظيف بما يرضيك
      أخي المسألة أعمق بكثير تتجاوز مئات الوظائف التي يشغلها بعض الأخوة من الجالية العربية
      المسألة تتعلق بما أنت أعلم به منّي

    • زائر 10 | 1:52 م

      في حب البحرين وطني

      نعم نقول لهم جميعا شكرا
      وهم يقولون لنا جميعا شكرا لكم
      لقد اثرتمونا على انفسكم في وظائف الحكومة وامتيازاتها
      لنا ولاولادنا من بعدنا
      وانتم يا اهل الجود لكم البتمييز والتهميش والحرمان
      قالاف الوظائف الحكومية يتحسر عليها البحريني بغصة

    • زائر 9 | 10:59 ص

      الجاليات العربية وحب البحرين

      لا أتوقع شخصيا أن الجاليات العربية انحازت بشكل منظم لهذا الشق أو ذاك وإنما إن ظهرت بعض المواقف فهي اجتهادات فردية لا تعبر عن راي كل أفراد الجالية أو كل الجاليات

    • زائر 8 | 7:57 ص

      ولد الماجد

      رووووووووعة أحسنت أ. سليم

    • زائر 6 | 6:45 ص

      البحرين بلدى الثانى

      عشت فى البحرين ما يقارب من تسع سنوات هم من اجمل سنوات عمرى. شكرا للبحرين ملكا و حكومة وشعبا.وشكرا للأستاذ سليم على هذا المقال الرائع الذى اعادنا لجو الحب والمودة بين الشعوب العربية
      دكتور رءوف عبد الرحمن فاضل
      رئيس جمعية المصريين بالبحرين

    • زائر 7 زائر 6 | 7:01 ص

      عاصم حمزة

      عندما تمتزج روح الأخوة والمحبة بين الأشقاء وتروي بالاخلاص فى العمل ثم تزرع فى أرض خصبة مملوءة بالتسامح والمحبة ( أرض البحرين ) فلابد أن تكون هذه هى النتيجة

    • زائر 5 | 3:08 ص

      قال شهيدنا البطل

      نفسي فداء وطني

    • زائر 4 | 3:01 ص

      أنتم ضيوفنا واشقاؤنا

      شكرا لك أستاذ سليم وقلوب اهل البحرين كلها مفتوحة لضيوفنا واخواننا العرب فنحن شعب لا يعرف الكراهية ومنفتح على الجميع. رغم هذه السحابة السوداء التي يحاولون تشويه سمعة الشعب واتهامه بالسوء.

    • زائر 3 | 12:24 ص

      حب الجاليات الحقيقي للبحرين

      مؤشرات الحب الحقيقي للبحرين الوطن و قوامه الشعب : - الاخلاص في العمل و الانتاجية بمعدلاتها القصوى - الانخراط في الاعمال الخيرية و التبرعات لصالح اهل البلد و المقيمين ومثال على ذلك التبرع بالدم - حضور الفعاليات الاجتماعية و المناسبات الدينية لكل مكونات المجتمع من شيعة وسنة واتباع الديانات السماوية الاخرى. - تجنب الانحياز في الازمات الداخلية و تغليب طرف على آخر. - النأي بالتورط بالانشطة التي تبث الكراهlية

    • زائر 2 | 11:46 م

      رائعة يالبحرين

      شكرا على مقالكم الجميل أستاذ

اقرأ ايضاً