تخطى فريق المحرق إحدى العقبات الصعبة في مشواره للحفاظ على لقبه بفوزه على فريق الحد بهدفين نظيفين في المباراة التي جمعتهما مساء أمس على الاستاد الوطني ضمن مباريات دور الثمانية ليتأهل الى نصف النهائي لمسابقة كاس الملك المفدى لكرة القدم إذ سيواجه عقبة صعبة أخرى بمواجهة فريق البسيتين منافسه على صدارة الدوري.

ونجح الذيب المحرقاوي في انتزاع بطاقة العبور الى نصف النهائي بعدما فرض سيطرته وأفضليته في الشوط الأول وسجل خلاله هدف الفوز بتوقيع محترفه السوري محمد رضوان قلعجي في الدقيقة 34 وحافظ عليه على رغم محاولات فريق الحد في الشوط الثاني والتي لم تنجح في تغيير واقع النتيجة ليتبدد الأمل الحداوي في المنافسة على الكأس الملكية وحلم الفوز بها للمرة الأولى في تاريخه.

شوط محرقاوي

وكان الشوط الأول متوسط المستوى شهد أفضلية محرقاوية من حيث السيطرة الميدانية والنزعة الهجومية واستطاع ترجمة ذلك بتقدمه بهدف السوري محمد رضوان قلعجي فيما سيطر الحذر والتركيز الدفاعي على أداء الحد.

وظهر فريق المحرق بصورة منظمة خلال الشوط الأول وخصوصاً في وسط الملعب الذي كان له الدور المؤثر في ترجيح الأفضلية الحمراء من خلال الانسجام والمهام التي قام بها رباعي هذا الخط بقيادة الخبير محمود جلال والليبي المميز أحمد الصغير والموهوب سيدضياء سعيد والسوري محمد رضوان ونجحوا في ضبط إيقاع الأداء الأحمر وخصوصاً في السيطرة والاستحواذ وبناء العمليات الهجومية مع مساندة واضحة من الظهيرين وليد الحيام الذي شكل مع سيدضياء جبهة يسرى نشطة وكذلك الظهير الأيمن الشاب علي غالب في الناحية اليمني.

وتمكن المحرق من اختراق التنظيم الدفاعي الحداوي عدة مرات عبر التمريرات على رغم الرقابة التي فرضت على ثنائي الهجوم حسين علي بيليه والنيجيري أوتشي، وكان التهديد الأول من محمود جلال في الدقيقة الخامسة وتصدى الحارس عباس أحمد لتسديدته، وكذلك تسديدة حسين بيليه التي ردتها العارضة لتتهيأ الى قلعجي الذي لعبها برأسه لكنها أبعدت في اللحظة الأخيرة من على خط المرمى، في حين جاء الهدف بتوقيع محمد قلعجي إثر هجمة نظمت من الجهة اليمنى بدأت بتمريرة علي غالب نحو أحمد الصغير الذي أرسلها عرضية متقنة داخل عمق منطقة الجزاء ليتابعها قلعجي في المرمى وسط احتجاج الحداوية على اعتبار وضع قلعجي في موقف التسلل.

في المقابل انتهج مدرب فريق الحد الكابتن عدنان إبراهيم خطة واقعية متوازنة بين الحالتين الدفاعية والهجومية في ظل افتقاده لجهود نجميه عبدالوهاب المالود ومحمود العجيمي بسبب الإيقاف ووضح تأثير ذلك على الناحية الهجومية، إذ اعتمد على أسلوب 4-5-1 بوجود المهاجم النيجيري عبدالحفيظ عبدالسلام وحيداً في الهجوم والاعتماد على الكرات الطولية وتقدم البرازيلي فاغنر وإبراهيم حبيب للمساندة من الوسط لكن هذه المحاولات كانت قليلة ولم تشكل خطورة على مرمى المحرق، فيما تولى بقية لاعبي الوسط الأفغاني جلال الدين وعبدالله الهزاع ونايف الماجد مهام المساندة الدفاعية أمام الرباعي الدفاعي المكون والبرزيلي جوليانو وحبيب نصيف وعبدالله بوقيس وعيسى مصبح.

صحوة حداوية ولكن

شهد الشوط الثاني صحوة فريق الحد الذي تحسن أداؤه بعدما تحرر من مواقعه الدفاعية ونشط خط وسطه بدخول أحمد العويناتي وبدأ تركيز اللعب في منطقة المحرق لكن ظلت المحاولات الحداوية تفتقد الى الفعالية والفرص الحقيقية على مرمى المحرق عدا محاولات البرازيلي فاغنر الذي كان أنشط لاعبي الحد وشكل إزعاجاً للدفاع المحرقاوي لكنه لم يجد المساندة وخصوصاً أن المهاجم عبدالحفيظ لم يكن بالصورة المطلوبة في التعامل مع الكرات التي تصل إليه، ثم رمى عدنان أيوب بآخر أوراقه الهجومية بإشراك عبدالله صقر وعبدالله وحيد لكن دون جدوى.

في المقابل مال أداء المحرق الى التوازن خلال الشوط الثاني وذلك من أجل المحافظة عل تقدمه وتراجع الأداء الهجومي المحرقاوي لذا لجأ مدربه سمير شمام الى تنشيط صفوفه بإشراك عبدالله الدخيل ومحمود عبدالرحمن «رنغو» واعتمد الفريق على الكرات المرتدة وسدد «رنغو» كرة قوية تصدى لها الحارس عباس أحمد قبل أن تشهد الدقيقة 93 الهدف الثاني إثر ركلة جزاء احتسبها الحكم الدولي جميل جمعة بعد انفراد المهاجم البديل حمد الدخيل الذي استثمر خطأ مشتركا بين الحارس عباس احمد والمدافع البرازيلي جوليانو فخطف الدخيل الكرة وتداخل معه جوليانو وابعد الكرة لكن الحكم احتسبها ضربة جزاء مثيرة للجدل بشأن صحتها وطرد على إثرها جوليانو وسددها رنغو بنجاح ليؤكد الفوز المحرقاوي وتأهل فريقه الى نصف النهائي.