قدم منتخبنا الوطني لكرة القدم في مباراته مع الكويت أمس الأول أفضل مبارياته منذ مدة طويلة وخصوصا في الشوط الأول من المباراة الذي ذكرنا بمستوى المنتخب في أوج تألقه.
الشوط الأول كان بحق الأفضل إذ تسيد فيه الأحمر البحريني وسط الملعب وتمكن من خلق الكثير من الفرص الخطرة إلى جانب تسجيله هدفين خاطفين في هذا الشوط عن طريق العائد طلال يوسف من ركلة جزاء والجناح الطائر سلمان عيسى بعد تمريرة طلال.
الانتشار كان مميزا في هذا الشوط وجميع الخطوط تحركت بفعالية باستثناء خط الهجوم الذي كان الوحيد البعيد عن مستواه الحقيقي في ظل الرقابة اللصيقة التي فرضت على حسين علي «بيليه» ونقص اللياقة الذي عانى منه علاء حبيل، إذ لم يكن الاثنان في يومهما المعهود.
خط الهجوم بحاجة إلى ديناميكية وحيوية أكبر إلى جانب إضافة وجوه جديدة إلى هذا الخط ليقدم مستويات أفضل من الحالية.
المدرب الألماني بريغل وفي مباراته الأولى تمكن من التعامل مع المباراة بواقعية، وحافظ على توازن الفريق من خلال التغييرات الطفيفة التي أدخلها على التشكيلة من دون اللجوء إلى تغييرات كبيرة.
في الشوط الأول ظهر المنتخب الكويتي بصورة مفككة وضعيفة ولم يكن قادرا على مواجهة اندفاعة الأحمر البحريني الذي تسيد اللقاء.
في الشوط الثاني من المباراة تغير الحال كثيرا بعد تراجع منتخبنا إلى الخلف وربما يكون هذا الأمر طبيعيا في ظل التقدم في النتيجة إلا أن ما لم يكن طبيعيا هو عدم القدرة على خلق الفرص الحقيقة على مرمى المنافس والاكتفاء فقط بالدفاع ونقل الكرة في وسط الملعب.
لو كان المنافس لنا في مباراة أمس الأول منتخب أفضل من المنتخب الكويتي لكانت النتيجة مختلفة ربما في ظل التراجع في أداء اللاعبين في الشوط الثاني وانخفاض مستوى اللياقة البدنية لدى بعضهم.
الفوز على رغم أهميته والفرحة التي أشاعها في الشارع البحريني إذ كان الفوز الأول على الملعب الوطني منذ أكثر من سنة ونصف يجب ألا يعمينا عن السلبيات التي وجدت في المنتخب والتي بحاجة إلى وقفة تصحيحية من قبل المدرب الألماني.
بريغل مطالب في المرحلة المقبلة وفي ضوء تراجع أداء الكثير من لاعبي المنتخب وخصوصا في الشوط الثاني من المباراة بإدخال وجوه شابة قادرة على الحلول بدلا من اللاعبين الكبار الحاليين لضمان الاستمرار في تقديم أفضل المستويات والنتائج.
الكرة البحرينية بها الكثير من الوجوه القادرة على تمثيل المنتخب وما تألق محمود عبدالرحمن وإسماعيل عبداللطيف وغيرهما من اللاعبين إلا دليل على وجود المواهب الواعدة التي تحتاج إلى الفرصة الكافية فقط لتثبيت أقدامها في المنتخب ومواصلة طريق الانتصارات.
التجديد في المرحلة المقبلة أصبح ضرورة وقبل دخولنا للتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا إذ إن البطولة الآسيوية المقبلة 2007 ستكون فرصة مناسبة للمدرب بريغل لتحقيق نقلة نوعية في عناصر المنتخب من خلال الدمج بين لاعبي الخبرة المميزين واللاعبين الشباب لتكوين فريق مستقبلي بشكل تدريجي بحيث لا يحدث أي انقطاع في التواصل بين الأجيال.
المواهب موجودة على الساحة المحلية وبنظرة فاحصة إلى مباريات الدوري المحلي وعلى رغم ضعفها فإن بالامكان تكوين منتخب قوي من مجموعة من اللاعبين المميزين.
اللاعبون الشباب بحاجة فقط إلى الحصول على الفرصة الكافية والثقة بالنفس لإثبات وجودهم، إذ أن لاعبي المنتخب الاولمبي أثبتوا قدرتهم على مجاراة منتخب عالمي مثل المنتخب الاسترالي في عقر داره وخسروا أمامه بصعوبة وهو يلعب بتشكيلة كبيرة من نجومه.
الشوط الثاني من مباراة الكويت كشف الحاجة الحقيقية إلى الدماء الشابة والوجوه الجديدة القادرة على العطاء بشكل أكبر مع المنتخب التي تنتظره الكثير من البطولات المهمة
العدد 1533 - الخميس 16 نوفمبر 2006م الموافق 24 شوال 1427هـ