العدد 1533 - الخميس 16 نوفمبر 2006م الموافق 24 شوال 1427هـ

ناخبون: ما يطرحه بعض المترشحين دون المستوى

خيم انتخابية تتوسل الدعاية في برامجها

تشهد الخيم الانتخابية في هذه الأيام حماسة في طرحها للبرامج الانتخابية وما تتداوله من موضوعات يمهد فيها كل مترشح لإقناع جمهوره بترشيحه. وفي حين تختلف المهمات بين ما هو من صميم اختصاص المترشح النيابي عن اختصاص المترشح البلدي نلحظ خلطًا كبيرًا لدى الناخبين بينهما، فما سبب ذلك، وماذا يقول الناخبون فيما يطرح في خيم المترشحين؟

مدير إدارة شئون مجلس الادارة والاعلام بغرفة التجارة والصناعة خليل يوسف قال ان المناقشات والمداولات التي تطرح في المقار والخيم الانتخابية للمترشحين في غالبيتها ضحلة ولا ترتقي الى المستوى الذي نتمناه جميعا. اذ ان بعض المناقشات ذات طابع خدمي ممكن تقديمها الى المترشح البلدي أكثر من تقديمها إلى النيابي الا أن اختلاط الأمور لدى الناس جعلهم لا يفرقون بين الاثنين.

واضاف ان بعض برامج المترشحين الانتخابية قد تكون سببا في هذا الوضع اذ ان هؤلاء المترشحين طرحوا برامج انتخابية تركز في المقام الاول على دغدغة مشاعر الناخبين باحتواء هذه البرامج على الكثير من المحاور والنقاط التي تتناول شتى القطاعات وهذا بالتأكيد لا يمثل الواقع الحقيقي الذي من الممكن ان يتم الاهتمام به مستقبلا ما خلق تصورًا لدى عامة الناس ان المترشح جاء بأجندة طويلة لحل مختلف المشكلات التي يعانون منها في المنطقة. موضحا ان البعض طالب على سبيل المثال بفتح طريق يصل إلى منزله. او وضع مرتفعات تحول دون سرعة السيارات. او طرح مشكلة شخصية جدا تتعلق بالتقاعد أو التأمين وغيرها. ولذلك اعتقد ان الارتفاع بمستوى النقاشات والحوارات من الأمور المهمة حتى لا تصبح المقار الانتخابية عبارة عن تجمع لمجموعة من الأشخاص يطالبون بتحقيق منافع خاصة بهم .

وقال يوسف ان ذلك مرتبط بالدور الذي يجب ان يلعبه المترشح ومدير حملته في التركيز على الموضوعات التي تحمل مضامين وطنية وتهم كل الشارع البحريني.

وأعرب يوسف عن أمله في أن تستمر المقار الانتخابية في طرح موضوعات ونقاشات ذات مستوى لأنها في نهاية الأمر ستساعد على خلق وبلورة وعي لدى الناخب وتمكنه من تحديد الأولويات وتجعل النواب القادمين امام أشخاص انتخبوهم ليس فقط لمجرد تمكينهم من الوصول الى قبه البرلمان وانما لتحقيق ما عجز عنه البرلمان السابق بتلبية طموحات الناس نحو مستقبل افضل لكل الوطن .

أما الباحث الاقتصادي حسين المهدي، فقد قال في هذا الشأن: «لابد للمرء ان يأخد في اعتباره أن فترة الانتخابات تشهد الكثير من الوعود من قبل مترشحين وهذه الوعود في الكثير من الأحيان ليس في مقدور المترشح تحقيق ربعها. كما ليس في مقدور الناخب متابعتها نظرا إلى تشعبها وكثرتها وكثافتها. وهم يحلمون فقط بأن تتحقق هذه البرامج البراقة.

وقال من الضروري ان تكون البرامج الانتخابية عاكسة للواقع وتعتمد على الأسس العملية والتطلعات النوعية. مشيرا الى وجود خلط لدى الناخبين المترددين على الخيم الانتخابية بين مهمة المترشح النيابي والبلدي ولذلك من الضروري الاطلاع على مهمة كل منهما ومعرفة أدوار المترشح النيابي والمترشح البلدي.

وذكر المهدي ان استمرار عقد الندوات واجراء المناقشات له مردود ايجابي لبلورة وعي الناخبين ومنحهم الفرصة للاطلاع على أمور البلاد وتطوراتها وخصوصا تلك المرتبطة بالاقتصاد والظروف والمتغيرات التي تساهم في تراجعه أو نموه. منوها الى ان تعميق الوعي الاقتصادي لدى الناخبين هو الأهم ويجب أن يأتي في الدرجة الاولى وقبل المجال السياسي.

وقال من خلال تجربتي بمشاركتي في احدى الندوات بمقر انتخابي شعرت بحجم التجاوب الكبير من قبل الحاضرين ورغبتهم في معرفة الكثير من القضايا الاقتصادية التي تهم البلاد وخصوصا تلك المرتبطة بالبطالة وتوافر الوظائف ونوعيتها وتحديد الحد الأدنى للأجور ومشكلة الاسكان والبعثات والتعليم . وهي موضوعات تهم كل فئات المجتمع في كل مناطق البحرين.

من جانبه قال رجل الأعمال علي محمد علي المسلم إن ضعف النقاشات والمداولات في مقار انتخابية لمترشحين يعود سببه الى الخطأ المتعلق بفتح باب الترشح لكل من هبّ ودبّ من دون اية ضوابط وقيود واشترطات تتعلق مثلا بالمستوى العلمي لدى المترشح . من هنا كان يجب على الجهات المسئولة تحديد المستوى العلمي للمترشح ومعرفة امكاناته وقدراته في خدمة مجتمعه.

وأضاف المسلم ان ناخبين يعتقدون ان المترشح النيابي من أولى مهماته حل مشكلات اجتماعية وخدمية. وكان للبرامج التي قدمها بعض المترشحين الدور الرئيسي في خلق هذا المستوى من الاهتمامات التي لا ترتقي إلى ما نصبو اليه جميعًا. ولذلك من الطبيعي في ظل هذا الوضع ان يطرح ناخبون مطالب بسيطة جدا تهمهم بالدرجة الاولى كعائلة ومنطقة انتخابية. وبالتالي لا توجد نظرة بعيدة المستوى لهؤلاء في طرح موضوعات تتعلق بمستقبل البلد ككل . وتعني كل فئاته.

وأوضح المسلم أن اختلط الحابل بالنابل في خيم انتخابية وأصبح المترشح النيابي يستمع الى كل المطالب التي تطرح عليه من قبل الناخبين وهو يعلم أنه لا حول له ولا قوة فيها بل يؤكد لهم أنه سيتصدى لها ويحلها ويجد الحلول المناسبة إليها. بهدف فقط كسب الأصوات وطمأنة الناخبين إلى ضرورة ترشيحه لأن مفتاح حل المشكلات الخدمية بيده .

وذكر المسلم أنه من الضروري تشكيل لجنة تتولى مهمة مراجعة البرامج الانتخابية اذ نجد أن بعض الخيم تحولت الى محل دور عبادة وأصبحت الخطب الدينية تقدم من أجل الدعاية الانتخابية وأصبحت من ضمن البرنامج اليومي لمترشحين.

إلى ذلك ذكرت المديرة التنفيذية بإحدى الشركات منى بوخماس لقد حضرت فعاليات في بعض الخيم الانتخابية الا أنني للأسف وجدت هذه الموضوعات والنقاشات بسيطة وتصل الى حد السذاجة اذ يقوم أشخاص عقب انتهاء المترشح من تقديم برنامجه الانتخابي بطلب حل مشكلات جدا شخصية. وهو بالتأكيد سببه البرامج التي يطرحها المترشحون والتي تتناول مختلف مشكلات المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخدماتية وغيرها.

واضافت بنظرة بسيطة إلى هذه البرامج سنعجز من قراءتها ومتابعتها. ولا ننسى أن الكثير من الناخبين هم أميون لا يستطيعون قراءة البرامج، واذا تمكنوا من قراءتها فلن يفقهوا شيئا منها.

وقالت بو خماس كان الأولى بالمترشحين تحديد قضايا معينة تكون الهم الأكبر لدى الناس وطرحها للبحث والنقاش . موضحة أن قضية المرأة مثلا تعتبر من أهم القضايا التي يجب على المترشحين التركيز عليها نظرا إلى ما تعانيه في المجتمع من المشكلات الكثيرة التي تنجم عن الظلم الذي ينزل عليها من الرجل.

من جهتها ذكرت المسئول اول علاقات اعلامية هند سيف أنها لم تجد في منطقتها بالمحرق ما يشجعها على الحضور في المقار الانتخابية اذ ان الموضوعات التي تطرح لا تصل إلى المستوى الذي نتمناه ونرغبه جميعًا.

واضافت ان ما يطرحه الناخبون في الخيم الانتخابية هو انعكاس لبرامج المترشحين

العدد 1533 - الخميس 16 نوفمبر 2006م الموافق 24 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً