يقول الراوي: كان لفالح العتل ابنة عم على قدر كبير من الجمال , وكان «محيرها» أي منعها من الزواج بغيره بحسب عادات أهل البادية، اذ يعطى ابن العم الأحقية بالزواج بابنة عمه قبل غيره، ولا يمكنها أن تتزوج من دون أن يسمح لها، وإن زوجها والدها متجاوزاً العرف فقد يتعرض هو للقتل كما يتعرض الزوج أيضاً ، لذلك نجد أن هذه العادة محترمة بينهم.
أوقف فالح ابنة عمه عن الزواج بغيره وقد رفضت الزواج منه وبقيت هكذا معلقة، وفي أحد الأيام جاء لفالح شخص وقال له إن سبب عزوف ابنة عمك عنك أن هناك شخصاً آخر اسمه فلان من القبيلة نفسها وهو الذي أغواها وغيّرها عليك، فقرر فالح أن يقتل ذلك الشخص، وبدأ يترصد له وكان الشخص المذكور مولعاً بالصيد، يخرج صباحا ويعود مساء فتبعه وهو يتحين الفرص لكي يقتله، وبعد أن تعب الرجل استراح في ظل صخرة وكان فالح من خلفه بينهما الصخرة والرجل لا يراه فمد فالح بندقيته يريد قتله وإذا بالرجل يظهر ربابته ويغني عليها ويقول:
القلـب حـن بيـن الاضـلاع يعـزل
والعيـن جاز لهـا البكـا من عناهـا
على الـذي عينـه كما عيـن معـزل
لا شافـت الرمـاي جـا من وراهـا
عسـاك يا قلـب العنـا عنه تجـزل
أجزال دلـون يـوم يجـزل رشاهـا
لو كـان فيّ بسـرة القلـب منـزل مـا تنرجـا وحبـال فالـح وراهـا كل هذا وفالح كامن له بين الصخور يريد قتله ويقول حتى أسمع البيت الآخر، فقد كان الشاب يغني على ربابته وهو يبكي حتى وصل للبيت الأخير الذي يمتدح فيه ابن عمها بأن لا أمل لمن يريدها وان عمها فالح «محيرها» وخصوصاً وأنه لا يقدر عليه أحد، فإذا بطرف بندقية فالح على بلعوم الشاب، وفالح يحلفه: أحلف أنك لا تعلم بوجودي. فحلف الشاب. فقال له جزاء كلامك قد أطلقتها من «حياري» ولك أن تتزوجها، وتزوجها
العدد 1534 - الجمعة 17 نوفمبر 2006م الموافق 25 شوال 1427هـ