العدد 1536 - الأحد 19 نوفمبر 2006م الموافق 27 شوال 1427هـ

وطن في كف المصلحة

محمد سلمان mohd.salman [at] alwasatnews.com

وصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس إلى بغداد لإجراء محادثات مع مسئولين عراقيين، وذلك بعد أن ذكرت تقارير إعلامية في وقت سابق أن المعلم كان قد التقى وزير الخارجية الأميركي السابق جيمس بيكر في سبتمبر/ أيلول الماضي للتباحث في الوسائل الممكنة لتمكن التدخل السوري في حل الأزمة العراقية.

هذه الخطوة من ظاهرها وسيلة تستخدمها سورية للخروج من عزلتها الدولية والتي باتت تهدد تقدمها. من ناحية أخرى، فهي وسيلة لتفرض دمشق شروطها على واشنطن في مقابل تقديم المساعدة لتمكن أميركا من حل الأزمة العراقية التي لا تلبث تطفئ فيها جبهة حتى تشتعل جبهات أخرى. كذلك فهي الطريق الوحيد للتخلص من حمل أثقل كاهل دمشق وهو اللاجئون العراقيون والفلسطينيون الذين باتوا يتكدسون في الأراضي السورية عقب الإطاحة بصدام.

إن الدوافع وراء زيارة المعلم لاتزال مجهولة ولكن الوضع الذي تعيشه المنطقة يعطي لمثل هذه التخمينات صدقية عليا، وخصوصاً أن أول من أعلن عن الاجتماع الذي جرى بين المعلم وبيكر كان السفير السوري لدى واشنطن.

قد تكون هذه المبادرة هي المبادرة المطلوبة في الوقت الحالي، وعلها تكون الطريق لحلحلة الأزمة العراقية. ولكن المثير للقلق هو أن نظام الحكم في سورية نظام بعثي، وهو السبب الذي قد يقود بعض المشرعين العراقيين إلى التحفظ والشكوك، وذلك خشية من عودة العهد الماضي من السيادة البعثية والتي عصفت بالعراق.

وبذلك يوضع االعراقيون بين أمرين إما أن يخوضوا في طريق قد يخرجهم من الحروب الطائفية والصراع الدامي أو أنه قد يعيدهم إلى نقطة البداية فيعود صدام آخر ليحكم بغداد بقبضة تذيب الحديد، أو أن يرفضوا التدخل السوري بخيره وشره، وفي كلتا الحالتين فإن الطريق غير آمن.

وفي النهاية فإن القرار يعود لواشنطن التي تريد التخلص من هم العراق بأيةطريقة، لتركز على ما هو أهم لها أي سلب الثروات، وفي كل الأحوال فالعراق أمسى في كف عفريت

إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"

العدد 1536 - الأحد 19 نوفمبر 2006م الموافق 27 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً