جاءت وهي متشبثة بالأمل وإن كان تحقيق ما ترجوه على أرض الواقع في خانة العدم، ولكن حضورها وتجشمها لعناء مسافة طول الطريق كان نابعاً من وراء دافع وحافز نشأ لديها في ذاتها علها تكون في القريب العاجل من الفئات التي ترقى إلى بلوغ هدفها، ويكون لها نصيب مما تطمح الحصول عليه... جاءت وهي تحمل في جعبتها أعباء ومسئوليات 4 أولاد، أكبرهم فتاة تبلغ من العمر 18 عاماً والأخرى تصغرها بسنة عمرها 17 عاماً، أما أبناؤها الذكور فإن أكبرهم يبلغ من العمر 15 عاماً أما أخوه الأصغر بعمر 14 سنة... تعيش معهم جميعاً تحت سقف غرفة واحدة تحتويهم في بيت والدها الكائن في البلاد القديم مع أسرتها، إضافة إلى أمها وأبيها وأخوتها البقية... تقول وهي في حالة من الضجر قد بلغ أوجه، وخذ جزءاً من نضارة وجهها وعافيتها «جميع أبنائي يعيشون معي تحت ظلال هذه الغرفة الواحدة، وأنا ملزمة لهم كأم وفي الوقت ذاته أحمل صفة مطلقة وهم حالياً تحت حضانتي أن أسعى لأجلهم بكل ما أوتيت من طاقة وتهيئة لهم سبل العيش الكريم، ولكن كيف يتحقق هذا الأمر في ظل ضيق معيشي اضطر فيه إلى أن أحشر أطفالي كلهم تحت ظلال هذه الغرفة ناهيك عن معونة زهيدة احصل عليها من الشئون بقيمة 150 ديناراً وكذلك معونة الغلاء 50 ديناراً أخرى، أي ما مجموع 200 دينار هي حجم الموازنة التي بداخل جيبي وأصرف من خلالها على كل احتياجات أطفالي وأبنائي الذين هم أساساً طلاب في مقاعد صفوف المدرسة، وتختلف صنوف احتياجاتهم وعلى رغم كل ذلك فإنني مازلت مثابرة وصابرة على ما يقع عليّ من عبء وثقل طالما أوكلت أمري إلى رحمة رب العباد المطلع على كل صغيرة وكبيرة... ومن هنا وفي ظل هذه الحياة المعيشية أكتب أسطري وكلي أمل أن يحظى طلبي الإسكاني الذي تقدمت به في العام 2010 نوعه وحدة سكنية على الاستجابة المطلوبة بالسرعة المأمولة، حتى أظفر بالوحدة التي قد تحتضن أبنائي مستقبلاً، وخاصة أن هنالك مشروعاً إسكانياً دشن في مقر سكني ومن المتوقع أن يتم توزيع الأسماء المستفيدة منه خلال الأيام المقبلة... كل ما أرجوه من الجهة الرسمية ممثلة بوزارة الإسكان والمجلس الأعلى للمرأة أن يسعوا جاهدين لأجل إدراج اسمي ضمن الفئة المستحقة من فئة المطلقات اللاتي لهن الأسبقية والأولوية في الحصول على الوحدة بهذا المشروع الإسكاني.
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
للبلاء أوجه متعددة منها الصغير ومنها الكبير ولكن رب العباد وبحكمته المطلقة يراعي في عبادة أموراً يجهلها العباد أنفسهم وبمقتضى علمه الذي وسع كل شي، فإنها رحمة متناهية في الدقة على عباده المجتبين دون سواهم... ومن هنا وأمام المعاناة التي نواجهها والمشكلة الواقع فيها مع زوجتي جراء إصابتها بمرض السرطان، أبعد الله الناس عنه، فإنني اضطررت على مضض أن أقوم بتسفير العاملة المنزلية وذلك انطلاقاً بالتعهد الذي أطلقه لي رئيس مكتب لاستقدام الأيدي العاملة الذي وعدني خيراً بأنه في غضون شهر ونيف ستحضر العاملة المنزلية الجديدة وعلى ضوئه قمت بتسفير القديمة كوني لا أتحمل كلفة وعبء سداد راتبين لعاملتين اثنتين... ومن هنا بدأت المشكلة حينما بدأ رئيس مكتب الخدم يماطل ويراوغ تارة بأنه بعد مضي شهر ونيف ستحضر وتارة أخرى اختار عاملة منزلية ثانية بحكم أن الأولى قد مرضت وعليه قمت بانتظار وتحملت أياماً وأنا في أمس الحاجة الفعلية إلى هذه العاملة التي قد تساعد زوجتي في أداء وقضاء بعض احتياجاتها الضرورية والملحة سواء من تناول أدوية أم تدبير شئون المنزل. كما أنني في الوقت ذاته شخص محال إلى التقاعد وأحصل على راتب شهري قدره 400 دينار وهي القيمة ذاتها التي دفعتها إلى مكتب الأيدي العاملة لأجل استقدام العاملة من جنسية آسيوية وبعد اللتيا والتي منذ تاريخ تقديم الطلب الأول 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012 وحتى كتابة هذه السطور لم أحصل على العاملة، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يتجاوزه إلى أنني قد طرقت باب المساعدة لدى وزارة العمل، الأخيرة هي نفسها عاجزة عن إيجاد حل لي بحكم أن هذا المكتب من المكاتب المتخلفة على مدار 4 سنوات عن تجديد رخصها، وبالتالي كان من المفترض أن يغلق نهائياً قبل أن أقدم على تقديم طلب استقدام عاملة، ولكن ربما لوجود شيء ما مخفي عن المعرفة ولا أعلم ما هو، تجد أبواب المكتب مفتوحة على مصارعيها ليوهم الزبائن بخدماته المزيفة في وقت هو نفسه عاجز عن الإيفاء بطلبات الزبائن لاستقدام العاملين وإحضارهم إلى الزبون عوضاً عن سلبه للأموال التي يرفض حتى الآن إعادتها إلى الزبون بحجة يسوقها أن إجراءات إحضار العاملة من موطنها تنفق من جيبه أموالاً ليست بالقليلة ولا يستطيع الإيفاء بها وكذلك ترى وزارة العمل لا تستطيع أن تعمل شيئاً له بحجة أنه كان من المفترض أن يغلق منذ زمان ولكن يا ترى لماذا مكتبه حتى هذه اللحظة ماثلاً للعيان ومفتوحاً يستقبل عشرات الطلبات من الزبائن؟... السؤال الذي يطرح ذاته، أين هو دور مفتشي وزارة العمل عن هذا المكتب الذي مازال مفتوحاً على مصراعيه، لماذا لم يخضع للمساءلة والمحاسبة جراء مخالفته... هل هناك جهة يحتمي بها؟ هل هنالك أعين لا تره أم كيف نفسر بقاءه يراوح ويسلب أموال المواطنين البسطاء الذين يقعون فريسة له ولا يطالون من ورائه لا على حق ولا على باطل... يا ترى من يعيد مبلغ الـ 400 إلى عهدتي هل يضيع مالي لأني صدقت بخدماته للوهلة الأولى واكتشف بعد حين حجم زيف خدماته وسرقته لأموالي وأنا في أمس الحاجة إليها كي أستقدم عاملة طالما تعهدت لأم عيالي بأن أوفرها لها لتساعدها في تدبير شئونها الحياتية في ظل ظروف صحية حرجة تمر بها.
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
أكتب رسالتي هذه وكلي ألم لما آل إليه مصير أبنائي الذين يكتنف مستقبلهم الغموض والمجهول... فأنا أم وأرملة بحرينية وأبنائي يتجرعون مرارة الغربة في وطني... لا أعرف لمن أوجه ندائي ورجائي، لذا فأنا أوجهه لأصحاب الشأن... لقد طرقت كل الأبواب ولم يعد لي باب أطرقه، أرفع خطابي هذا مطالبة كل شخص يتحمل جزءاً من المسئولية الملقاة على عاتقه لإنقاذ حياة ابني (علي) الذي يعد من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أرجو من كل مسئول بيده سدة القرار بأن يصدر أوامره التي تقضي بالإبقاء على ابني في محيط أسرته وعائلته... أطالب كأمٍّ تجرعت مرارة الحرقة وهي ترى فلذات أكبادها وخاصة الكبير الذي أصبح مصيره مهدداً بالإبعاد قسراً عن رحم هذه التربة التي ولد عليها وعاش فيها لأنه (ابني) المتهم بالإقامة غير مشروعة في البلاد لعدم وجود جواز معه، وقد حكم عليه بالإبعاد عن البلاد، وإننا قد قدمنا طعناً في الحكم الصادر وطالبنا بالاستئناف، إلا أن هذا الاستئناف قد رفض في تاريخ 21 مارس/ آذار 2013 وقد تم تثبيت الحكم السابق عليه.
أحيطكم علماً بأن جميع أبنائي بمن فيهم (علي) من مواليد هذه الأرض ولم يعرفوا غيرها ولم يخرجوا منها قط ولم يحملوا أي جنسية كانت، ولدينا طلب في الجوازات والمجلس الأعلى للمرأة وهم على قائمة الانتظار للحصول على الجنسية البحرينية باعتبارهم أبناء الوطن وأبناء الأم البحرينية، فكيف تُعتبر إقامتهم غير شرعية؟!
كما أحيطكم علماً بأن ابني ولد وهو يعاني من إعاقة في الفهم وبطيء وعانى كثيراً في صغره حيث أدخلناه معهد الأمل للأطفال المعاقين العام 1987م، لأنه يتلعثم في الكلام ولم يستطع التأقلم مع أطفال جيله الأصحاء آنذاك، لذا فإنه الآن حين تنظرون إليه تجدونه شاباً طويل القامة ولكن حين تنظرون داخله أو تسمعونه تجدون عقله بريئاً كبراءة الأطفال وتجدونه خجولاً جداً ولا يعرف التكلم أو التصرف لوحده.
لذا فأنا أرجو منكم النظر في حال هذه الأم والتدخل السريع لوقف تنفيذ هذا الحكم، وعدم ترحيله بعيداً عني فليس لديه أحد سواي بعد وفاة والده، ولا يعرف كيف يتصرف لوحده وسيتعرض للضياع، فماذا سيفعل في بلد لا يعرفها ولا يعرف فيها أحداً، فهو ولد على هذه الأرض ولم يعرف وطناً غيره.
أرجوكم ساعدوني فقد ضاقت بي السبل...
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
من يملك التاريخ أيها الرجال...؟
من يملك الشطآن والهواء والرمال...؟
من يملك القلوب
قبل أن يغترب الحب
ويرتدي عباءة الزوال...؟
من يملك العيون
قبل أن يجف دمعها...؟
من يملك الدموع
قبل أن تصير جمراً...
قبل أن تصير فارساً...
في ساحة القتال...؟
من يملك الأحلام
قبل أن تطير
خلف هاتيك الغيوم...
تومض تارة...
وتارة مثل الرياح...
لا تجيب عن سؤال...
من يملك الشمس التي تسألنا...
كيف انقلبنا كالجراد...
نأكل المخزون... والعظام... والطحال...
ولا نقول إنه ضرب من المحال...
بلادنا مليئة بالنمل والجرذان...
أفراحنا... موائد تعج بالذباب...
قوافل... تدفعها قوافل...
أشبه بالمنجمين... احتشدوا...
وبعضهم يصفد الأغلال...
لا تبحروا في سفن...
من سعف النخيل أيها الرجال...
فمنزلي عنوانه البحر...
وسدرة على أطرافه...
هل تعلمون... البلبل الغريد
يعرف الطريق نحو منزلي
وكل عابر يسمعه...
يسمعه الغزاة...
مثلما يسمعه الأطفال...
لا تذكروا جزائر الشموس
لا تقولوا هذه مرافئ...
بوابها أعمى...
عيونه أبعد ما تكون عن شواطئ الترحال...
لا تبحروا في سفن...
تحملها أشرعة الخيال...
قد يسقط الجواد مرةً...
لكن سقطة الآمال
تفقأ العيون...
تطير كل ليلة على جوادها المسحور...
تحمل حزنها... وحزن أعباء الرجال...
من يوقظ العيون أيها الرجال...؟
من يقتل الديك
الذي يصيح في سمائنا...
من يذبح الديك الذي يوقظنا...؟
فالديك حينما يصيح
يرسم القرى معابداً...
ويوقظ العشاق...
يوقظ المهاجرين
في مدائن الصلصال...
والديك... حينما يصيح...
تشرق شمس الله في عيوننا
وتسقط الأغلال...
سترتدين سترة النجاة
يا مدائن العشاق...
وتنثرين العشق
في غدائر الأطفال...
من يطبخون الموت
عند ساعات الصباح... تلعنينهم...
وتلعنين سقطة الممثلين في الأوحال...
من يزرعون أشباحاً...
ويلبسون جلباب الرياح... تلعنينهم...
وتلعنين سقطة المراهق الدجال...
بين مدائن العشق
وفي منفى الرجال...
من يحمل التاريخ أيها الرجال؟
من يحفظ التاريخ غيركم
يا أيها الرجال...؟
من يحفظ التاريخ غيركم
يا أيها الرجال...؟
محمد حسن كمال الدين
العدد 3859 - الأحد 31 مارس 2013م الموافق 19 جمادى الأولى 1434هـ
ابن البحرينية يبعد
و ابن الاجانب يجلب
حرام عليكم