العدد 3886 - السبت 27 أبريل 2013م الموافق 16 جمادى الآخرة 1434هـ

هل تنتظر وزارة الثقافة سقوط المئذنة؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

رغم مروري على هذا المسجد التاريخي القديم يومياً، وتلتقي عيناي بعينيه كل يوم، إلا أن الصورة التي نشرتها «الوسط» الثلثاء الماضي كانت مؤلمة للقلب جداً.

هذا ثاني أقدم معلم تاريخي في البحرين، بعد مقابر عالي، وأقدم معلم إسلامي على الإطلاق، وتعرّض إحدى مئذنتيه إلى هذا الشق الطولي، يطرح سؤالاً كبيراً: أين قطاع الثقافة والتراث الوطني؟ وأين وزيرة الثقافة؟

نشكر جهودكم لما تقومون به من نشرٍ وطباعةٍ للكتب، واستضافة للمهرجانات والشخصيات الثقافية والفنية، ولكن هذا لا يغطي إطلاقاً هذا التقصير الفاضح في رعاية أقدم معلم إسلامي على أرض هذه الجزر. فهل تنتظرون انهيار المئذنة وتحوّلها إلى ركام حتى تتحرّكوا؟

القضية تطرح إشكاليةً أكبر على مستوى أداء الوزارة، فهي متهمة منذ سنوات بعدم إحداث توازن في التنمية الثقافية، فهناك اهتمامٌ مبالغٌ فيه بمنطقة واحدة، وتركيز أغلب الجهود على معالمها، بينما تعاني بقية المناطق الأخرى من الإهمال والتجاهل والتهميش.

هذه التنمية «الثقافية» المختلة، نجد مصاديقها حتى على مستوى المعايير المضطربة وغير الواضحة، فكيف يمكن أن يتفهم القارئ تخصيص مشروع بيتٍ لحماية «الكورار» في منطقة، بينما صناعة النسيج برمتها مهدّدةٌ بالاندثار في منطقة ثانية... وتُمارس في «صندقة» خشبية؟ أليس هذا تناقضاً فاضحاً؟ ولماذا استمر ذلك رغم كتابة عشرات المقالات والتحقيقات في مختلف الصحف والمجلات المحلية لأكثر من عشرين عاماً.

قبل شهرين كنت في زيارةٍ لأحد مصانع الفخار في عالي، واطلعت على ما ينتجه من تُحف وأعمال فنية جميلة وفخاريات، مكدّسةً في رفوف المخازن. وهذا المصنع من المواقع التي تحرص أفواج السيّاح الأجانب على زيارتها للاطلاع على أصالة البلد وتاريخه وعمقه الحضاري، ولكني صُدِمت حين قال مدير المصنع أنهم يستوردون الطين الخام حالياً من السعودية. وحين سألته عن الطين البحريني المستخرج منذ قرونٍ من وادي الحنينية، قال إن هناك قراراً رسمياً بمنع استخراجه، فنضطر لاستيراده، وهو ما يرفع الكلفة الاقتصادية ويزيد معاناة هذه المصانع التقليدية التي تكافح من أجل البقاء. فأين وزارة الثقافة من هذه المشكلة المستمرة لأكثر من عامين؟ أوليست صناعة الفخار تراثاً وطنياً هي مسئولةٌ عن حفظه؟

المجلس البلدي بالمنطقة الشمالية اتهم صراحةً وزارة الثقافة بتعمد إهمال حماية وتطوير المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية في مناطق مختلفة بالمنطقة الشمالية، على رغم ما تعكسه من تاريخ وحضارة هذا البلد. وهي نظرةٌ شائعةٌ في أغلب مناطق البلاد، كرستها وعززتها سياسة الوزارة غير المتوازنة في توزيع مشاريعها، سواءً في مجال الثقافة أو الترميم أو حماية ما تبقى من تراث وطني، تعضّ عليه البلدان الأخرى بالنواجذ، ونفرّط فيه نحن إلى درجة التسيب.

هل نحتاج إلى مزيدٍ من جلد الذات لتستيقظ وزارة الثقافة عندنا؟ العام الماضي، في مثل هذا الشهر، زرت عمان للمشاركة في مؤتمر خليجي، وفي اليوم الأخير نُظّمت للراغبين زيارةٌ إلى «بيت الزبير»، وهو شخصٌ تولى الوزارة لسلاطين عمان مطلع القرن العشرين، حوّله أولاده إلى متحف، فأصبح معلماً من معالم العاصمة مسقط. بينما نحن نتوسل وزارة الثقافة لإنقاذ منارة أقدم مسجدٍ تاريخي في البحرين من السقوط!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3886 - السبت 27 أبريل 2013م الموافق 16 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 9:38 ص

      شنو المسجد المقصود؟

      عن اي مسجد تتحدث؟ لما1ا لا تذكر الاسم؟ ممكن احد يذكر اسم المسجد المقصود؟

    • زائر 19 | 9:11 ص

      المصلي

      نعم هذا معلم تاريخي واجهه اعلاميه نناشد وزارة الثقافة وعلى رأسها الوزيره مي الخليفة التحرك السريع لأنقاد المئدنه التراثيه والتي لاتقدر بثمن واذا الحكومة عاجزة عن الترميم فعليها السماح للجان شعبيه تأخد على عاتقها العناية بهذا المعلم الديني الهام او مناشدة المنظمات الدوليه وعلى رأسها منظمة الينسكو التابعه للأمم المتحده والمختصة لحفظ التراث العالمي

    • زائر 18 | 8:38 ص

      حسرة

      وطني الى اين ....
      بقعة صغيرة جدا تحوي كل هذه العذابات _ أهلها ناس طيبون ،أرضها ونخلها وماؤها وزرعها وهواها وطيرها وسماها وبحرها وتاريخها وماضيها _ أليس الاجدى أن نعيش بأمن وأمان وراحة وصفاء نحسد عليها ، إذن مالذي حل بالبلاد والعباد ؟ أم تراني أعيش في ماض لا يعود !!

    • زائر 16 | 6:55 ص

      albeem

      سوال و قتراح ويش اظر لو اتهدم المسجد و نبنا مكانه واحد يديد هم انصلي فيه و هم اقدم مسجد

    • زائر 14 | 6:01 ص

      شى

      شى تبع اسلام دائما مهجور ومهمل لاكن شوف باب البحرين الاعتناء ابه فهمت الحين

    • زائر 13 | 3:10 ص

      نعم...

      جواب أداة الاستفهام (هل) هو (نعم أولا ) ... وجواب (هل) التي سألتَها (نعم)...

    • زائر 11 | 1:51 ص

      sameera

      دعها تسقط
      دعهم يموتون
      دعهم يختنقون
      المرأة الحديدية

    • RETMaN | 1:41 ص

      زلزال

      يبدو ان الهزات الارتدادية من ايران هي من تسبب في الشرخ ... ايران مي راضية تجوز،،،

    • زائر 8 | 1:21 ص

      التوحيد

      الأخ قاسم نحن في عصر التطور والفضاء وما زال لدينا أناس معطله عقولها بعباده البشر والحجر والشرك به سبحانه وتعالي

    • زائر 7 | 1:04 ص

      الكورار شنو

      مشروع بيتٍ لحماية «الكورار» في منطقة، سامحوني شنو يعني الكورار ؟ أحد يعرف شنو الكورار ،

    • زائر 10 زائر 7 | 1:48 ص

      الكورار

      الكورار يا خلف جبدي هو إزرار ثوب النشل أو البخنق اللي كانت تلبسه جدتك و جدتي و يمكن بعد بناتهم.
      تبغي بعد أعلمك ويشهو النشل و البخنق؟ لازم تدفع أول

    • زائر 6 | 1:00 ص

      تاريخ البحرين الجديد

      يا عزيزي يا سيد
      تاريخ البحرين الجديد يبدأ من عام 1783م, واما ما قبله فلم يكن سوى مجموعة من الكفرة وقطاع الطرق الذين جاءهم الفتح المبين في ذلك العام فأصبحوا ببركاته مسلمين موحدين

    • زائر 5 | 12:49 ص

      يا سيد

      كيف تريدهم أن يقيموا مسجدا وهم من هدموا المساجد. الأمامن اللي ذكرت موجودة في مناطق (الشيعة). افهم يا سيد عاد ذبحتنا

    • زائر 3 | 12:25 ص

      الخزي والعار لهادم المساجد

      الخزي والعار والعذال لهادم المساجد

    • زائر 2 | 11:36 م

      يريدون طمس هويتناالثقافية و الدينية

      هذا كله مخطط له يا عزيزي و الناس في غفله و ماهدم المساجد الا مثالا

    • زائر 1 | 11:22 م

      لايهتم

      احد منهم مهتم هذا مسجد وذاك مسجد من يهدم يسجد لانه للشيعه فهل يهتم بسقوط مئذنه او حتي ازالة هذا الصرح الذى هو يمثل شعب البحرين بحجة فرضا قديم او سينهار او حتى يهدد الناس المار حجج واهيه لاتنتهى

    • زائر 12 زائر 1 | 3:04 ص

      الصراحة,,,,,,,

      أنا اول ماشفت المبنى المجاور للمسجد عرفت النية,,,,,
      فيه "كتابات" يجب إزالتها,,,,,اصبر بس,,,,,
      و كلها كم سنة و بيهدمون المبنى المجاور ,,,,,هذا إذا ما طاحت المأذنة قبله,,,,,,,

اقرأ ايضاً