العدد 3887 - الأحد 28 أبريل 2013م الموافق 17 جمادى الآخرة 1434هـ

اليوم الثاني للملتقى الخليجي للصم... تجارب في الفن والموسيقى والمسرح

إحدى جلسات استعراض التجارب الخليجية الناجحة
إحدى جلسات استعراض التجارب الخليجية الناجحة

تميزت أعمال اليوم الثاني من الملتقى الخليجي الرابع للصم، بعرض مجموعةٍ من أوراق العمل والأبحاث المستمدة من التجارب الميدانية والتجارب الشخصية لعدد من الباحثين العرب والخليجيين في تعليم الصم.

ففي الجلسة الأولى التي بدأت الساعة التاسعة والنصف من صباح أمس الأحد (28 أبريل/ نيسان 2013)، وترأسها منير المبارك، تقدّم الباحث المصري جمال الشحات زيد بِورقة بحثية عن العلاج بالموسيقى بين حلم التحقيق والطموح، تناول فيها الجانب التعليمي للصم وعملية تحسين النطق من خلال استخدام وسائل متعددة، من ضمنها استخدام الموسيقى والعزف الجماعي للأوركسترا، وعرض فيلماً تسجيليّاً لتجربته في هذا المجال.

موسيقى وتشكيل ومسرح

وفي الورقة الثانية استعرض الفنان التشكيلي البحريني محسن التيتون الجانب الفني في إبداع ذوي الإعاقة السمعية من خلال تجربته الشخصية، حيث نظم عدداً من الورشات التدريبية خلال السنوات الماضية، في مجالات الرسم والتشكيل وأعمال صياغة الفضة والرسم على الزجاج والخزف. كما ذكّر بتجربة الفنان الراحل عبدالكريم البوسطة (رحمه الله) في مجال تدريب الصم على الرسم. وختم التيتون عرضه بنماذج مصورة من اللوحات التي أنتجها الصم، وتناولت مواضيع الطبيعة الصامتة والوجوه والزخرفة والبيئة البحرينية.

أما الباحثة ميسم بدر من دولة قطر فقدّمت تجربتها في مجال تكوين مسرح دامج يسهم في إدماج الأطفال الصم والسامعين في بيئة واحدة، حيث يعتمد الأصم على البصر في استقبال 75 في المئة من المعلومات، بينما تفوته 25 في المئة من تلك المعلومات التي يتلقاها الآخرون عن طريق الأذن. وقدّمت عرضاً مصوّراً عن تجربتها الشخصية في هذا المجال، حيث ارتبطت بأخت صماء منذ الطفولة، وارتبطت بالصم وأصبحت تدرك مشاكلهم، وفي مقدمتها التواصل والقدرة على التعبير عن مشاعرهم، وهو ما دعاها إلى التفكير في المسرح حيث ساهمت في تنفيذ مسرحية «كوكب الألوان» للأطفال، فقد كان الطفل السامع يتفاعل ويضحك، بينما الأصم يبقى واجماً غير متفاعل، ما دفعها إلى التفكير بوسائل بسيطة لزيادة تفاعلهم من خلال توصيل المعلومات عبر مسرح دامج للأطفال.

واستهلت الجلسة الثانية بورقة سلطان اليحيائي عن تجربة سلطنة عمان في مجال دمج الصم في المدارس العمانية الرسمية ابتداءً من العام الدراسي 2005، سواءً بنظام الدمج الجزئي أو الكلي، وما تبع ذلك من توسع، حيث يجرى حاليّاً إنشاء مركز متخصص لذوي الاعاقات المختلفة، اعتماداً على فلسفة تربوية تقوم على عدم التفريق بين الطلاب ذوي الاعاقة ونظرائهم العاديين.

وفي الورقة الثانية تكلّم رئيس الاتحاد السعودي لرياضة الصم سعيد القحطاني عن الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الاعاقة، والاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي أصدرته الامم المتحدة العام 1948، الذي ينادي بمبادئ الحرية والمساواة والعدالة لبني البشر، ومنه انبثقت اتفاقية حقوق ذوي الاعاقة بموادها الخمسين التي وقعت عليها غالببية الدول، ودخلت حيز التنفيذ العام 2008.

القحطاني الذي أصيب بالصمم منذ سن الرابعة، ومن خلال موقعه في الاتحاد العربي لرياضة الصم، أعرب عن أمله بأن تأخذ هذه الاتفاقية طريقها للتطبيق في مختلف البلدان العربية والاسلامية، لينال الصم حقوقهم كاملةً غير منقوصة.

وعبّر لـ «الوسط» عن شكره للجمعية البحرينية على تنظيمها «الملتقى الذي حضره عدد كبير من الخبراء في مجال الإعاقة من الدول العربية، بالإضافة إلى الصم، وقد كان التنظيم مميزاً، وشمل ذلك المكان والبرامج والإقامة وأعمال السكرتارية».

وأضاف أن «أوراق العمل كانت هادفة وتصب جميعها في خدمة الصم تعليماً وصحةً وحقوقاً ورياضة».

وفي الورقة الثالثة، استعرض علي السناري من دولة قطر، موضوع التعليم الجامعي للصم بين الواقع والطموح، من خلال تجربته الطويلة من العمل مترجماً للغة الإشارة، منتقداً اقتصار التعليم في غالبية الدول العربية على المرحلة الاعدادية والتعليم المهني كحد أعلى. وهو ما يثير إشكالية أخرى من حيث الارتباط بين تعليم الصم وعملهم، معرباً عن أمله بفتح المجال للصم للتعليم الجامعي.

وفي الورقة الأخيرة قدم رئيس جمعية الصم البحرينية مهدي النعيمي عرضاً لمشروع مركز الاتصال المرئي، الذي حاز جائزة هيئة الحكومة الالكترونية عن مؤسسات المجتمع المدني في البحرين.

وفي ختام الجلسات تم تسليم الدروع التذكارية إلى المشاركين والمحاضرين، كما قام القحطاني بتسليم ثلاث دروع تقديرية لرئيس جمعية الصم البحرينية ونائب رئيس الجمعية راضي العلي، وآخر لسكرتيرة الجمعية مريم الخلف.

وفي الجلسة الثالثة والأخيرة عرض محمد البنعلي ورقة عن أثر دعم المؤسسات في دمج الصم اجتماعيّاً، من خلال تجربته الشخصية كمترجم لغة اشارة في قناة «الجزيرة»، كما استعرض التجربة القطرية في دعم عدد من المشاريع المهمة كاصدار الأطلس الإشاري العربي للصم لدول ومدن العالم، والقاموس الاشاري العربي، وترجمة الاتفاقية الدولية بلغة الاشارة العربية، بالإضافة إلى القاموس الاشاري الاسلامي.

وقدمت فاطمة المناعي من الإمارات العربية الورقة الأخيرة عن تجربة محاكم دبي في التعامل مع الصم.

هذا ويختتم الملتقى الخليجي الرابع أعماله اليوم (الإثنين)، بثلاث جلسات، تعرض الأولى التجارب الناجحة للأشخاص الصم من الامارات والسعودية وقطر، والثانية لتجارب من البحرين والكويت وسلطنة عمان. وستخصص الجلسة الختامية لعرض التوصيات.

العدد 3887 - الأحد 28 أبريل 2013م الموافق 17 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً