المحرق – المحرر الرياضي

أثارت الخسارة الثقيلة التي تعرض لها فريق البحرين أمام المحرق بسباعية نظيفة أمس الأول في الجولة الثالثة عشرة لدوري الدرجة الأولى لكرة القدم، التساؤلات بشأن وضع فريق البحرين وتلقيه هذه الخسارة الثقيلة للمرة الثانية وبنفس السيناريو بعد سقوطه أمام المحرق أيضاً 1/8 في القسم الأول من الدوري، ودفعت هذه الخسارة إدارة الكرة بنادي البحرين لعقد اجتماع طارئ مع لاعبي الفريق اليوم لمناقشة أسباب السقوط.

ومن الصعب تبرير الخسارة الثقيلة للمرة الثانية بفارق الإمكانات والقدرات الفنية بين الفريقين؛ لأن هناك فرقاً أخرى يفوقها المحرق من حيث الإمكانات، لكنها تظهر بصورة قوية وندية في مواجهاتها أمام الفرق الكبيرة والمقدمة حتى عندما تخسر تكون بفوارق بسيطة من الأهداف، على عكس ما نشاهد عليه فريق البحرين الذي فقد الكثير من هويته كفريق عريق على الساحة الكروية المحلية في السبعينات والثمانينات قبل تراجعه التدريجي حتى وصل إلى وضعه المتدهور، وتحول من فريق يلقب بـ «الغزال الأخضر» إلى «حمل وديع وغزال جريح»، وأصبح رقماً ثابتاً في صراع الفرق المتنافسة على الهبوط في كل موسم.

وفي مباراة أمس الأول كان يتوقع أن يظهر فريق البحرين بصورة أفضل مما كان عليه بصرف النظر عن النتيجة، وذلك بعدما دخل قطار الدوري مراحل الحسم والحرج في حسابات القمة والهبوط قبل الجولات الخمس الأخيرة من مشوار الدوري لكونه فريقاً يصارع من اجل إنقاذ نفسه من صراع الهبوط ومركزه التاسع قبل الأخير وبفارق 4 نقاط عن الشباب الأخير، لكن الغريب أن فريق «الغزال الأخضر» ظهر مستسلماً فنياً ومعنوياً للخسارة الثقيلة وكان مسلمّا نفسه إلى الخسارة وواضح إنه لم يضع في حساباته هذه المباراة لأن تركيزه منصب على مبارياته أمام الفرق المتقاربة في مستواه.

ويبدو أن الواقع الذي يعيشه فريق البحرين محاط بالكثير من الأمور والظروف الصعبة التي قد لا تختلف عما تعيشه الكثير من الأندية المحلية، ما يجعل ذلك أمراً غير مبرر عند تلقي الهزائم الثقيلة لدرجة أن نظرة على جدول ترتيب الدوري يشير إلى حال الفريق بتلقي شباكه 42 هدفاً في 13 مباراة بمعدل 3 أهداف في كل مباراة «بينها 15 هدفاً من فريق المحرق»، في حين يلاحظ أن منافسيه في صراع الهبوط المالكية والشباب اهتزت شباك كل منهما بـ 26 هدفاً.

مشوار متذبذب ومصير المدرب

وكان مشوار فريق البحرين متقلباً في دوري الموسم الحالي، إذ لازمته الخسائر المتتالية منذ البداية قبل أن يوقف نزيف النقاط مع نهاية القسم الأول فحقق فوزه الأول على حساب الشباب في الجولة الثامنة للدوري تبعه بالفوز الثاني على الحالة بهدفين ثم حقق ونجح في تحقيق تعادلين مع الحد والمالكية، لكنه عاد مجدداً الى دوامة الخسائر الثقيلة في مباراتيه الأخيرتين أمام البسيتين «0/4» وأمام المحرق «0/7».

وكانت مؤشرات ظهرت في منتصف الدوري بشأن احتمال إقالة مدرب الفريق البرازيلي فييرا بعد تواضع نتائج الفريق، لكن إدارة النادي استبعدت حينها اتخاذ مثل هذا القرار وتمسكت بالمدرب البرازيلي الذي يقود الفريق للموسم الثالث على التوالي، مشيرة إلى أن تراجع أداء ونتائج الفريق لا يتحملها المدرب فييرا وحده، بل هي نتاج عدة أمور إدارية ومالية وفنية انعكست سلبياً على الوضع العام للفريق، وبالتالي اقتصر التغيير على بعض المحترفين الأجانب خلال فترة الانتقالات الشتوية، لكن هل ستضطر إدارة البحرين إلى اتخاذ قرار إقالة فييرا في نهاية الأمر وفي اللحظات الصعبة من منطلق إحداث تغيير يساهم في إحداث صدمة معنوية إيجابية في المباريات المصيرية المقبلة للفريق؟

صقر: خسارة ثقيلة ولكن

وللوقوف على الخسارة الثقيلة التي تعرض لها فريق البحرين أمام المحرق تحدث مع مدير الفريق محمد صقر الذي اعترف بأن الخسارة كانت ثقيلة ومريرة من حيث عدد الأهداف على رغم أن الخسارة أمام فريق كبير مثل المحرق تعتبر طبيعية ولكن ليس بهذا الرقم من الأهداف.

وقال صقر: «سبق أن ذكرت قبل المباراة بأننا سنواجه فريق بطل وليس ذلك استصغاراً وتقليلاً من فريق البحرين لما يمتلكه من تاريخ كروي، ولكن ذلك واقع الحال اليوم بين الفريقين واختلاف ظروفهما وإمكاناتهما وقدراتهما، ونحن نرفض الظهور المهزوز لفريقنا والتعرض إلى مثل هذه الهزائم الثقيلة، لذا فاننا حرصنا على الوقوف على ما حدث واحتواء الخسارة وآثارها من خلال اجتماع مهم وطارئ لجهاز الكرة مع لاعبي الفريق اليوم الثلثاء».

وأضاف «هناك ظروف مختلفة وراء الخسارة الثقيلة ونحن نتحملها جميعاً ومنها ما يمكن ذكره ومنها مالا يتسنى الوقت لنشره، ولكن ما يمكن قوله أنه بجانب فارق الإمكانات فاننا نعاني من كثرة الإنذارات الصفراء التي طالت 9 لاعبين في الفريق وجعلهم مهددين بالإيقاف في حال حصول أي منهم على إنذار خلال المباراة، لذا كانت هناك خشية من اللعب القوي والالتحام خلال المباراة، بالإضافة إلى غياب لاعبين أساسيين بسبب الإيقاف مباراتين هما المدافع سلمان سعد والمهاجم عبدالله جناحي، بالإضافة إلى تأثر الفريق بفترة توقف الدوري لمدة 3 أسابيع دون أن نتمكن من خوض اي مباراة ودية وفق برنامج المدرب؛ خوفاً من الإصابات، وخصوصاً أننا أصبحنا نعتمد حالياً على 18 لاعباً فقط وكذلك تفادي إصابة اللاعبين بالتشبع».

وتابع صقر «قبل المباراة نبهنا اللاعبين إلى عدم التعرض لخسارة ثقيلة أمام المحرق على غرار ما حصل في القسم الأول، وكانت المباراة تسير بنتيجة سلبية حتى الهدف الأول الذي جاء في الربع الساعة الأول، ليبدأ بعدها اهتزاز الفريق فنياً ومعنوياً، ولكن للأسف سارت الأمور على غير ما هو مرسوم للفريق».

وأكد مدير فريق البحرين أنه على رغم هذه الخسارة الثقيلة إلاّ أن الثقة تبقى كبيرة في الفريق من أجل استعادة توازنه والاحتفاظ بموقعه ضمن دوري الأضواء، معتبراً أن الفريق بات يحتاج إلى ست نقاط من خلال مباراتين سيخوضهما أمام منافسيه في دائرة صراع الهبوط، وأن الفريق سيركز جهوده على المباريات الثلاث الأخيرة من الدوري، وذلك بعد الفراغ من مباراته المقبلة أمام الرفاع في الجولة المقبلة، والتي سيسعى خلالها إلى مسح الصورة المتواضعة التي ظهر عليها أمام المحرق بصرف النظر عن نتيجة المباراة».

استياء من بعض جمهور

البحرين ورئيس رابطة المحرق

وأبدى مدير فريق البحرين استياءه من بعض جماهير النادي الذين يتحدثون بنظرة سلبية ضد الفريق وهم بعيدون ويحكمون على الأمور وهم في مجالسهم ويوجهون الاتهامات ويقللون من شأن العاملين في الجهازين الإداري والفني، مطالباً كل شخص يهمه ناديه أن يأتي ويتحدث مع المسئولين عن الفريق ويتعرف على الظروف التي يواجهها.

كما أبدى صقر استياءه من كلمات الاستهزاء التي أطلقها رئيس رابطة مشجعي نادي المحرق سعد محبوب في نهاية المباراة بالقول «ان فريق البحرين اعتاد على الهزيمة بالثمانية والسبعة»، مشيراً إلى إن مثل هذا الكلام غير مقبول ويستهزئ بالأندية الأخرى ويؤدي إلى الأضرار بالعلاقات الطيبة بين الأندية والوسط الرياضي البحريني.