العدد 3889 - الثلثاء 30 أبريل 2013م الموافق 19 جمادى الآخرة 1434هـ

أخيراً اتفق العرب

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

لأول مرة ومنذ وقت بعيد يحكّم العرب عقولهم ويغلبون المصالح المشتركة على المصالح الشخصية. أخيرا سندخل الانتخابات بمرشح توافقي يمثل العرب جميعاً في سباق الانتخابات في مواجهة المرشح التايلاندي، فها هي الأزمة اليوم، وبعد طول انتظار وترقب تنتهي بعد أن اتفق المرشحون الثلاثة على مرشح توافقي، فالمنطق والواقع يقول إننا كعرب تجمعنا تطلعات ورؤى وآمال مشتركة لشعوبنا وهذا يحتم علينا أن نتكاتف ونقف سوياً صفاً واحداً في كل الأمور.

نبارك للجميع هذه الخطوة لمرشحي العرب ونشد على أيديهم، صحيح أنها جاءت متأخرة ولكن أفضل من ألا تأتي، فمنذ زمن والعرب كالعادة يتفننون في (مناحسة) بعضهم بعضاً، وهذه المرة تركوا هذه العقدة واتفقوا على الدخول جميعا في مواجهة المنافس التايلندي يدا واحدة، وهو بحد ذاته نصر للجميع.

فجأة استيقظت من نومي على صوت بكاء طفلي، «أوه» إنه حلم ليس إلا، تمنيت لو واصلت نومي وحلمي، فالعالم تغير عما هو حقيقة.

ساعات فقط تفصل أكبر قارات العالم لوأد أزمة البحث عن رئيس لاتحاد كرة القدم ومقعد عضوية اللجنة التنفيذية في (الفيفا) في ظل انتخابات شرسة أراد لها البعض أن تكون فصلاَ من فصول تقرير المصير، فالكل أصبح يتهم الآخر بشراء الأصوات وبالتدخلات الحكومية وتدخل المجلس الأولمبي الآسيوي لصالح المرشح البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم، وأصبحنا أمام حرب يراد لها أن تنهي العلاقات الهشة أساسا بين الدول العربية.

الخوف كل الخوف من الآثار السلبية التي ستكلفها الانتخابات الآسيوية بكرة القدم الخليجية، وخصوصا فيما لو خسر المرشحون الثلاثة، أو بالأحرى سلمان بن إبراهيم والإماراتي يوسف السركال على أساس التوقعات بانسحاب السعودي حافظ المدلج، عندها سيخرج الجميع من «المولد بلا حمص»، كيف سيكون عمل اللجنة التنظيمية التي مقرها البحرين في تنظيم البطولات المقبلة فيما لو حدثت التصدعات المتوقعة، وخصوصا أن المرشح التايلندي يحضر بثقة حصوله على أصوات 12 دولة من دول الآسيان، مع أن الإشاعات تؤكد أنها لن تكون بهذا العدد بعد الجولات المكوكية التي قام بها المرشحون العرب وحلفاؤهم لهذه الدول.

من هنا يمكن القول إن انتخابات الساعات المقبلة ستكون بحق تقريرا للمصير، وفيها ستتحدد العلاقات المستقبلية بين مجمل الاتحادات الخليجية والعربية، والتي على ما يبدو أنها لن تتفق، تماشيا مع المقولة المتعارف عليها «اتفق العرب على أن لا يتفقوا».

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 3889 - الثلثاء 30 أبريل 2013م الموافق 19 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً