العدد 3891 - الخميس 02 مايو 2013م الموافق 21 جمادى الآخرة 1434هـ

مجرد جردة حساب صحافية!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

إننا نهنّئ أنفسنا وقراءنا الأفاضل في هذا اليوم المبارك، بمناسبة يوم الصحافة العالمي!

الحمد لله، الحال تمام، لا ينقصنا شيء! حرية ممتازة! وأجواء إيجابية تشجّع على الحوار وتبادل الآراء! وتلفزيون منفتح على كل الأطياف والتيارات السياسية، وليس عندنا برامج ترصد أنفاس الناس وتشنّع على المعارضة، وتضع دوائر حمراء على وجوه من يشاركون في مظاهرة أو مسيرة سلمية للوشاية بهمّ!

الحمد لله أن كل الصحافيين الـ 120 الذين تم فصلهم من أعمالهم عادوا إلى وظائفهم، وتم تعويضهم عن سنتي الفصل، وعادت المياه إلى مجاريها كما كانت قبل مارس 2011! وهم الآن يسلّمون عليكم ويوجّهون رسالة شكر لجمعية الصحافيين التي وقفت معهم في محنتهم ودافعت عنهم ببسالةٍ وشجاعةٍ ولم تنحز ضدهم! ودوّنت أسماءهم لديها ووعدتهم بالمتابعة مع من يعنيهم الأمر!

الحمد لله، ليس لدينا مدوّنون معتقلون كما يزعم بان كي مون في رسالته اليوم بمناسبة يوم الصحافة العالمي، وليس لدينا «منصات إعلام تقليدية، ولا وسائل الإعلام الأحدث التي تزداد شعبية يوماً بعد يوم، ولا أصحاب المدونات أو المواطنين الذين يقدّمون تقارير صحافية» كما يدّعي! فنحن لا نقبل باستخدام المنصات التقليدية ولا غير التقليدية في الإعلام، حرصاً على الفصل بين السلطات! وتعلمون ان الصحافة هي السلطة الرابعة، فكيف يمكن السماح بخلطها بالسلطات الثلاث الأخرى؟ أليس ذلك مخالفةً للدستور وقانون حقوق الإنسان؟

على المستوى الخليجي الوضع ممتاز أيضاً، فليس لدينا معتقلون من المدوّنين ولا المغرّدين، لمجرد التعبير عن آرائهم بشأن الأوضاع السياسية لبلدانهم، أو انتقاد بعض الأخطاء. وحرصاً منا على صيانة حرية التعبير، فإن هناك أكثر من قانون خليجي يطبخ على نار هادئة، لنقدمه لبرلماناتنا العريقة لإقرارها كأفضل قوانين المطبوعات على المستوى العربي والأوروبي والأميركي!

عربياً، نحمده ونشكره كثيراً، فالانجازات كثيرة، والإعلام يشهد قفزات نوعية كبرى في الهواء! والحكومات العربية متسامحة جداً في مجال التعبير عن الرأي! ففي جمهورية العراق قامت حكومة المالكي في يومٍ واحد، بسحب الترخيص عن عشر قنوات فضائية للحفاظ على حرية التعبير والإعلام، وتأكيداً على الديمقراطية وحرية الأحزاب! وفي جمهورية مصر قامت حكومة مرسي بتقديم المذيع باسم يوسف إلى المحاكمة بتهمة ازدراء الأديان وانتقاد فخامة الرئيس! كيف يتجرأ هذا البهلول على انتقاد الرئيس؟ ألا يعلم بأن الرئاسة قميصٌ ألبسه الله السيد مرسي؟ فكيف يعترض هذا الزنديق على إرادة الله؟

أما في الجزائر، فقد فوجئنا بإدخال الرئيس بوتفليقة أطال الله في عمره، إلى مستشفى عسكري فرنسي، بعد إصابته بجلطة عابرة، وقد أرجعت بعض الصحف المتآمرة على الجزائر السبب إلى تأثره نفسياً بحملة صحافية شديدة ضد شقيقه الذي اتهموه بالتورط في قضايا فساد كبيرة، فلم يتحمل قلب الرئيس فأصيب بالجلطة، ولكنها جلطة عابرة والحمد لله، وسيعود إلى الجزائر ليترشّح لولاية رئاسية خامسة العام المقبل، وهو يردّد أبيات الشابي، ليغيظ جميع حسّاده وشانئيه وخصوصاً من الصحافيين:

سأعيش رغم الداء والأعداء... كالنسر فوق القمة الشماء!

إننا في يوم الصحافة العالمي المبارك، نقر بأننا نكتب بحرية تامة، ولا نتعرّض لأية ضغوط، وأن المسئولين يتقبّلون انتقاداتنا بصدر رحب، ولا يضيقون بها ذرعاً، ولا يكلّفون أحداً بالردّ علينا بالوكالة في صحفٍ أخرى! ولا تصلنا أية تهديدات ولا تلميحات على الإطلاق!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3891 - الخميس 02 مايو 2013م الموافق 21 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 6:20 ص

      قوانين بلا قانون فيها

      قانون المطبوعات وقانون التجمعات والكثير من ما يشبهها. واقع الحياة الديمقراطية اليوميه بين المراوحة والمروحة- تدور واقفة. ولا في صراحة إنه لا توجد للصحافة حرية، فاذا كان الانسان حرا فهو حر وإذا ما كان العبد عبدا فكيف يكون حر وعبد في آن واحد؟ عدم القياس بالرأي ووجهات النظر صحيح، لكن من يقول بأن عرية التعبير بالرأي والرأي الآخر دائما مخالف وه1ا طبيعي لكونها آراء وليست حقائق. اليس كذلك؟

    • زائر 13 | 6:10 ص

      إنجازات وأين منجزها

      الانجاز والمنجازات جمعها إنجاز تسميتها منجزة. فموجز الأنباء يوجز ما جاء في نشرة الاخبار، بينما الأنجاز لا يعبر عن ما جاز تسميته منجز أو ما أنجز من عمل. فلا مقاييس ولا مواصفات عالميه تتبعها الدول العربية. فأكثر ما نسمع ونشاهد أن المنجزات الكثيرة في العالم العربي أكثرها أفكار أجنبية وبأدوات العمل والعمال أكثرهم من الخارج. هنا ليس تواطيء لكنه تساهل ووصول الحال الى أن من الصعب أن تقوم دولة عربيه بشك خيط في إبره بدون مستشار أجنبي. قد لا تكون تبعيه أو ما شبه الاستثمار الا أنه متلبس بين الاثنتين.

    • زائر 12 | 6:01 ص

      حرية الهرج والمرج

      نعم حرية التعبير مكفولة في البحرين. ولكن التعبير المكفول بحريته هو الشتم والتخوين واتهامات الناس في اعراضهم وشرفهم.اما ان تتجرأ وتعترض على فاسد أو مرتزق أو متسلق أو وزير مارس المكارثية وأكثر أو ان يعترض اتحاد العمال على الفصل والتمييز أو ان تطالب المعارضة بالحقوق. فهذه خطوط حمراء يتوجب جلدك وسجنك وفصلك من العمل إذا اقتربت منها وسيتم تخوينك والأغنية التي تستحقها. هذه هي الحرية التي يتكلمون عنها اذاً انتبه لما سيأتي لك.

    • زائر 10 | 3:28 ص

      اختار اللي تحب 1 او 2

      -1-- جاءت في الترتيب 188 عالميّاً... 16 عربيّاً... الأخيرة خليجيّاً
      -2-- جاءت في الترتيب 8 عالميّاً.....1 ..عربيّاً... الاولا خليجيّاً

    • زائر 11 زائر 10 | 4:18 ص

      بين الحقيقة والخيال

      الحقيقة (1) والخيال (2)

    • زائر 9 | 3:16 ص

      قمة العداله

      أنا بصراحه ساعات ينتابني شعور من كثرة العداله الموجوده كأني في زمان الإمام علي علييه أفضل السلام

    • زائر 8 | 2:58 ص

      اسمح لي ياسيد

      اسمح لي أختلف معك سيدنا .. أنت تعرف أكثر من غيرك أن حرية الصحافة والإعلام في العراق كبيرة جداً بعد سقوط الطاغية والدليل تلك القنوات العشر التي تتباكى جنابك على (تعليقها) وليس (غلقها) صار ليها سنوات وهي تسب وتلعن وتخون وتكفر ووووو وحتى رأس الدولة المالكي يعتبر مادة يومية لتلك القنوات ورغم ذلك لم يتخذ قرار بغلقها حفاظا على حرية التعبير ولكن بعدما وصل الأمر إلى إغراق العراق في وحل الحرب الأهلية فاسمح لي ياسيد هنا أصبح من الواجب الشرعي والوطني أن تغلق تلك القنوات

    • زائر 7 | 2:28 ص

      بعد ان تخلص آخر دول الفصل العنصري من بلاويه اصبحت البحرين تستجلبه لشعبها

      آخر بلدان الفصل العنصري كانت جنوب افريقيا وقد تخلصت منه مؤخرا ولم تبقى
      دولة تمارس الفصل العنصري الا اسرائيل والبحرين وبورما والحمد لله اصبحنا في مراتب متقدمة في العالم ولكن في انتهاكات حقوق الانسان

    • زائر 6 | 2:07 ص

      طنبورها

      اي اكيد الامور طيبة وبخير والصحافة في البحرين ما شاء الله حدث بلا حرج
      طيبة وبخير من طنبورها عدل

    • زائر 3 | 1:00 ص

      عجييييب

      سيد أنا أبغي أعرف شغلة.. إلى أي حد يمكن السماح للقنوات الإعلامية بحرية نشر ماتريد؟ هل بإسم حرية التعبير يمكن السماح للقنوات التلفزيونية بعرض أفلام إباحية مثلاً؟ طبعاً سيكون جوابك لا. طيب هل يمكن السماح لهم بعرض فيديوهات قطع الرؤوس؟طبعاً جوابك لا. طيب وماذا عن القنوات التي تدعوا إلى قطع الرؤوس وتصفية من يختلف معها سياسياً أو عقائدياً وإن تدثرت بغطاء حرية التعبير!! أقول إن قرار المالكي بغلق تلك القنوات الإرهابية جاء متأخراً والسبب كى لايقال عنه طائفي

    • زائر 2 | 10:56 م

      والحمدلله

      المساجد المهدمة في حفلة الزار لا زالت معطلة وكل شيء على مايرام.

    • زائر 1 | 10:53 م

      سأعيش رغم الداء والأعداء... كالنسر فوق القمة الشماء!

      سأعيش رغم كيد الاعداء ... كاشمس تعلو جبين السفهاء
      رافعا راية البحرين ببهاء ... عشتي يا بحريننا عزا وفخار

اقرأ ايضاً