العدد 3906 - الجمعة 17 مايو 2013م الموافق 07 رجب 1434هـ

المستقبل الأفضل يحتاج وجهة نظر ثاقبة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

المحلل السياسي جون ألترمان، طرح في أحد مقالاته أن الربيع العربي، الذي انطلق في العام 2011، يراه البعض عصر الأسلمة المتمثلة ببروز التيارات السلفية والإخوانية، ولكن في رأيه أن منطقة الشرق الأوسط دخلت عصر الحروب والنزاعات بالوكالة.

إن الحروب الناشئة متعددة الأقطاب، وسورية هي أكثر بلد يشهد كل هذه التناقضات، حيث تسعى مجموعة من القوى الإقليمية والعالمية إلى تشكيل مستقبله، وما يثير الانتباه ليس الحجم الكبير للمساعدات التي تتلقاه مجموعات المعارضة، وإنما التنوع والاختلافات والتناقضات بين هذه المجموعات؛ ما يفتح المجال أمام احتمالات عديدة، بعضها خطير جداً ويشبه ما حدث في مطلع الثمانينات من القرن الماضي عندما ضخت العديد من الدول الأموال والرجال والسلاح لكي تشهد بأمّ عينها كيف ينقلب هؤلاء عليهم في فترة لاحقة.

دول الخليج تتصدر الساحة السياسية على المستوى الإقليمي من خلال سياسات مختلفة، وفيما يراهن البعض على جماعات المعارضة لإزاحة النظام السوري، يعوّل البعض الآخر على عكس ذلك.

الأخطر في الأمر أن الخطاب المستخدم لشحذ الهمم والتحشيد يعتبر طائفياً بامتياز؛ ما ينذر باحتمال اندلاع حرب إقليمية على أساس طائفي، وهذا ستكون عواقبه وخيمة، ونهايته لن تكون بيد من يحرك الأمور حالياً.

هذا الوضع الإقليمي الشائك يلقي بظلاله على مختلف القضايا في كل البلدان، وفي البحرين هناك خطورة على مدى إمكانية البحرينيين في الاعتماد على أنفسهم لحل مشكلاتهم بعيداً عن المؤثرات الإقليمية.

وفي الوقت الذي يبدو فيه الحل واضحاً على الجانب الحقوقي (تنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق وتوصيات جنيف)، وعلى الجانب السياسي (انفتاح النظام السياسي على الإرادة الشعبية لمختلف فئات الوطن بصورة عادلة)، إلا أن قصر النظر يمدد الأزمة زمنياً.

إن جانباً من قصر النظر الحالي يعتمد على الحل الأمني، واستفزاز الساحة السياسية، وإنهاكها بالتطرف والعنف من كل جانب، بانتظار أن يحدث شيء ما يحرك الأمور في هذا الجانب أو ذاك.

الخطاب المتطرف يدعو إلى التخلص من الآخر، وهو السائد حالياً، في حين أن الخطاب الذي نأمل في انتشاره هو ذاك الذي يدعو إلى اعتبار التنوع أساساً للقوة، ويستطيع من خلال ذلك احتضان كل فئات المجتمع، بحيث يكون النظام السياسي لكل البحرين، وليس لجزء واحد فقط من المجتمع، وبحيث ننظر جميعاً إلى مستقبل يهنأ فيه الجميع، وليس مستقبلاً قائماً على ترتيبات ممقوتة إنسانياً. المستقبل الأفضل يحتاج وجهة نظر ثاقبة، وإرادة وطنية جامعة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3906 - الجمعة 17 مايو 2013م الموافق 07 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 12:08 م

      منصورين

      الوضع في سوريا سيخسر فيه الفريقان في المستقبل القريب سوى من يطلق على نفسه معارضة او النظام السوري لانهم اتخذوا الحل بالقوة ونهج العنف الذي أدى على سفك الدماء في الشوارع السورية واما في البحرين ستكون كلمة الشعب هى العليا

    • زائر 16 | 9:15 ص

      وكالات أنباء

      عرف الناس التوكيلات التجارية مثل وكالات السيارات والوكالات الأخرى، لكن وكالات الأنباء لم تنشر كم عدد من حكموا بالوكاله عن شعوبهم ومن أين حصلوا على التوكيل والترخيص والاجازات لبناء مستقبل الحكم عن بعضهم البعض دون شهود ولا شواهد على استقلالية الحكم والمحكومين يتسائلون أين حق الراعي على الرعيه؟

    • زائر 15 | 6:21 ص

      قوم صموا اذانهم وقفلوا عقولهم

      قولك لاغبار عليه فيه الحب للوطن واهله يقابله كراهية للوطن واهله ممن من اناس
      انتسبوا للوطن لا لشئ سوى لمصالح شخصية انية
      ولك اعلم بان كل شئ بين وسيبان ويتضح اكثر في القريب العاجل باذنه تعالى

    • زائر 13 | 3:08 ص

      تمثال حرية حرب وأصنام جاهليه

      للطبيعة قوانين أما البشر فكثيرا ما يحاولون تعطيل أوتغيير القوانين لصالح خاص، وينسون أن هناك وزن وميزان لقياس الحرارة. فلم تتغير البشريه عن ما قبل قريش وما سبقهم رغم قراءتها لكتب التاريخ والجغرافيا ... بعض المستشرقين لا يرون أن الناس تتعلم من أخطاء غيرهم ويحاولون تجريب المجرب رغم علمهم الغير معرفي أن التجارب السابقة لم تقر بخلود الناس وبقاءها الى الأبد. ما في فكر؟ أو ما في دماغ؟

    • زائر 12 | 2:59 ص

      هكذا قالو ان بريطاني راجعة الى الشرق الاوسط والى الخليج والملكيات في العالم

      امريكا ستخرج وراجعة بريطانيا لتخلصكم من شر التكفرين

    • زائر 10 | 2:23 ص

      ايصال الشعب الى درجة معينة امر خطير جدا

      لقد وصل الشعور لدى شعب البحرين انه ليس لديه ما يخسره ولم يعد التعذيب يستطيع ان يوقف الحراك. كل من في خارج السجن يعرفون انهم اذا اعتقلوا سيعذبون ولكن ماذا يجدي التعذيب هل اوقف الحراك
      التعذيب هو زيادة للجرم والعقاب على من يقوم به في الدنيا والآخرة ولكنه لن يؤدي الى اخماد الحراك المطلبي
      المشكلة انهم يجربون المجرب والمثل يقول اللي يجرب المجرب عقله مخرب
      اكثر من سنتين جربت كل انواع التعذيب المفضي للموت فماذا اصبح وضع
      الشعب؟ اتثر اصرار على التغيير

    • زائر 9 | 2:09 ص

      لم يعترض عليه الظهراني ولا احد

      وقف يزعق بالمجلس كما يزعق كل جمعة بمضمون واحد و مفردات متكررة ا" ايران واهل الدوار اذانبها هم من خربوا الاقتصاد و جعلوا الحكومة تعجز عن زيادة الرواتب. ولا زيادة ان اقرت لهم " خطاب مسطح بلا ابعاد لم يعترض عليه الظهراني وكأن الخطاب الطائفي لا يخالف لائحتهم الداخلية ولم يأمر بحذف اي شئ من المضبطة

    • زائر 8 | 1:48 ص

      ايصال الناس الى اليأس امر خطير

      افتقاد الناس للامل في الحل يجعل من اليأس عامل يفاقم الازمة اكثر ويزيد الشعب اصرارا وهذا ما نراه على ارض الواقع.
      اننا نرى ان هناك اصرار على الايغال في الحل الامني والامعان فيه
      في نفس الوقت نلاحظ انه كلما زاد الاصرار على الحل الامني زاد الشعب
      اصرار على المضي في المطالب وتيقنوا ان هذا الوضع لا يمكن القبول به
      مهما كلف التصدي للحلول الامنية لكن لا بد من الخروج من هذا النفق
      امران مضطردان يسيران في تواز مستمر
      زيادة القمع والتنكيل = زيادة في الاصرار على التغيير

    • زائر 7 | 1:38 ص

      آخر صيحات موضه قريش

      ليس بسر ولا يسر أن إحتمال يتدخل الشيطان في المستقبل ولا يلد تاجراً للسلاح ويساعد الحروب على أن التتلاشى من الجود، إذا ما ألتزم الناس بمعادات أعوان إبليس من البشر. هذه إحدى الاحتماليه توصل حجا اليها في أيام الامبراطوريه المنغوليه مع جنكيز خان، لكن خان جنكيز جيشه بالتعاطي مع المحليايات أكثر من الأجنبيات ونشر الفساد عن طريق نكاح الجهاد المباح. فأين منتج هذا النكاح سيباع؟

    • زائر 6 | 1:20 ص

      الايغال في الحلّ الامني سيدخل البحرين في متاهات لا خروج منها

      كل ما اوغل في الحل الامني تفاقمت الازمة في البحرين وفتحت ملفات جديدة بالاضافة الى الملفات التي لم تغلق.
      ملفات حقوقية كثيرة مفتوحة على مصراعيها ولن تغلق. وكل يوم تفتح ملفات جديدة وهذا سوف يؤسس لامور خطرة جدا فمن يظن انه مصان من الملاحقة القانونية فهو واهم وسوف يأتي يوم يحاسب فيه كل من عذب وانتهك الحقوق
      هذا الامهال الالهي ليس اهمالا وانما مهل لزيادة الحجة

    • زائر 5 | 1:19 ص

      طورايء عمل وأبو مرة بجيش الحبشه

      تجارة حره وسوق حره وجيوش حره وقانون عمل حر ومتحرر حتى من قيود القيم والمباديء. هنا ليس لأن الأخلاق مهنيه أو لها دخل بالقوانين وراثيه, فإنما الأمم الأخلاق ما بقية؟ فهل قانون طواريء مرسوم بقانون عمل الدولة؟

    • زائر 4 | 1:11 ص

      بالفعل منطقة الشرق الأوسط دخلت في مرحلة حروب بالوكالة و نزاعات و صراعات و حروب طائفية مرعبة ......... ام محمود

      امريكا تدخلت في جميع الأزمات التي اشتدت مع ثورات الربيع العربي و رأيناها في مصر و اليمن و ليبيا وتونس و البحرين
      و لكن مع الأزمة السورية حدث تمترس هائل فأمريكا دخلت مع الحلفاء الأقوياء بكل ثقلهم و جمعوا مليارات من الدولارات و عدد يفوق التصور من الأسلحة و شغلوا الاعلام من أجل أن تنتصر المعارضة السورية و يدخلوا سوريا معلنين نصرهم الوهمي مثل ما فعلوا في العراق ولكن الهزيمة و الفشل هو ما حصدوه
      في حين روسيا و الصين و أصدقاء سوريا وقفوا معها وصمدت بقوة
      المشهد القادم يمكن يكون تسديد ضربات للمعتدين

    • زائر 3 | 12:59 ص

      افتقاد الحكمة والايغال في الحلّ الامني يدخل البلد في نفق مظلم

      ان افتقاد الحكمة في التعامل والاعتماد على الحلّ ادخل البلد وسوف يدخله اكثر في انفاق مظلمة يصعب الخروج منها. البعض يهمه الحلّ الآني الوقتي باستخدم القوّة الامنية المفرطة وهذا لم يتحقق حتى على المستوى الوقتي فما بالك على المدى الطويل؟ اذا كان الحلّ الامني لم يستطع ان يوقف الحراك حتى مؤقتا فكيف سوف يوقف المطالبات والحراك على المدى الطويل؟ واذا كان البعض يظن ان الفتن سوف تنجيه فإننا نقول ان الفتن مهلكة للوطن باكمله ولن ينجوا منها احد وستحرق الاخضر واليابس

    • زائر 2 | 12:27 ص

      مادام خسرنا في التجارة لنربح الحرب بدون مقاتله

      من نتائج لمشاكل عولمة الرأي قد لا تعلن التجارة العالمية توبتها عن رأيها، إلا إذ خسر الجميع كل شيء مقابل لا شيء. فخصخصة الخدمات أضعف دور السلطه محليا، كأنما تخلت عن وظيفتها. أما تحويل العام الى خاص لشركات، فدمر من تحت الطاولة البنى التحتية للدول النائمة وصارت شبه هائمة بالثراء والغنى لفئة دون أخذ رأي الشعوب في ما سيحل به من جراء عولمة التجارة. فهل السلطة جنة على براقش أو البراقش جنايتها تحتاج عناية خاصة.

    • زائر 1 | 11:41 م

      تغيير راديكالي للرأسمال

      إتباع ثقافة التوريث وتوارث وعادات وتقليد تقاليد الناس بعضها لبعض قد لا يكون سوء تغذيه راجعه لنهايه حتميه، عادات باليه جزء ولها دور في حياة الناس اليومي. فإحياء عادة وتقليد أخرى، ألغى التفكير ,أشاع التفسير دون العقل وتسبب في كوارث بسبب الفكر التجاري المنغمس في ثقافة الاستهلاك. عن غير قصد دمر المباديء وألأخلاق. قالت بعض التقارير أن في البحرين تجارة بالبشر، ولكنها تشبه تجارة الرق

اقرأ ايضاً