العدد 3909 - الإثنين 20 مايو 2013م الموافق 10 رجب 1434هـ

المعارضة وراء الأصول «والسبوس» وراء الفتات!

عيسى سيار comments [at] alwasatnews.com

-

لا يوجد أدنى شك في أن الشعب البحريني بعد طاولة الحوار العتيد، ينتظر وعلى أحر من الجمر، مشروعاً سياسياً نهضوياً متكاملاً ذا أبعاد اجتماعية واقتصادية وثقافية، ينقل البحرين نقلةً نوعيةً حضاريةً ترقى إلى مستوى نضال وتضحيات وتطلعات الشعب البحريني على مدى ما يقارب من قرن من الزمان.

فقد يستغرب الكثير من الناس وحتى المتخصصين منهم إذا عرفوا إن الشعب البحريني مارس العمل الديمقراطي في بداية العشرينيات من القرن الماضي في أول انتخابات بلدية على مستوى الخليجي العربي وتحت مظلة الاستعمار البريطاني الذي امتثل صاغراً لإرادة هذا الشعب العظيم. حينها بعض الدول العربية الخليجية لا يوجد بها حتى تعليم نظامي، والعديد من الرعيل الأول من قياداتها تخرّج من مدارس البحرين، وبعد كل هذا التاريخ الناصع البياض يطل علينا أحد جماعة «الريموت/السبوس» ليقول لنا بأن الشعب البحريني غير مهيأ أو غير جاهز لتغييرات دستورية جوهرية في هيكلية النظام السياسي في البحرين! فهل هي ضحالة سياسية؟ أم جهلٌ بتاريخنا الوطني؟ أم بسبب توجيهات «الريموت» الذي يدير عن بعد عدد من يمثلون الشعب البحريني في الحوار!؟

إن الشعب البحريني يقول لجماعة «السبوس/ الريموت» ومن لف لفهم وباختصار: بعد تصريحاتكم المتكررة المشينة والمسيئة لتاريخه ونضاله وتضحياته: أنتم لا تمثلوننا على طاولة الحوار تمثيلاً ديمقرطياً، ولو قُدّر أن تكون هناك انتخابات نزيهة لاختيار من يمثل الشعب البحريني في طاولة الحوار لما تواجد واحد منكم، ولكن بسبب تدخلاتٍ من هنا وهناك وبالذات من المطبخ السياسي، جلستم على طاولة الحوار، وكنا نتوقّع منكم أضعف الإيمان وهو أن تحترموا تاريخ الشعب البحريني ونضاله من أجل العدالة والديمقراطية والعيش الكريم. ونحن نقف أمام منعطف تاريخي خطير وغير مسبوق ولكن مع الأسف الشديد تبيّن بأن وجودكم على طاولة الحوار هو من أجل إفشال أو تعطيل أي مشروع سياسي من شأنه إحداث تغييرات دستورية جوهرية تفضي إلى أن يكون الشعب البحريني شريكاً حقيقياً في الدولة وليس صورياً، كما هو عليه الحال الآن باعتباره مصدر السلطات جميعاً كما ورد في المادة (1) الفقرة (د) من دستور البحرين.

لقد مضى ما يقارب الأربعة أشهر من عمر طاولة الحوار المديد، ولم يرَ الشعب البحريني أي بارقة أمل تلوح في الأفق لإخراجه من النفق السياسي والمعيشي المظلم. والسبب إن هناك فريقين يجلسان على طاولة الحوار وليسوا أربع فرق، كما صرّح مؤخراً وزير العدل فريق المعارضة والفريق الآخر الـ %70 الذين أتى بهم النظام السياسي بما فيهم ممثلو الحكومة ونواب الشعب! حيث من وجهة نظري، البرلمان الحالي لا يعدو كونه ذراعاً حكومياً وبرغبة! فلا بأس بالنسبة لجماعة «الريموت» في أن يستمر الحوار 100 عام لأنهم متأكدون بأنهم سوف يورثون كراسي الحوار لأبنائهم وأحفادهم... ولمَ العجلة؟ حسب زعمهم المتذاكي! لأن الشعب البحريني في نظرهم صغيرٌ على الديمقراطية! وما الذي سيخسره من يحرّك «بالريموت» مادامت الشرهات والعطايا والمناصب مستمرة! وعلى الشعب البحريني في نظرهم أن يتجمل بصبر سيدنا أيوب حتى يكون شعباً وفياً ومخلصاً لثوابته الوطنية! «وصبري يا حريجة سار لين ييك ماي الحنينية»، والحنينية كما تعلمون انشفط مايها! وبعد الأخضر تم أكل اليابس! واسألوا ديوان الرقابة المالية والإدارية أين ذهب ماء الحنينية وعن الأخضر واليابس! قد تجدونه في تقارير الديوان التسعة العتيدة! وجهزوا الطبول.

ومن خلال رصدي لما جرى في جلسات الحوار العتيد، نجد بأن المعارضة بغض النظر اتفقنا أم اختلفنا مع طرحها، تبحث في الأصول وتقدّم منهجية وآليات عمل واضحة للحوار ولديها مشروع سياسي متكامل يتضمن إصلاحات دستورية جذرية تطال الحكومة والبرلمان والدوائر الانتخابية والقضاء والتجنيس السياسي ومكافحة الفساد...إلخ، وذلك من أجل التوصل إلى مخرجات ترقى إلى تضحيات وتطلعات الشعب البحريني، وتجنبنا الرجوع إلى المربع صفر وإلى ما لا يحمد عقباه.

أما الفريق الآخر الذي يُحرَّك «بالريموت كونترول»، فإن دوره يقتصر على التصيّد أو رفض ما تطرحه المعارضة من خلال تشتيت الحوار إلى مسائل ثانوية ليس لها علاقة البتة بطاولة الحوار، في حين تجدهم خارج طاولة الحوار يجرون وراء الفتات والمكرمات يدغدغون بها عواطف المواطنين، كزيادة الرواتب التي حوّلتها الحكومة من «خطٍ أحمر» إلى «أحمر شفاه»، يعني بالعامي «حمرة» وجعلتهم «سبوساً» أمام الشعب البحريني. هل أصبحتم فعلاً معارضة المعارضة كما تم تصنيفكم سياسياً.

إنهم يعلمون تمام العلم بأن وجودهم شكلي على طاولة الحوار، وأن الطرف المستهدَف في الحوار هم المعارضة والتي بسببها وبسبب ضغوطات خارجية يعود الفضل فيها أيضاً للمعارضة فتحت طاولة الحوار. ولأنهم يدركون أي جماعة «الريموت» أن دورهم شكلي، فهم يطبقون المثل المصري «خذوهم بالصوت لا يغلبوكو»! وهنا نتساءل أين الـ 80% من المطالب التي تتفقون فيها مع المعارضة والتي أوجعتم بها دماغ الشعب البحريني ليل نهار... هل هو تدليس سياسي؟ أم ماذا؟

إن طاولة الحوار الحالية في نظري هي نسخةٌ ميكروسكوبية عن طاولة حوار 2011 من حيث نسبة التمثيل وآلية اختيار الممثلين والضبابية في مصير المخرجات، ويراد كذلك لمخرجاتها أن تكون شكليةً وهزيلةً كسابقتها! وهنا نود أن نجأر بالصوت ونقول لمن يريد أن يجعل من طاولة الحوار وسيلةً للعب على الذقون، وللف والدوران على مطالب وحقوق الشعب البحريني في المشاركة الفعلية في الدولة وصنع القرار السياسي والسيادي، بأنك واهمٌ ومليون واهم، ومن يلعب بالنار تحرق أصابعه، وحذارِ من خداع الشعوب لأن زمن غسل أدمغة الشعوب ولّى إلى غير رجعة، والشعب البحريني سوف يراقب ويحاسب حكومته وبرلمانه وقضاءه بكل دقة ومسئولية وشفافية بعيداً عن المجاملات وحب «البشوت»، لأنه قرّر أن يكون بالفعل مصدر السلطات جميعاً كما ورد في المادة الأولى من الدستور. ولن يقبل الشعب البحريني بعد الآن أن يعيش على الفتات والمكرمات أو أن يكون مطيةً أو إمّعةً لأحد، فقد قرّر أن يكون سيد نفسه وسيد قراره... فمن يرفع الشراع؟

إقرأ أيضا لـ "عيسى سيار"

العدد 3909 - الإثنين 20 مايو 2013م الموافق 10 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 2:27 م

      الانتظار صعب

      أن تنتظر تلك مصيبة والمصيبة إن كنت تنتظر السراب.. وشكرا لك فتحت شهيتنا للمعرفة والقراءة..

    • زائر 21 | 11:27 ص

      شكرا استاذي

      انت إنسان شريف. كل الشكر الى الأقلام الوطنية الشريفة.

    • زائر 20 | 7:46 ص

      قطعت جهيزه قول كل خطيب

      مساء الخير أخي الفاضل ما أن أقرأ مقالاتك التي أكون متعطشا حتى لقراءتها أرتوي من معين ما تكتب, وأعجز عن التعليق, ولا أقدر إلا على شكرك. ولقد اخترت لهم وصفا دقيقا عندما نعتهم بالسبوس, ودكرتني بالمثل الشعبي " من جعل روحه سبوس العبت به الدياي" (محرقي/حايكي)

    • زائر 19 | 6:40 ص

      نحن نرفع الشراع معك

      مصيبتنا هي هائلاء جماعة الرموت كنترول,لاهنم تعودو على العيش على الشرهات والمكرمات وبتضليل وبنفاق على القيادة والشعب ولكن مهما طال الزمن سوف ينهزمون ويندحرون دون رجعه والتاريخ لايرحم والشعب سوف يكون مصدرالسلطات كما هو مذكور في الميثاق والدستور شاء من شاء وابئ من ابئ.ولن يطول هذا الحوار مائة عام كما يريدون جماعة الرموت كنرول.

    • زائر 18 | 6:13 ص

      تم تلقينك الاجابة بسؤال

      امس على قناة العالم كنت سهل الانقياد . المذيعة كانت تضع الاجابة فى فمك من خلال اسئلتها. عليك أن تكون نفسك (لأ حكومى ولا معارضة ) ولكن لا تجاوب الاسئلة بالطريقة التى ترغب بها المذيعة

    • زائر 16 | 5:48 ص

      التاريخ

      من المعيب ان يردف التاريخ وراء الظهر ويقرأ ولا يفهم ويفهم ولا يطبق ولا يستفاد من حكايات قصصه وعبره ، لو كان هناك توزيع عادل للدوائر الانتخابية على أسس سليمة و لكل مواطن صوت لكانت قبة البرلمان نافذة تشريعية دستورية على الجميع ، ولما تجرأت السلطة الحاكمة ان تدعوا هؤلاء الذين حشروا أنفسهم بمقاعد المجلس النيابي الذي يمثل الشعب .

    • زائر 14 | 4:15 ص

      albeem

      امس حاط و شاقي روحك على ايران و اليوم حاط على الحكومه محنه عارفين ليك ويه من مع من

    • زائر 12 | 3:27 ص

      إعملوا .. ولا تعتدوا

      من السعادة أن من الله علينا بقضاء مستورد وخياطين فقط لشك ابره في خيط والتشكيك في أن الله لم ينزل المنزل على رسله وأنبيائه. فالدستور منسي أن ماده ومواضيع موادها كلها تدور حول الانسان (الفرد في المجتمع) فهو محور عمل أي حكومه، تمتد شرعيتها من القرآن- فقد شرع وقال الله وليس أقوال مفتين ودار الافتاء معروفه. ليس للانسان الا أن يسعى ليس في تشفير المحكم أو وإصدار أحكام لا حدود لها الا بالفتوى والشك والضن، وأحيانا بوجهات نظر مناقضه ومختلف فيها وعليها يحيط بها. فهل سيرضى قريش أن تكون أسيادها تحت الفيه؟

    • زائر 11 | 2:20 ص

      جبتها في الصميم بارك الله فيك قلت قولا لا قول بعده

      نعم ابصم معك بالعشر ان هؤلاء من اختيروا بأن يكونوا مقابل المعارضة هم فعلا من معارضي الشعب ومصالحه لذلك هم على طاولة معارضة مصالح الصعب ومطالبه ومصادرة حقوقه. أكررها لم تجد الحكومة افضل من هؤلاء يعارضون اي تقدم في صالح الشعب فهم يرفضون تحقيق القليل للشعب ولو طال الحوار ل 100 سنة.
      حياك الله ايها الكاتب وطالما في البلد شرفاء امثالك فلن يقف النضال الحر الشريف
      اعتقلوا عذبوا سنجنوا الحراك متواصل الى تحقيق المطالب

    • زائر 10 | 2:00 ص

      يا للحزن والجمر حراق

      على وتر حزين يعزف وعلى أحر من الجمر ينتظر شعب البحرين ما سيتمخض به حوار شعبي في قهوه شعبيه أبرك. ما دام حرارة الجمر وصلت ما بقي الا لهيب النار. فالى جهنم سيحبون الناس بالقوة المفرطه مثل ما قال فريق بسيوني.

    • زائر 7 | 12:52 ص

      انت مع المعارضة ام مع الرموت كونترول

      أمس تندد باتدخل الإيراني واليوم مع الرموت كونترول

    • زائر 15 زائر 7 | 4:55 ص

      الوعي والأزمة

      اي عربي ووطني وقومي لا بد ان يندد باي تدخل اجنبي إيراني او غيرة ومقال الاستاذ في الشؤون المحلية وعلى المعارضة الوطنية ان تكون مطالبها واضحة وعقلانية ومن غير مزايدات ومراعاة وجود أطراف اخرى لها رأي اخر في بعض الامور والاستفادة من أطروحات المعتدلين والعنف لن يولد الا العنف المضاد والله من وراء القصد

    • زائر 6 | 12:19 ص

      آه يا بلد المسرحيات

      تعددت المسرحيات والمُنتِج واحد..وتستمُر الآلام

    • زائر 5 | 12:17 ص

      لك الف تحية واقبل اناملك الشريفة

      حوار مجرد للاعلام الخارجى فقط ليس لححلة الازمة العالقة ولا حتى 1 بالمئة

    • زائر 4 | 11:16 م

      من سيرفع الشراع

      من سيرفع الشراع بأذن الله أمثالكم الشرفاء الوطن ولا عزاء إلى الرموت كنترول

    • زائر 8 زائر 4 | 1:09 ص

      الصوت العالي

      متى ترتفع الاصوات السنية الشريفة كصوتك

    • زائر 3 | 10:57 م

      هم طارئون

      هم طارئون خلقتهم الصدفة وجاءت بهم جهات معروفة لا لشئ سوى معارضة المعارضة لاغير وسوف يكشف وان كان الامر مكشوفا عنهم في القريب العاجل وتسجل مواقفهم وما قالوا وما فعلوا

    • زائر 1 | 9:57 م

      يابن سيار

      انت بحريني أصيل

اقرأ ايضاً