العدد 3913 - الجمعة 24 مايو 2013م الموافق 14 رجب 1434هـ

مخرجون: الرقابة في الخليج تؤخر صناعة السينما

اعتبر سينمائيون خليجيون أن الرقابة والتحفظ الاجتماعي يقفان حائلاً أمام تطور صناعة السينما في منطقة الخليج.

جاء ذلك في الليلة الافتتاحية من تظاهرة السلسلة الوثائقية في أبوظبي، التي نظمها لأول مرة المعهد البريطاني بالتعاون مع مهرجان أبوظبي السينمائي.

وخصص اليوم الأول من التظاهرة لعرض أفلام وثائقية مبكرة صنعها مخرجون من الخليج، فعرض فيلم «صور من جزيرة البحرين» للمخرج البحريني خليفة شاهين، وفيلم «مسرح الأمل» لرائد صناعة السينما في الخليج الكويتي خالد الصديق، وفيلم «بين ضفتين» للإماراتية نجوم الغانم.

وبعد العرض ناقش المخرجون أفلامهم مع الجمهور، وقال خالد الصديق صاحب فيلم «بس يا بحر» الذي أنتج العام 1970 ويعد أول فيلم سينمائي روائي في المنطقة، إنه توقف عن صناعة الأفلام في الكويت «بسبب رقابة البرلمان وخاصة بعد الغزو العراقي للبلاد»، وتحول بدل ذلك الى انتاج الافلام في الخارج «تحت اسم مختلف»، مضيفاً «لم يحدث في الماضي أن قدمت سيناريو أحد أفلامي إلى جهة رقابية قبل أن أبدأ التصوير».

واعتبر الصديق في حديث لوكالة «فرانس برس» «هناك تحد كبير أمام صناع السينما الشباب اليوم في الكويت، فعليهم أن يحتالوا على رقابة الحكومة والبرلمان ليمرروا أفلامهم».

وقال: إن «المعضلة الكبرى هي في رقابة مجلس الأمة الذي اخترنا نوابه عبر الديمقراطية، لكنهم يمنعون أعمالاً تلفزيونية وإبداعية، في ممارسة لا تأتي إلا من قبل الأنظمة المتسلطة».

وشرح الصديق أن الأمر ذاته يتكرر في دول المنطقة عموماً مثل إيران التي تحظر تواجد ممثلين في دور الأب والأم مثلاً في غرفة النوم دون أن تغطي الممثلة رأسها، كما تحظر طرح العديد من القضايا الاجتماعية والإنسانية.

وقال: «وصلت السينما الإيرانية إلى مستويات متقدمة عبر الاحتيال على الرقيب ببراعة وتمرير الرسائل عبر أدوار الأطفال غالباً».

وأضاف «يتفاجأ المخرجون الشباب في الكويت عندما أعرض عليهم بعض الأفلام والمسلسلات التي عرضت على تلفزيون الكويت في الستينات، لأنها كانت تعالج قضايا اجتماعية مهمة من دون محاذير مثل ادمان الخمور ولعب القمار والعلاقات الغرامية. إن التيار الإسلامي المهيمن على مجلس الأمة يفرض الكثير من القيود على الحياة الفنية في الكويت ويؤخر السينما بالذات».

وقال الباحث وكاتب السيناريو الإماراتي خالد البدور معد المادة البحثية لفيلم «بين ضفتين» الذي أنتج العام 1999 في دبي «في الإمارات لم نجد عائقاً رقابيّاً لإنتاج الأفلام الوثائقية، لكننا نصطدم بالتحفظ الاجتماعي عند طرح قضايا تتعلق بالعائلة والطفولة أو العنف ضد الأطفال، فكثيرون يرفضون الظهور في موقف الضعيف أمام الكاميرا، فالأفلام الوثائقية تتناول عادة مواضيع مؤلمة».

وسبق للبدور أن أعد سلسلة تليفزيونية وثائقية للأداء الفلكلوري في الإمارات وثق فيها 20 نوعاً من الأداء الشعبي، كما ساهم مع زوجته المخرجة نجوم الغانم في اعداد أفلام وثائقية طويلة تسجل انزياح الأصالة في مقابل المدينة الحديثة في الإمارات.

وقال: «التغيرات الهائلة في المجتمعات الخليجية يجعل منها منطقة خصبة لصناعة الأفلام الوثائقية، بطريقة فنية راقية من البحث والحفر في موضوعات تجترح قلوب الناس وواقعهم المعاش».

وليس بعيدا عن قضية الرقابة، يقدم المهرجان تحية خاصة للمخرج السوري الراحل عمر اميرالاي الذي قدم أفلاماً وثائقية ذات حس انتقادي سياسي واجتماعي. ويعرض له في المهرجان فيلما «الدجاج» و»طبق سردين» الجمعة. وقد توفي اميرالاي مخرج فيلم «طوفان في بلاد البعث» قبيل اندلاع الاحتجاجات في بلاده في العام 2011.

كما عرض التظاهرة أفلاماً وثائقية من فلسطين إلى جانب أفلام عربية وأجنبية أخرى بحضور مخرجيها الذين يناقشون أفكارهم مع الجمهور.

العدد 3913 - الجمعة 24 مايو 2013م الموافق 14 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً