نقلت صحيفة لبنانية عن الرئيس السوري بشار الأسد قوله اليوم الخميس (30 مايو / أيار 2013) إن بلاده تسلمت بالفعل أول شحنة من نظام روسي متقدم للدفاع الجوي في إشارة الى قوته العسكرية قبل يومين من انتهاء سريان حظر أسلحة فرضه الاتحاد الأوروبي على سوريا.

وتعهدت روسيا بتسليم نظام صواريخ إس-300 إلى الحكومة السورية رغم اعتراضات الغرب بدعوى أن هذه الخطوة ستساعد على استقرار التوازن الإقليمي في وقت تشهد فيه سوريا حربا يخوضها مقاتلون معارضون مدعومون من الغرب.

وبدت موسكو حليفة حكومة الأسد أكثر تحديا بعد أن وافق الاتحاد الأوروبي على عدم تجديد حظر الأسلحة في وقت سابق هذا الأسبوع والذي ينتهي سريانه في الأول من يونيو حزيران ليفسح المجال أمام احتمال تسليح المعارضين السوريين. ونقلت صحيفة الأخبار اللبنانية عن الأسد قوله في مقابلة من المقرر بثها في وقت لاحق اليوم "سوريا حصلت على دفعة أولى من صواريخ إس-300 الروسية المضادة للطائرات... بقية الحمولة ستصل قريبا." وقال مصدر قريب من وزارة الدفاع الروسية إنه تم إجراء "تحويل مصرفي" على صلة بصفقة صواريخ إس-300 ولكن البنوك الروسية باتت تشعر بقلق متزايد من التعامل مع الأسد.

وأضاف المصدر "كانت هناك بعض المشكلات بشأن المدفوعات نظرا لأن البنوك الروسية الكبرى خشيت التعامل مع الأسد ولكن حدث تحويل مصرفي." وتابع "هناك بنوك صغيرة وأخرى لا تتخذ من موسكو مقرا لها. وبخلاف هذه الدفعة الأولية فمن شبه المؤكد أنه كانت هناك دفعة ثانية وربما ثالثة."

وقال مصدر قريب من شركة روزوبورونكسبورت المحتكرة لصادرات الأسلحة الروسية العام الماضي إن سوريا دفعت 20 بالمئة بالفعل من ثمن صفقة الصواريخ ولكن تم تجميد الصفقة بسبب الحرب الأهلية الدائرة هناك.

ودعت الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل روسيا إلى عدم تسليم الصواريخ. ولقي ما يزيد عن 80 ألف شخص حتفهم في سوريا منذ أن تحولت احتجاجات سلمية تطالب بإنهاء حكم عائلة الأسد الذي استمر أربعة عقود إلى حرب أهلية تواجه فيها قوات الرئيس وحليفه اللبناني حزب الله المعارضين السوريين ومجموعات من الإسلاميين المتشددين الذين جاءوا من الخارج لمساعدتهم.

وتقول موسكو إن رفع الحظر الأوروبي يعقد الجهود التي تقودها الولايات المتحدة وروسيا لعقد مؤتمر سلام بين الحكومة السورية ومعارضيها الذين يطالبون بإنهاء فوري لحكم عائلة الأسد. ومن المقرر أن تذاع مقابلة الأسد اليوم الخميس على قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله اللبناني. ونقلت صحيفة الأخبار عن الرئيس السوري قوله إنه يعتزم الذهاب إلى مؤتمر "جنيف 2" رغم أنه ليس مقتنعا بأنه سيخرج بنتيجة مثمرة مضيفا أنه سيواصل قتال المتشددين. ويقول مسؤولون في إسرائيل الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة إن صواريخ اس-300 يمكن أن تصل إلى عمق إسرائيل وتهدد حركة الطيران عبر مطارها التجاري الرئيسي قرب تل أبيب.

وقال مسؤول إسرائيلي إن اسرائيل تتحقق من تقارير اليوم التي تفيد بأن سوريا تلقت أول شحنة من نظام (اس-300) الروسي.

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لرويترز "ليست لدي معلومات تتجاوز ما أفادت به التقارير التي نتحقق منها."

وكانت اسرائيل قد وجهت تهديدات مبطنة بمنع سوريا من تشغيل نظام صواريخ (اس-300) وقالت يوم الثلاثاء إنه لم يتم إرسالها بعد. وذكرت صحيفة الأخبار أن الأسد أكد العلاقة بين قواته ومقاتلي حزب الله الذين يقاتلون الآن علانية على الجانب السوري من الحدود مع لبنان.

ونقلت الصحيفة عن الأسد قوله لقناة المنار "سوريا وحزب الله في محور واحد." وأضاف "الجيش السوري هو من يقاتل ويدير المعارك في وجه المجموعات المسلحة وسيستمر في هذه المعركة حتى القضاء على" من سماهم "الإرهابيين."

وتخشى إسرائيل من نقل أي أسلحة سورية إلى حزب الله في لبنان وشنت بالفعل ثلاث غارات جوية على سوريا لوقف ما تشتبه أنها عمليات نقل أسلحة. وأثارت مجموعة الهجمات التي هزت العاصمة دمشق رد فعل غاضبا من سوريا التي قالت وسائل إعلام رسمية إنها سترد على أي هجوم جديد وستسمح للجماعات المسلحة بمهاجمة إسرائيل من خط المواجهة في الجولان. ونقلت صحيفة الأخبار عن الأسد قوله في المقابلة المقرر إذاعتها اليوم "الحكومة السورية لن تقف في وجه أي مجموعات سورية تريد شن حرب مقاومة لتحرير الجولان."

وقال حزب الله إنه مستعد لدعم الجماعات التي تقرر شن عمليات من الجولان. وفي وقت سابق هذا الشهر ذكرت تقارير أن إسرائيل أبلغت واشنطن بأن سوريا بدأت في دفع أموال لشراء صواريخ إس-300 بقيمة 900 مليون دولار على أن يتم تسليم أول شحنة في غضون ثلاثة أشهر.