العدد 3920 - الجمعة 31 مايو 2013م الموافق 21 رجب 1434هـ

المرأة نبع الألحان

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

العنوان أعلاه كان عنوان أمسية موسيقية لعازف الفلوت البحريني أحمد الغانم، وعازفة البيانو الأميركية دانا سميث، أقاماها في «كاتدرائية سانت كرستوفر» يوم الخميس الماضي.

كان المكان وحده الذي اختاره الفنان يشي بالمحبة والتسامح، ويؤكد أن الفن رسالة تجمع بين جميع القلوب مهما اختلفت ديانتها أو اختلفت جنسياتها؛ إذ تدخل الكاتدرائية فيستقبلك بعض القائمين عليها بابتسامة وفرح، غير مكترثين بما يدل عليه مظهرك من اختلاف ديانتك عن ديانتهم، وما إن تصل إلى مكانك حتى تنتبه إلى الموجودين حولك لتجدهم من مختلف الجنسيات والتوجهات الفكرية والايديولوجية، وهو ما تعرفه من مظهرهم وطريقة كلامهم مع بعضهم، فتتيقن منذ البداية أن هذه الأمسية أدت غرضها الأول في تحقيق الهدف الذي يطمح بتحققه الكثيرون، وهو وحدة القلوب مهما اختلف توجهها.

وفي جو من الترقب، أطل العازفان لتبدأ الأمسية التي أخذت الجمهور معها إلى عوالم مختلفة كانت المرأة هي سيدة الحضور من خلالها، إما لأنها التي كُتِبَتْ من أجلها المقطوعات الموسيقية، أو لأنها هي التي كَتَبَتْ ألحانها كي تطرب بها ذائقات العازفين قبل المستمعين إليها، أو لأن نصف المنصة امرأة تعزف روحها على مفاتيح البيانو، ولن أتحدث عن الجمهور الذي كانت النساء فيه أكثر من الرجال.

وليس غريباً على الفنان الغانم ما قدّم؛ إذ انه وطوال مسيرته الفنية يحاول أن يقدم ما يمس الواقع لأنه يثق تماماً بأن الفن رسالة مهمة وليس مجرد آلة للترفيه، فقد كانت آخر حفلة قدمها بمعية الفنانة سميث تحت عنوان «من أجل الطبيعة»، ليواصل اليوم مشواره في تقديم رسالته من خلال أمسية للمرأة التي يعرف أهميتها في المجتمع وأهمية وجودها في حياة كل فرد.

وعلى رغم أن هذه الأمسية كان من المفترض أن تقدم في يوم الثامن من مارس/ آذار بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وتأجلت بسبب وفاة شقيق الفنان، إلا أنها ظلت محتفظةً بطابعها وفقراتها ليؤكد الغانم أن المرأة حاضرة في وجدان الجميع وواقعهم بمناسبة ومن غير مناسبة.

وفي حديثها قبل عزفها إحدى المقطوعات، قالت الفنانة دانا سميث: «إن هناك الكثير من الإبداع النسوي الذي يحتاج فقط إلى البحث من أجل إيصاله للناس، إذ توجد الكثير من الفنانات يقبعن تحت سلطة الرجل المستبد الذي لا يريد لهن الوصول إلى الشهرة إما غيرةً منها أو غيرةً عليها، ولهذا فتشوا عن المبدعات من حولكم وأوصلوهن إلى مكانهن المناسب».

وبالعودة إلى ما حققه الغانم قبل يومين، نجد أن الفنان البحريني اليوم لا يقف عند أول حجر يتعثر به في مسيرته الفنية، وكذلك الحال بالنسبة للمبدعين في شتى المجالات، فالرعاية المادية هي أول ما يصطدم به المبدع في وطننا، تليها مشكلة المكان الذي لم يحل حتى مع وجود المسرح الوطني؛ فنجد المبدع يبحث عن المكان المناسب فترة طويلة وحين يجده، يتعثر بحاجز الإمكانات المادية التي تحتاج إلى رعاية من المنظمات الأهلية، فالمكان لا يحصل عليه مجاناً ولا يحصل على الرعاية المادية، إلا حين يتعلق الأمر بمشاركة راعٍ رسمي، لاسمه ثقلٌ في المجتمع، أو رعاية من مؤسسة رسمية تقوم هي بالترويج له، مقابل أن تمتص تعبه وجهده ليخرج من الفعالية، من دون أن يحصل على أي مردود مادي، حتى وإن كان الفن هو شغله الأول ووظيفته الوحيدة.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3920 - الجمعة 31 مايو 2013م الموافق 21 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:27 ص

      المرأة نبع الحنان إذا ما تبعت خطوات الشيطان

      ليس من الاسرار أن نبع الماء العذب اقد يكون نهر وقد يكون سفح جبل لكنه من الأرض، بينما الله جعل المحبه المودة والرحمة بين الرجل والمرأة. فالحب يأتي ثمرة للود والرحمة بين الذكر والانثى. لكن المحير كيف يتصاحبون ثم بعد فترة يتعاركون رغم أنهم في البدايه قبلوا ووافق كل منها على الآخر وقال قبلت ورضيت بها وهي كذلك. يمكن لدخول ما بينهم الشيطان سبب خلافات زوجيه ... كيف نطرد الشيطان هذه مسأله صعبه ما تخلي نبع الالحان ترقص ولا تغني. أليس كذلك؟

اقرأ ايضاً