العدد 3923 - الإثنين 03 يونيو 2013م الموافق 24 رجب 1434هـ

العبرة بالملف وليس الواقع

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

لا شك في أن واقع المنشآت الرياضية في البحرين هو أقل من مثيلاته في الدول المجاورة نتيجة عوامل متعددة ليس المجال حاليا لذكرها، ولكن هذه المنشآت القليلة نفسها لم يكن لتبنى بالأساس لولا استضافة البلاد لبطولات خليجية واقليمية.

فاستاد مدينة خليفة الرياضية بني لأجل استضافة أول بطولة للمنتخبات الخليجية لكرة القدم العام 1970، واستاد البحرين الوطني بني لأجل استضافة البطولة الخليجية العام 1986، والمنشآت الحالية من ملاعب وصالات كانت نتيجة ثمرة استضافة بطولة الألعاب الخليجية الأولى وحينها طور استاد مدينة عيسى إلى مدينة خليفة الرياضية وطورت صالات الأندية وشيدت 3 صالات بالقرب من الاستاد الوطني وبنيت صالتا أم الحصم في فترة سابقة.

وملاعب الأندية النموذجية جاءت ثمرة دمج عسير وقفت خلفه الدولة لتتمكن بعض الأندية من التدرب أخيرا على ملاعب مزروعة بعد سنوات عجاف من ملاعب الرمل.

المحفز الأساس للدولة فيما يتعلق بالرياضة والمنشآت الرياضية هو البطولات الخارجية وليس بناء على حاجة داخلية وهو ما تعكسه كل التجارب السابقة.

ولذلك فإن تقدم البحرين بطلب استضافة البطولات العالمية سواء في كرة القدم أو أي لعبة أخرى هو على رغم تجافيه عن الواقع الحقيقي للرياضة إلا أنه فرصة لتوجيه موارد الدولة لخدمة قطاع الشباب، وهو ما سيجبر الجميع من مؤسسات حكومية وشركات خاصة على الاستثمار في المجال الرياضي وفي مجال المنشآت الرياضية والبنية التحتية.

عند طلب الاستضافة لا بد من توافر مقومات معينة في الدولة منها طرق المواصلات وأماكن السكن وتوافر الاستقرار والأمان إلى جانب مقومات لوجستية أخرى وهي في مجملها متوافرة، وما يتعلق بالملاعب والمنشآت الرياضية فإن ما يبنى عليه هو الملف المقدم وهو المهم وليس الواقع الحالي.

فكل الدول التي استضافة بطولات عالمية لم تكن في وقتها تمتلك المنشآت المتكاملة ولكنها عندما حصلت على حق الاستضافة وفقا للملف الذي قدمته التزمت به حرفيا، وذلك لصرامة الاتحادات الدولية في هذا المجال.

وخير مثال حي أمامنا هو البرازيل التي ستستضيف كأس العالم 2014 فجميعنا شاهدنا تحفة استاد ماراكانا الذي افتتح حديثا بعد أن كان ملعبا أثريا أكل عليه الدهر وشرب إلى جانب بقية الملاعب الأخرى في مختلف المدن البرازيلية والتي ما كان لها أن تكون لولا هذه الاستضافة.

ولأننا لا نعمل إلا بأسلوب الصدمات وليس التخطيط المستقبلي، فإن صدمة استضافة حدث عالمي بحجم كأس العالم للناشئين أو كأس آسيا للمنتخبات لا شك في أنها ستغير تفكيرنا قبل منشآتنا، وستدفع صانعي القرار إلى وضع الرياضة في أعلى سلم الأولويات.

التجربة أثبتت أن منشآتنا لا تبنى إلا للبطولات الخارجية، فإن نتجاوز واقعنا خير ألف مرة من البكاء على اللبن المسكوب.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 3923 - الإثنين 03 يونيو 2013م الموافق 24 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 4:27 ص

      مسابقات ومنافسات وتركوا العلم

      التنافس والمنافسه في العلم...فليتنافس المتنافسون فيه. بينما الرياضه يمارسها الانسان لتقوية العجالات وعدم جعل الجسم يتكسل أو يخمل. قال إطلبوا العلم من المهد الى اللحد، كما قال إطلبوا العلم ولو في الصين. التجارة البينيه التي إستفاد منها الشباب والرياضه تمويل المسابقات بحجة مساعدة الاقصاد وتدوير رأس المال.يعني وين الاعبين وأين المعلماء. صحيح تذكر ماردونا ويتذكر بيليه بس ما نفعه وما نفع أدسون وماكسويل وغيرهم من جهابدة العلم. ويش اليس كذلك؟

    • زائر 1 | 12:49 ص

      هذا ما كنت اقوله

      ان مجرد الفوز في الاستضافة سيسهم في تحسين البنية التحتية الرياضية لان الدولة ستكون مجبرة على انشاء مزيد من الملاعب والمرافق وتطوير الموجود حاليا فانتظار ان نطور منشأتنا ثم نستضيف يعني اننا لن نستضيف بطولة ابدا

اقرأ ايضاً