العدد 3927 - الجمعة 07 يونيو 2013م الموافق 28 رجب 1434هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

ساعة في الطائرة

خطوت داخل الطائرة وعيناي معلقتان بالأرقام أعلى المقاعد أبحث عن مكاني، وسريعاً وجدته. كان بجانبي شاب لم أرَ ملامحه فحالما جلست سمعت صوتاً خلفي يسأل الشاب أن يبادله المقعد، واستعجبت الطلب. فالمقعد الخلفي هو مقعد يجاور باب الطوارئ ويمتاز بمساحة واسعة تفصله عن المقاعد الأخرى ولم (يكذب) الشاب الخبر وهبّ من مكانه قائماً ليبدل السيدة كأنه يحاول أن يصل إلى المقعد الجديد قبل أن تغير رأيها وجلست هي بجواري.

نظرت إليها، كانت امرأة كبيرة في السن وترسم على شفتيها ابتسامة واسعة. ووجدت الألفة في وجه المرأة تساعدني أن أسألها عن سبب تركها مقعدها (الإستراتيجي) فقالت ببسمة: «إنني أعلم أن من يجلس في مقعد طوارئ الطائرة يجب أن يساعد الركاب إذا حدث عطب بالطائرة وأنا في سن لا يمكنني من أداء المهمة».

وبدأت أتسامر مع رفيقة الرحلة الجديدة وعرفت أنها ذاهبة لزيارة ابنتها وحفيداتها الثلاثة، وحكت لي أنها قبل سنتين توقف قلب ابنتها عن النبض وأسعفها الأطباء على مرأى من أسرتها وبعد أن حان وقت الخروج من المستشفى شكرت الأسرة الطبيبة التي ردت قائلة: «إنني أعلم أنني حينما أعمل لابد أن أقدم 100 في المئة من جهدي، لكنني حينما كنت أحاول إسعافك نظرت إلى بناتك الصغيرات ورأيت الهلع في عيونهن فعلمت أنني لابد وأن أقدم 200 في المئة من جهدي».

كانت (ابتسام)، وهو اسمها، تتحدث بألم جعلني أدمع من أجل إنسانة وأطفال لم أسمع بهم قبلاً. وحدثتني (ابتسام)عن والدتها المسنة والتي عانت من السرطان في أواخر حياتها. ورعت (ابتسام) والدتها في أواخر أيامها حتى دخلت غرفتها في ذات ليلة ورأتها تستنشق آخر نفسين في حياتها. وبدأت الدموع تنزلق على وجنتيّ (ابتسام) ووجدتني أمد يدي وأحاول احتضان كتفها وواصلت وهي تمسح دموعها: «لقد مرت ثلاث سنوات منذ أن توفيت أمي لكنني أحس كأنني فقدتها منذ ثلاثة أيام...»، وقصت لي بعدها عن زواجها الأول، أبنائها وبناتها، حفيداتها، ثم قصة زواجها الثاني وبرود أبناء زوجها تجاهها... وعرفت هي عني الكثير، من أنا، أسرتي، بلادي، نشاطاتي، اهتماماتي. وقالت لي في لحظة: «لاأدري لماذا قصصت عليك كل هذا؟» وابتسمت وأنا أقول لها: «لقد عرفتي عني الكثير أيضاً...» ونزلت مع (ابتسام) من الطائرة والتقيت أسرتها في باب المطار ثم فارقتها بعد أن تبادلنا البريد الإلكتروني متواعدين على التواصل.

لم تكن (ابتسام) هي أول شخصية أقيم معها علاقة بطائرة وهذا ما يجعلني أفكر في العلاقة المتينة التي تتوثق بين المسافرين والتي غالباً ما تنتهي بانتهاء الرحلة، هل يشعر المسافر بأن الشخص الذي يجلس بجانبه صار أقرب شخص إليه فيتحاور معاه؟ أم يكون جار الطائرة مثل الطبيب النفسي تتحدث معه كل المسافة عما يجول بخاطرك وتخرج من (السفر) وقد أسقطت الكثير من أفكار كل شخص لتقابله مرة أخرى... أذكر أن بعض الشركات العالمية كانت تحذر موظفيها من مجالس مسامرات الطائرة لأن كثيراً من أسرارالشركة قد تخرج في خضم ذلك الجو غيرالرسمي. وهل أخبرتكم أن مدة (السفر) كانت ساعة واحدة فقط؟

علي عبدعلي عبدالله حبيب


إنشاء موضوع جديد

أرواح ليس لها روئ، ظلالها مدائن فاترة، لا تغويها الشمس ولا تتنفسها، رفوفها بارتجاف تزخر بالكتب، أدبية أخبار كائنات سرد، لقاءات، سرد عشق متفرعة عن الشعر والشجاعة.

تحوم بين أروقة الفن بأصابع مترددة تترك بصمة هنا وهناك... ثم ترتشف فنجان قهوة فاتر تثرثر في اللامحدود...

وتحادث نفسها: لا ظل اليوم إلا ظلك غيوم الإلهام ممطرة اليوم... ثم تستقبل وجوه الآراء في وطن خطأ، صورة فارهة الدهشة اغتراب في الفكرة والرأي.

تصاميمهم بلمسات حلموا بها. قصاصة من الرواية عن رواية خافتة لم تعجبهم، فتهب رياح الإخفاق... وتحدر من سدرة الفشل أثمار صناعية.

أن تقول كل ما تعتقد... إغواء القلم وتبجحه للحرية ليس له مكان في الدول العربية... بعضاً من الأماني يجب عليها أن تموت، أو تنتحر إذا تجاوزت الأظفار بالرأي والديمقراطية.

في سجن كبير يسمى الشرق الأوسط... الأقلام يجب أن تولد خرساء... لا ترى لا تسمع لا تتكلم إلا بإشارة الدول الغربية.

حواء الأزداني


سياط تستخدم لتربية الأطفال

إنني لست الطالب الكوميدي الكندي جستبن بيبر صاحب الصوت الجميل وحسن الصيت الذي فتحت له المدارس والجامعات أبوابها قبل صفوفها. ولا أشبه الممثل الراحل إسماعيل ياسين الذي هرب من عذابات وديون أبيه الصائغ المتراكمة عليه كي يقف الساعات الطوال في التمثيل ليضحك الملك فاروق وزوجته وحاشيته وهو يمثل من أجل رغيف الخبز والفول. إنني أحد الطلاب عربي ومسلم المولد لكنني وللأسف عشت حياة وذكريات أليمة مرة في صغري ومحطات حزينة شقت قلبي، فما أذكره هو أن أبي كان كالجلاد يخلع حزام سرواله ويبدأ بضرب أخي «حازم» ضرباً مبرحاً حتى تتورم ساقاه وظهره من كثرة الضرب ولكنني لا أتذكر السبب إلا أن أخي أخبرني مرة أن السبب تافه جداً ولا يستدعي هذا العقاب المبرح والمحرم شرعاً وأخلاقياً! أتعرفون السبب؟ لعدم حفظي جدول الضرب! فماذا نقول هل نحن خرفان حتى تتورم ظهورنا؟ وأكاد أن أجزم أن أغلبكم حصل على العقاب نفسه في صغره ولكنكم تناسيتم ذلك، قاطعه كمال ذو الخامسة صيفاً والمشحون على والده غضباً وقهراً، قائلاً أما أنا فكان أبي يحبسني في غرفة مظلمة لساعات كالسجن الانفرادي الذي تمارسه الأنظمة العربية في حق معارضيها، فمثل الحكومات العربية تجاه معارضيها مثل والدي الذي في النهاية يلبي رغبتي في شراء دراجة جديدة، لكن بعد العقاب، وهكذا الحياة بالنسبة لنا خرفان لا نحصل على حقوقنا إلا بالسياط!

مسكين أبي في إحدى الليالي كنت جالساً بالقرب منه نشاهد التلفاز وإذا بالقناة الفرنسية تعرض خبراً أن معلماً أجبر تلميذه في إحدى المدارس الابتدائية في إحدى الدول العربية على شرب بوله عقاباً له لإلحاحه الذهاب للحمام. حينها شاهدت أبي واقفاً وقفة الأسد الغيور يهدد ويتوعد المعلم والمدرسة برفع الأمر للوزارة! فقلت في نفسي وما الفرق بينك وبين هذا المعلم، ناسياً أنه مارس أشد أنواع العقوبات علينا في صغرنا، والمحزن المبكي عن جهل ومن دون معرفة، إلا أنني أنقذت الموقف وهدأت روعته بكلمات يا أبي لا تغضب إن هذه الحادثة تشبه «مدرسة المشاغبين التي كسرت المعلمة الفنانة سهير البابلي يد الممثل سعيد صالح» حينما لم يجب على سؤالها ما هو المنطق، فضحكنا معاً ومرت الليلة على خير، فمتى تتغير أحوال ومفاهيم أولياء الأمور وخصوصاً إذا ما ضرب أو وجه صفعة لوالدتي أمامي، إلا أن والدتي كانت تهدئ من روعي فتخذني وتضمني إليها.

مهدي خليل


قصص من الماضي ووحي الذكريات الجميلة...

بعد أن قرأت مقالات في الصحف المحلية عن أيام الماضي تذكرت بعض القصص سمعتها من أصدقاء وهى لا تخلو من الفكاهة:

القصة الأولى: صديق لنا لانزال نجالسه في اجتماعاتنا في المجمعات التجارية لاحتساء المشروبات كان أيام شبابه من المعجبين جداً بالمغنى عبدالحليم حافظ وكان يردد أغانيه في الكثير من الأحيان وخاصة وهو يتمشى في أزقة الحارة وحدث أنه وقع في غرام بنت تسكن الحارة فركز على البيت الذي تسكنه وبمرور الوقت تواعد معها على أن يغنى لها في مساء يوماً من الأيام أغنية لعبدالحليم وذلك بالمرور في الزقاق على أن تستمع إليه الفتاة من خلف النافذة المطلة على الزقاق ومن المعروف أن نوافذ البيوت القديمة كانت تطل على الأزقة مباشره. وتهيأ صديقنا للموعد وعندما وصل إلى جنب النافذة التي كانت تطل منها الفتاه وجد أن النافذة مغلقة فقال في نفسه لاشك أنها واقفة وراء الخشب المغلق وبدأ يغنى وفجأة سمع صوت رجل من خلف الخشب وهو يحاول فتح النافذة يبدو أنه كان والدها واكتشف اللعبة يصرخ عليه قائلاً: «إن صوت الحمار أجمل من صوتك» فركض هارباً وهو يقول لنفسه الحمد لله أنى هربت بجلدي ولن أعود إلى مثل هذه الاستراتيجية مرة أخرى.

القصة الثانية: سمعت هذه القصة من صديق آخر مفادها أنه كان أحد الأستاذة المحترمين له باع في خدمته الطويلة في مجال التعليم، مدير المدرسة القضيبية، كان هناك تلميذ كسلان ومشاغب ومعروف بشيطنته وفى يوم من الأيام تغيب من دون عذر فقال له المدير: «لن أسمح لك بدخول المدرسة إذا لم تجلب ولي أمرك لكي أعلمه بما تفعل ولكي يوقع على تعهد بأنك ستكون عاقلاً ومستجيباً لإجراءات المدرسة التأديبية. فاحتار التلميذ المشاغب وخاف من أن يخبر أباه بما حصل فتشاور مع زميل له في المدرسة فقال له زميله: سأجلب أخي الأكبر ونقدمه للمدير بأنه أبوك ليوقع على التعهد. وفي اليوم التالي جاء الأخ الأكبر لزميله وقدم نفسه بأنه أب للتلميذ المشاغب فسأله المدير عن اسمه فاحتار الرجل ولكنه نطق باسمه الحقيقي فنظر المدير إلى التلميذ المشاغب قائلاً: أنت تلميذ مشاغب وبليد أيضاً فإن هذا الرجل الذي قدم نفسه بأنه أبوك هو من طائفة غير طائفتك واسمه يدل على ذلك وعمره غير كبير فيا ليتك تغير مسار جهودك من المشاغبة إلى الاجتهاد في الدروس.

القصة الثالثة: الكثير ممن وصلت أعمارهم إلى سن التقاعد يعرفون أستاذاً مصرياً كان يشغل منصب مفتش اللغة الإنجليزية في التربية والتعليم في الستينات والسبعينات وقد حصل على رخصة سياقة السيارة وهو في سن كبير ومما رواه لنا سائق في مديرية التربية والتعليم والذي كان يرافق الأستاذ في سيارته بأنه في يوم من الأيام كان الأستاذ يسوق السيارة بالقرب من مستشفى النعيم وبرفقته السائق وفجأة وأمام باب المستشفى قفز طفل في الشارع أمام السيارة بينما كانت أمه واقفة على جانب الشارع فقام الأستاذ بدوس الكابح بشدة وأوقف السيارة وخرج من السيارة وهو يشتاط غضباً على أم الطفل التي كانت تلومه كسائق للسيارة ولكنه قال لها بصوت عال سمعه الجميع: «صحيح أنتِ ما عندكيش عقل، أن شاه إيران بعظمته يبحث عن ابن ولا يحصل عليه وأنتِ ترمين ابنك في الشارع لكي تدوسه سيارة ويموت».

عبدالعزيز علي حسين


المتقاعد وضرورة حمله على التسامح عمَّن أساء إليه

هناك قصة معروفة بين إثنين من المتقاعدين، عندما التقيا يوماً بعد سنين طويلة من تركهم العمل. سأل أحدهما الآخر: هل سامحت رئيسك الظالم في العمل الذي كان يضغط عليك ويضايقك في تلك الفترة؟ فردّ صاحبه: أبداً لن أسامحه.. هذا مستحيل. فقال له الآخر: أعتقد أنك لا تزال في السجن الأبدي، وإنه لا يزال يضايقك.

يا أخي المتقاعد إن لم تتحلَّ بفضيلة التسامح فإنك تعاقب نفسك وتبعد عنها الفرح والبهجة والطمأنينة وفضل السكينة.

لقد وهبنا الله نعمة النسيان تلك النعمة التي تحمينا وتحافظ على وجودنا واستقرارنا، لقد جعل القانون الأزلي العفو نفقة تتصدق بها على الآخرين، ويا لها من نفقة ليس لثمنها حدود، وأن أول درجات التسامح والغفران أن يسامح الإنسان نفسه، والتسامح مع النفس ينقيها ويحررها من أغلال الذنب، فالمقصودون على علم بما أقول في هذه السطور وما أقصده من كلامي الصادق، إذن فليتذكروا ماذا هم فاعلون من ظلم في حق الآخرين وإن التسامح ليس من حقهم ولا يستحقونه، إن الذين يشعرون بعقدة الذنب ولا يسامحون أنفسهم يعيشون حياة شقية خالية من المتعة والمسرة حاملين ذنوبهم على ظهورهم جالبين لأنفسهم سوء الطالع وخيبات الأمل، فكيف للإنسان ألا يغفر لنفسه وقد غفر الله له، إنه لشيء يدعو للأسف والشفقة.

لقد أثبتت الأبحاث الطبية والنفسية على إن ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والجلطة المفاجئة سببها الأساسي هو عدم التسامح، فحالة الغضب والكراهية تخلق تفاعلات كيميائية في الجسد تسمم خلاياه وتؤدي إلى إعاقة الدورة الدموية وتشويش الفكر وعدم اتزانه، فالفكر مرتبط بالجسد والتفكير السلبي بأنواعه المختلفة الذي يؤثر تأثيراً هداماً في أعضاء البدن ولا يوجد هدّام كالحقد والكراهية وتمني الشر للآخرين.

صالح علي


أسوأ الأيام

يا أسوأ الأيام وأرداها وأصعب

يا الأتعس الأقبح يكفي مآسي

جفني تِورَم بالدمع ضيم منصب

ما تمسحه إييدين منك تِقاسي

هونك تِمهل واوعدك ما بتتعب

باعد مسافات الجرح في حواسي

واوعدك أفتح للشقا وسع هالقلب

إغرس سهامك من وريدي لراسي

شوهني أكثر يمكن الموت يصعب

خلني أنازع لين يخلَص حماسي

تتقزم اعزومي وملامحها تشحب

فصّل جروح اليوم وإضبط مقاسي

‏بنت المرخي

العدد 3927 - الجمعة 07 يونيو 2013م الموافق 28 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 5:40 ص

      اقول الخابوري

      خل الي حرقه يصلحه مو منكم الي يحرقون وله ويش اقول صك الباب معاك يالخابوري

    • زائر 2 | 11:01 م

      نحن اهالي مدينة حمد نطالب المسؤولين بسرعة اصلاح الاشاره المروريه والتي تقع بين دوار21 و22 نرجوسرعة الاستجابه من سنه وهي معطله{جعفر الخابوري}

      شكر لصحيفة الوسط للنشر

اقرأ ايضاً