العدد 3927 - الجمعة 07 يونيو 2013م الموافق 28 رجب 1434هـ

الذين ينامون متخمين... وآخرون على الطِوى

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

نتذكّر الذين أصابتهم فواجع وشهوات الانتقام في المرحلة التي مرت ومازلنا نعايش تفاصيلها المُرّة والمؤلمة. فواجع من كانوا في المستتبّ من وظائف بكفاءاتهم وإمكاناتهم وخبراتهم؛ ليجدوا أنفسهم في قرعة - مكشوفة - أمام انتقام وتشفٍّ تحت رحمة من لا رحمة له.

لا يتوقف الأمر على شخوص تلك الكفاءات بل من يرتبط بهم ومن هم مسئولون عنهم من قريب أو بعيد. البعض منهم له ما يشبه روحه من البذل في سعته كي يوسّع الله عليه، من صدقات توقفت وصار يُتصدّق عليه. قرع الأبواب ولو عبر وجوه متخفية للستْر تبعث رجفة وقلقاً وحرجاً في أرواحهم قبل ألوانهم وملامحهم.

لا نتحدث فقط عمّن هو في سعة من رزقه فضُيّق عليه ليخضع لشرْط المرحلة وحصارها. نتحدث أيضاً عن البسطاء والقنوعين بما توفر وأتيح لهم مما قُدّر وكُتب لهم، وهم على درجةٍ لا يستهان بها من التأهيل والخبرات. نتحدث عن جامعيين في تخصصات بذل أهلوهم كل ما يملكون وضيّقوا على سعَتهم كي ينجزوا حلمهم في حلم من وجدوا من أجله. أولئك أيضاً وجدوا أنفسهم ضحايا الدوائر الشهيرة والوشايات والتربّص بشغْر أمكنتهم ممن هم دونهم قيمةً وتأهيلاً.

وحين نتحدث عن الفواجع تلك بكل آلامها نتحدث عن الارتدادات وما ينتج عنها. هذا التشويه الذي حدث لمستقرين سهروا وتعبوا لا لكي يصادروا تعب غيرهم، بل لكي تستقر الحياة من حولهم، لا يمكن أن يقنع أحداً أن له صلة رحم حتى بالدناءة؛ لأنها ستتبرّأ هي الأخرى من هكذا مستوى لا علاقة له بالأخلاق ولا علاقة بالوهم منها.

نتحدّث عن أكثر بساطة أيضاً ممن لم تتح لهم فرص أن يبرزوا على مقاعد الدراسة والتخصصات، إما لفقر يكاد يكون ظاهرة معتادة وأصبحت جزءاً من تراث البلد، وإما أنهم بطبيعتهم يركنون ويتسابقون إلى سوق العمل نجدةً ورفعاً لشيء من العبء عن أهليهم. وأحياناً لا يتمتعون بذكاء وفطنة ملفتة وشيء من التحدّي لتجاوز واقعهم المؤلم. يذهبون بحثاً عن الفرص بعيداً عن جلْد الشمس لوجوههم وأجسادهم، ليستقر بهم المقام في لحظات حظ نادر في مؤسسات ووزارات وهيئات حكومية، ليطولهم الانتقام الذي طال آلافاً، وتعدّى الأمر تلكم المؤسسات والوزارات والهيئات الحكومية لتمتد قرعة نشوة الانتقام المكشوفة حتى المؤسسات الخاصة التي من المفترض أنها حرة ومستقلة، لكن الابتزاز عمل عمله في السحر. سحر أن تظل في السوق وجيهاً أو تظل عاملاً ملتحقاً بطوابير ممن تم الانتقام منهم بالشبهة والظنّة.

كم من أولئك ينام على الطِوى؟ كم ممن تسبّب في تلك المآسي وتحويل حياة آلاف إلى جحيم ينام مُتْخماً، لكن عن أي طوى في قيمته نتحدث؟ وعن أية تُخمة لا قيمة لها؛ وخصوصاً حين تكون على حساب شقاء وعذاب آخرين.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3927 - الجمعة 07 يونيو 2013م الموافق 28 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 4:39 م

      اذا عرف المتسبب او من اصدر الأوامر يبطل العجب

      كل اللي صار من سبب واحد حقود ولا يعرف لا دين ولا مذهب وهو كالراعي يهش بالعصا وال تركض وتأكل اليابس والخضر ولا يهمها ذاك الفقير المزارع الذي زرع وتعب ولكن الله لهم بالمرصاد وسيدفعون الثمن ولو بعدحين

    • زائر 4 | 10:26 ص

      قهوه ساده وسكر زيادة والسعرات الحراريه

      مسعوره أو ميسوره أوميسره أو مخيره وعليها أت تختار؟ يقال للكلب المسعور كما يقال للنار سعير وزيد سعير الليل.. قد تعني وقد لا تعني العتمه والظلام الدامس أو الليل الأليل. يعني يجمع مال ويعدده وكأنه بخلده أو إذا شبع زياده عن اللزوم وغيره جاع سوى إحسان عبد القدوس ما كان كتب عن هكذا قصص يمكن.

    • زائر 3 | 9:42 ص

      سموم في الهواء كما ملوثات الجو

      تامه وليس فيها نقص ..ليبلوكم أيكم أحسن عملا... لكن العمل بالحسنى وليس بالسيئه، لكن الناس ما عدهم الا ها المال والاعمال. وبعد مثل ما في ربات إبيوت في أرباب عمل وملاك أرضي وعقارات يعني يمكن يملكون بس ما يملكون. كما جرت العادة ولا أحد عرقل لها. أليس كذلك؟

    • زائر 2 | 6:07 ص

      الله العزيز الجبار خلق الجنة والنار بدرجات من النعم والشقاء والجحيم

      الحق والخير بين وظاهر ومعلوم لجميع بني البشر والشر والظلم فاظح ولو زين بزينة الحياة الدنيه ... الاختيار هو الاساس للعالم الجاهل والفرد علي حد السواء ان تتبوء مقعدك من النار ام تختار منزلك في الجنه .... تمحيص واختبار القلوب والافئده ولن تستطيع الافلات من الجزاء يوم الجزاء العضيم

    • زائر 1 | 3:54 ص

      أليسا في بلد العجايب

      كلوا وإشربوا ولا تسرفوا .. لكن عايشين ترف ويقولون إنهم في غنى.. بس ما قص عليهم الشيطان كأنه وداهم في الهاويه مو حطهم في الزاويه.. يعني إبن سيناء في مؤلافاته ما نسى وقال في القانون في الطب إن الميزان لا تاكل واجد ولا تسرف وإلا الزياده بتصيرسم. يعني ما قاله الله صحيح وتام مو ناقص. فلذا لا ينعرف للناس هم ما يتعلمون أو ما يقرءون ما تيسر منه أو تايهين أو هايتين أو معمهون أو سكارى موسكارا لأنهم ماشربوا خمرأً بس عصوا والذي خامر في صدورهم أشد من سكر الخمر.. أو واحد يقول ويش ما يندره. اليس كذلك؟

اقرأ ايضاً