طلب رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أمس خلال محادثاته في موسكو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حليف سورية دعمه، وذلك على خلفية الأزمة السياسية. ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية عن السنيورة قوله «إننا مع تسوية العلاقات مع سورية. اعتقد أن روسيا تستطيع ممارسة ضغط معين في هذا الاتجاه». وأضاف « إن روسيا قدمت دعما سياسيا للبنان وقامت بكل ما في وسعها لإنهاء هذه الحرب الرهيبة».
وأكد السنيورة عقب لقائه بطريرك موسكو ألكسي الثاني أن ما يحدث في لبنان يرجع إلى خلافات سياسية وليست خلافات طائفية أو دينية.
وقال «إن القوى السياسية اللبنانية تريد التوافق وأنه سيبذل قصارى جهده لتحقيق السلام في بلاده. وأعرب عن مشاعر الامتنان والتقدير للمساعدة التي تقدمها روسيا للشعب اللبناني». وبشأن المساعي التي بذلها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وما تردد عن فشل مهمته في بيروت. نفى السنيورة مثل هذه المقولات مؤكداً أن العملية مستمرة وجهود الوساطة التي يبذلها موسى ستتواصل وأنه يجرى تطوير مسعاه.
من جهتها، أفادت وكالة «ايتار - تاس» الروسية أن السنيورة سيلتقي رئيس مجلس الأمن الروسي ايغور إيفانوف وبرلمانيين روس في وقت لاحق ضمن برنامج الزيارة. وكان السفير اللبناني في موسكو صرح قبيل وصول السنيورة أن الزيارة تهدف إلى اطلاع روسيا على معلومات «موثوق بها» بشأن الوضع في لبنان.
ومن جانب آخر، اعتبر السنيورة مجدداً في مقابلة نشرتها صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أن التظاهرات في الشارع التي تقوم بها المعارضة «ليس لها مستقبل» و«لن تؤدي إلى نتيجة والمشكلة لا يمكن حلها بهذه الطريقة».
ورداً على تهديد المعارضة بالتصعيد في حال لم يتم تلبية مطالبها، تساءل السنيورة «التصعيد إلى أي حد؟» مضيفاً «أنهم يعرفون المخاطر وهناك خطوط حمراء في لبنان... لن يتمكنوا من تولي السلطة».
وفي القاهرة، دعا مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان إسماعيل إلى تدخل الدول العربية المؤثرة خصوصاً السعودية ومصر وسورية بهدف حل الأزمة اللبنانية. وأضاف «حتى يمكن حسم الأزمة بصفة نهائية وقبل أن تصبح مشكلة مستعصية مثل بعض مشكلات المنطقة».
وقال قبل مغادرته إلى الخرطوم إنه سيعود والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى بيروت منتصف الأسبوع المقبل لمتابعة جهود حل الأزمة الحالية.
ومن جانبه، ذكر مصدر حكومي لبناني أن المبادرة العربية الرامية لحل الأزمة نجحت على ما يبدو في تأمين ما يوصف بأنه «هدنة الأعياد». وقال إن وساطة موسى توصلت إلى «هدنة» وحققت «نصف نجاح» باتجاه إنهاء الأزمة.
وفي غضون ذلك، جدد الرئيس اللبناني إميل لحود رفضه في مقابلة مع محطة «العالم» التلفزيونية لإجراء انتخابات رئاسية مسبقة، داعياً الجميع إلى التزام الدستور الذي يحدد موعد إجراء هذه الانتخابات. واعتبر انه لا يصح وضع العربة قبل الحصان لذلك يجب إجراء انتخابات نيابية مبكرة وفق قانون عادل وعندها سيظهر من يملك الأكثرية النيابية التي ستنتخب رئيس الجمهورية.
وأوضح لحود أنه شرح لموسى وإسماعيل موقفه من الأفكار المتداولة للبحث في الأزمة الراهنة مشيرا إلى أن الحكومة الحالية لم تعد لها أي شرعية دستورية وهي غير موجودة.
وميدانياً، أستشهد جندي لبناني برتبة عريف متأثرا بجروح أصيب بها أمس الأول بانفجار ألغام أرضية من مخلفات الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب.
وكان جندي آخر برتبة رقيب توفي في الانفجار على الفور فيما أصيب ثلاثة جنود بجروح وتوفي أحدهم اليوم متأثراً بجروحه?
العدد 1562 - الجمعة 15 ديسمبر 2006م الموافق 24 ذي القعدة 1427هـ