العدد 1563 - السبت 16 ديسمبر 2006م الموافق 25 ذي القعدة 1427هـ

أدركوا القضية الأم!

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

في تطور دراماتيكي مؤلم تابع الشارع العربي قضيته الأم ألا وهي القضية الفلسطينية والتي نشأت الأجيال على تقديسها وأنها مقدمة على كل من سواها. ولكن للأسف الصدامات الأخيرة التي جرت بين الفلسطينيين وخصوصاً حركتي «حماس» و»فتح» تنذر بعواقب وخيمة على خريطة الأراضي المحتلة. لأول مرة في التاريخ تستهدف مجموعة مؤتمنة على أمن بلدها رئيس وزرائها العائد إلى أرض الوطن بعد جولة مضنية بحثا عن توفير لقمة العيش لأفراد الشعب. ولأول مرة مجموعة في منظمة التحرير(فتح) تضرب اخوانها العزل الذين خرجوا للتعبير فقط عن ذكرى تأسيس حركتهم المناهضة للاحتلال. ولكن ما لا يستوعبه العقل التسريبات التي تقول إن الرئيس نفسه متورط في منع رئيس وزرائه من دخول البلد، وكذلك تشبث الأخير وجماعته بالسلطة بينما يزداد الوضع المعيشي سوءا كل يوم على رغم الدعوة لانتخابات مبكرة كمخرج للأزمة. لاشك أن كل هذه المستجدات المحزنة وراءها ما يسمى بالمجتمع الدولي «الظالم». لماذا يقبل العالم الحر منع «إسرائيل» للمسئولين من إطعام شعبهم المتضور جوعا؟ لماذا لم تحرك الدول العربية ساكنا في تلك اللحظات التي بقي فيها رئيس الوزراء ثماني ساعات في المعبر وهو جالس على الرصيف؟ أليس لهذه الدول نفوذ في مواقع اتخاذ القرار وهي صاحبة الثروات الهائلة. وحده الاتحاد الأوروبي تدخل في تلك الأثناء، ولكن بطريقة منحازة من دون أن يدين حظر «إسرائيل» لأموال التبرعات. إن التفرج على الاقتتال الداخلي الفلسطيني عيب كبير يؤدي إلى انحدار نحو شفير الهاوية للقضية الأساسية التي يتوجب تداركها قبل ألا يغفر لنا التاريخ والأجيال القادمة التفريط فيها?

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 1563 - السبت 16 ديسمبر 2006م الموافق 25 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً