العدد 1565 - الإثنين 18 ديسمبر 2006م الموافق 27 ذي القعدة 1427هـ

جعل البحرين أكثر أماناً... ورسم خطوات النضال... ولابد من تخليد ذكراه

نواب وشوريون قالوا في الشيخ الجمري:

«كان له دور في جعل البحرين أكثر أمانًا»...«كان يمثل البحرين كلها»...«استطاع أن يهزم قانون أمن الدولة لتشرق شمس الحرية على البحرين»... «كان مدافعًا عن مصالح الناس حين كان نائبًا في المجلس الوطني الذي لم يغب عن اجتماعاته قط». بتلك العبارات عبَّر عدد من أعضاء مجلسي الشورى والنواب عن أسفهم لخسارتهم سماحة الشيخ عبدالأمير الجمري، مؤكدين أنهم بفقدانهم إياه فقدوا رجلاً كان يحتضن شعب البحرين بطائفتيه، مطالبين بتخليد ذكراه الطيبة.

عضو مجلس الشورى عبدالرحمن عبدالسلام كان أحد من عاصر الشيخ الجمري حين كان الأخير عضوًا في المجلس الوطني في السبعينات، وقال: «لي معرفة قديمة بسماحته منذ إنشاء المجلس الوطني في أواخر 1973 وكنت أمين سر لجنة الخدمات التي كان يرأسها، وكذلك أمين سر لجنة الشكاوى والعرائض التي كان يرأسها الشيخ عيسى قاسم وكان الشيخ الجمري عضوًا في تلك اللجنة أيضًا، وقد عرفته عن قرب في تلك الفترة وكان رجلاً ذا خلق عالٍ جدًا وتواضع جم، وطيب السريرة»، مؤكدًا أن سماحته كان من أحرص الناس على مصلحة الناس حينما كان يدافع عنهم في المجلس ويتبنى العرائض والشكاوى التي كانت ترد إلى المجلس، كما أنه كان حريصًا على اجتماعات المجلس ولم يعهد أحد غيابه عن اجتماع قط، واصفًا إياه أيضاً بأنه كان طيب المعشر وكريمًا.

ويذكر عبدالسلام موقفًا للشيخ الجمري والشيخ عيسى قاسم حين وقفا ضد الفكرة التي طرحت في وزارة التربية والتعليم آنذاك بشأن الاختلاط المتدرج الذي يبدأ به في المعهد العالي ثم الثانوي، غير أن الكتلة الدينية بقيادة قاسم والجمري آنذاك حشدوا لهذا الأمر واجتمعوا مع علماء السنة وقاموا بحشد جماهيري لهذه القضية، ومن موقفهما من ذلك المشروع ومعارضتهما له ألغيت الفكرة وتوقفت وقُبرت في مهدها.

وقال: «رحمة الله عليه عانى في آخر أيامه من مرض طويل، ونسأل الله له الرحمة، ونتمنى أن يلهم أهله الصبر والسلوان أولاً، وأن يجبر مصابهم، وأن يلهم أتباعه وهو كمرشد لعدد كبير من الطائفة الصبر والسلوان أيضًا».

من جهته أكد رئيس كتلة الأصالة في مجلس النواب غانم البوعينين أن الشيخ الجمري كان من رجالات البلد الذي يحسب له أنه تفهم المتغيرات التي حدثت في البلد، وكان عونًا من أجل استقرار البلد ومن أجل المضي في العملية الإصلاحية التي دشنها جلالة الملك. لافتًا إلى أنه وعلى رغم تنوع عمله خلال فترات عمره فإنها كانت تصب كلها في مصلحة البلد.

أما عضو كتلة الوفاق النائب جاسم حسين فأكد أن ما تميز به الشيخ الجمري امتلاكه قيمًا نبيلة عدة وبالصبر والجهاد في سبيل تحقق القيم والمثابرة عليها، ناهيك عن كونه مثالاً للإخلاص والتفاني والتضحية والإيثار، آملاً أن يتم تخليد الشيخ الجمري بصورة رسمية نظرًا إلى ما يمثله بالنسبة إلى الشارع البحريني، كما أمل أن يتم إعلان الحداد على وفاته.

وقال: «كان لسماحته دور في جعل البحرين أكثر أمانًا، وذلك بسبب حكمته في إدارة الأزمات، وأتمنى أن يكون رحمة للبلد في أيام وفاته وأن تؤدي وفاته إلى زيادة اللحمة بين المواطنين».

وبدوره قال عضو كتلة الوفاق النائب السيدعبدالله العالي: «فجعنا كما فجعت البحرين برحيل الأب المجاهد الشيخ الجمري، ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نرفع أبلغ التعازي إلى عائلة الفقيد وإلى حكومة البحرين وشعبها بهذا الرحيل»، مذكرًا بما قام به الشيخ الجمري من جهود من خلال رسم خطوات النضال والكفاح من أجل الوطن والمواطنين، مشيرًا إلى أن العزاء الوحيد في رحيل سماحته هو فيما تحقق للبحرين من صوت مسموع في الأوساط الدولية من خلال دعوته إلى حكم الشعب وتداول السلطة وإيجاد برلمان فاعل، آملاً من الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وشعب البحرين الصبر والسلوان.

النائب عزيز أبل اعتبر وفاة الشيخ الجمري خسارة كبيرة، مشيرًا إلى اعتزازه بالعلاقة التي تجمعه بسماحته، واصفًا إياه بأنه كان رجلاً كبيرًا بحجم البحرين كلها، مؤكدًا أن الشيخ الجمري كان يمثل البحرين كلها، ولم يكن يتعامل مع شعب البحرين إلا كونهم يمثلون كل الشعب.

وقال أبل: «تمتعت بعلاقة خاصة مع الشيخ الجمري وخصوصًا خلال فترة إقامته الجبرية التي فرضت عليه من دون أساس قانوني وكنت على اتصال معه دائم بهدف كسر العزلة»، مشيرًا إلى أن الشيخ كان قد دعاه إلى حضور طلب يد ابنته في فترة إقامته الجبرية غير أنه لم يتم السماح له بالدخول إلى منزل الشيخ من قبل رجال الأمن».

غير أنه أشار إلى أنه تمكن وللمرة الأولى من زيارته في فترة الإقامة الجبرية حين سمح له تقبل العزاء في وفاة أحد أفراد عائلته، إذ تشرف بالسلام عليه للمرة الأولى في هذه الفترة، مبينًا أنه بعد مجيء جلالة الملك إلى الحكم ورفع الإقامة الجبرية عن سماحته تمكن من مقابلته للمرة الأولى في مجلسه ودار معه حديث وديٌّ، لافتًا إلى أنه كان أحد أعضاء الفريق الاستشاري لسماحة الشيخ الذي كان يستشيره مع كل من حسن رضي وعلي العريبي في أمور عدة وكان يسمع الآراء ويسمع التفاصيل، واصفاً إياه بأنه كان مثالاً للرجل الديمقراطي الذي لم يميز بين أي من أبناء شعبه وإنما كان دائمًا يسعى إلى تكريس الوحدة الوطنية.

وأشار بذلك إلى مبادرة الشيخ الجمري بزيارة جمعية الإصلاح ومحاولته الجادة للإصلاح عبر دعوة الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة والتي كانت بدايات إيجابية لتعزيز الوحدة الوطنية، مؤكدًا أن البحرين فقدت الرجل القائد الذي أمل من أبنائه أن يبقوه حيًّا دائمًا في قلوبنا.

أما عضو مجلس الشورى فؤاد الحاجي فأكد أن الشيخ كانت له مكانته كرمز من الرموز الوطنية وأدى ما عليه تجاه وطنه ودينه وشعبه وكان أحد المخلصين لهذا البلد، موضحًا أن معرفته الشخصية بسماحته تعود إلى أكثر من 20 عامًا حين كان خطيبًا لعدة سنوات في مأتم بن رجب ناهيك عن علاقته بالهيئة العامة للمواكب الحسينية. وقال عنه: «كان نعم المرشد والخطيب الحسيني، وحتى في موسوعة الخطباء الحسينيين كانت هناك إشادة بالشيخ الجمري الذي هو ممن خدموا آل البيت وكان داعية وطنية ويمثل أنموذجًا مثاليًّا للشخصيات التي افتقدناها ونحن في أمس الحاجة إليها في مثل هذه الظروف ونسأل الله أن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان في وفاة مصلح اجتماعي بمكانة الشيخ الجمري».

من جانبه قال عضو كتلة الوفاق النائب جلال فيروز: «في هذا اليوم فقدت البحرين رمزًا تاريخيًّا وركنًا ركينًا من حضارة البحرين المعاصرة، بفقدها الشيخ المجاهد الجمري الذي كانت له بصماته الكبرى على تطوير الحياة السياسية وإرهاصاتها خلال 4 عقود من الزمن، ويمثل الجمري أنموذجًا يحتذي به شعب البحرين للاستنارة في درب النضال والسعي لإحقاق الحقوق، إذ إنه كان أبيًّا في استنهاض الهمم ودفع المظالم. ولم تستطع الأموال والعطاءات شراء ذمته وواصل درب الجهاد مؤثرًا غياهب السجون ومكاره الإقصاء على قبول أنصاف الحلول أو الابتعاد عن النضال السياسي».

وأشار فيروز إلى أن سماحته ومنذ ستينات القرن الماضي باشر حركة التنوير والتوعية وبلورة خط جهاديٍّ تواصل حتى استطاع أن يهزم قانون أمن الدولة لتشرق شمس الحرية على البحرين، مشيرًا إلى أن النواب في انعطافتهم البرلمانية الجديدة بحاجة إلى فكر وتجربة الشيخ الجمري ليستبينوا طريقهم في إعمال الحكمة للوصول إلى برلمان كامل الصلاحية مرددين مقولة الجمري إن هذا البرلمان ليس هو الذي ناضل من أجله الشعب.

وأضاف أن الجمري سيبقى مشعلاً وضاءً لأجيال مقبلة تستنير بهديه إلى أن تصل إلى الحقوق الشعبية الكاملة كما أرادها الشيخ الجمري، مشيرًا إلى أن سماحته استراح من هموم ومكاره دروب النضال وبقيت على كاهل محبيه مسئولية استكمال درب الجمري?

العدد 1565 - الإثنين 18 ديسمبر 2006م الموافق 27 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً