العدد 1566 - الثلثاء 19 ديسمبر 2006م الموافق 28 ذي القعدة 1427هـ

الجمري: لا أريد إلاّ ما فيه مصلحة وخير الوطن وإزالة الفجوات بين الشعب والحكومة

«الوسط» تنشر وثيقة عن لقاء الشيخ الفقيد بالوزير جواد العريض

في 23 يناير/ كانون الثاني 2001، قبيل الانفراج السياسي، كتب المرحوم الشيخ عبدالامير الجمري تقريرا مفصلا عن لقاء جمعه مع الوزير سابقا ونائب رئيس الوزراء حاليا جواد العريض... جاء فيه:

تلقيت اتصالا هاتفيا أمس (في 22 يناير 2001) الساعة 10 صباحاً من الوزير جواد العريض يطلب فيه ان يزورني بعد نصف ساعة، فأعطيته موافقة، واتصلت بصادق ومحمد حسين واخبرتهما فحضرا، ولم أطلب جميلا لئلا يغلق مكتبه، وجاء الوزير على الوعد والوقت، فاستقبلته وابدى من التحية والتقدير ما هو ملفت للنظر كتقبيل جبيني وابداء الأشواق الكبيرة لي، وبعد تقديم الشاي له، قال: انا لم أجىء لأطلب شيئاً وإنما أتيت مرسلاً من سمو الأمير لأبلغك سلامه فقط، فقد كنا البارحة عنده على وجبة عشاء فقال اريد ان تذهب الى الشيخ عبدالامير الجمري وتبلغه سلامي. فشكرته وشكرت الأمير، ثم أخذ وأخذت في الكلام وألخص ما دار الكلام حوله في الامور التالية:

أولا: قال: اني قلت للأمير لما أمرني بالمجيء وما أصنع مع هؤلاء الجلاوزة الذين بباب الشيخ؟... فقال - وأشار الى وزير الداخلية الذي كان حاضرا معهم - «يُدبّر الأمر بهذا الخصوص. هذا - والكلام لجواد - واني قلت لهم - أي المسئولين - بعد اطلاقك: مادمتم طلقتموه فلماذا هذا الحصار؟ علما بأني عندما اتيت استئت من رؤيتهم هؤلاء، ورأيت منهم ما سائني.

فقلت له (أي الجمري قال للعريض): لعلمك انهم فصلوني بالكامل عن الناس وفصلوا الناس عني، وقبل ليلتين طلبت زيارة اخي وشقيقي علي لانه مريض فمنعوني. اضافة الى وجود فواتح في القرية يهمني الذهاب اليها ولايسمحون لي، وهذه نقطة ضعف عند الدولة، إذ تجعلنا نتعامل مع هذه الوجوه.

فقال: اني سأعمل هذا اليوم على رفع الحصار وان لم يرفع اليوم فغدا، ولاشك انه قد اعطي الضوء الاخضر للابلاغ برفع الحصار، وحتى اليوم لن يرفع.

ثانيا: أثار الحديث عن الميثاق الوطني بشكل سريع ومختصر، فقلت له: انا قلت لوزير الداخلية في لقائي معه أمس «اذا يتعارض مع الدستور فإنه لايمكن قبوله». فقال - أي جواد - «أبدا انه يسند الدستور ويهيىء له ولايمسه»، عينا مثل كلام وزير الداخلية الذي قابلته قبل يوم واحد.

ثالثا: قال: ان الامير قال لي «أبلغ السلام الشيخ الجمري وقل له ماذ يريد ان أفعل فأنا مستعد». فقلت له «لا أريد الا مافيه مصلحة وخير هذا الوطن، وازالة الفجوات التي تفصل الشعب عن الحكومة».

رابعا: قال» انت الآن ماهو توجهك وماذا ستعمل؟ فقلت له: انا توجهي وعملي معروف، فانا رجل دين، امارس صلاة الجماعة، واوجه الناس وامارس حوزتي التي غلقت ظلما، وهي حصيلة عمري، وتضم قرابة مائة طالب، مع انها لم يثبت انها قامت بعمل ضد النظام، ودستورها الذي هو موجود نسخة منه عند المخابرات ينص على انها لاتتدخل في الامور السياسية، ومع ذلك اغلقت لحد الان.

خامسا: قال: انت الان من أين تعيش وكيف تصرف؟ قلت له: انا بخير، فالأولاد لايقصرون، محمد جميل عنده عمل حر، وصادق موظف، ومحمدحسين موظف، وانا غير محتاج.

سادسا: تطرق الكلام الى ذكر جمعية التوعية الاسلامية، فقلت: أليست وصمة في جبين هذا البلد ان تغلق الجمعية وتبقى مغلقة حتى الان؟! مع مالها من ثقل، وماتمثل؟ فقال: انها دخلت في امور غير لائقة وتحزب. قلت له: لو افترضنا ان ما أدعاه الامن من تورط ثلاثة او اربعة افراد في امور غير مقبولة، فإن هؤلاء يحاسبون فقط، اماالجمعية فلا تغلق وليس هناك قانون او نظام يبرر اغلاق مؤسسة دينية تربوية مثل ماذكرت. قال: دع عنك مامضى ودعنا نتكلم في الحاضر، وهذه الكلمة كان يكررها وزير الداخلية في لقائي معه المذكور انفا.

سابعا: مر ذكر الاستاذ ابراهيم العريض، فسألت عنه وقلت اتمنى ان ازوره. فقال: اليوم انا اذهب اليه وأحدد الزيارة وانا آخذك اليه بسيارتي. قلت له: اشكرك ولكن اذا حددت الزيارة فإني أجيء بسيارة الولد صادق?

العدد 1566 - الثلثاء 19 ديسمبر 2006م الموافق 28 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً