ينتظر أن تقدم هيئة تنظيم الاتصالات في البحرين على خطوة جديدة في بداية العام المقبل في مسيرة زيادة تحرير قطاع الاتصالات الذي قامت المملكة بفتحه أمام الشركات العالمية للمنافسة في العام 2003 بعد السماح للشركات بتقديم خدمة الهاتف الثابت اللاسلكي والذي فازت به شركة إم تي سي فودافون البحرين وشركة مينا تيليكوم.
ويرى رئيس العمليات التنفيذي في شركة إم تي سي فودافون أحمد الشطي أن تحرير قطاع الاتصالات في المملكة سينمو بقوة في حال قيام هيئة تنظيم الاتصالات بتقديم رخص للشركات العالمية التي تقدم خدمة الاتصالات والسماح لها بمد خطوط بحرية (Fiber Optics) التي تغذي الاتصالات مع العالم الخارجي.
وأبلغ الشطي «مال وأعمال» على هامش اجتماع لشرح الخدمات الجديدة للشركة «أنا في نظري أن عملية الوصول إلى الزبون بشكل مباشرة ستكون هي الخطوة القادمة. الآن هناك شركات كثيرة ولكن الوصول إلى المستهلك يأتي عن طريق قناة واحدة وأن الوصول إلى المستهلكين إذا كان متاحاً إلى جميع الشركات سيعطي دفعة وسيغير من نموذج قطاع الاتصالات في البحرين».
وقال الشطي «نظام الموبايل أعطى قدرة للشركات للصول مباشرة إلى الزبون من دون أي بنية تحتية ولكن الاتصالات الثابتة والمعلوماتية (الانترنت) للمنازل والشركات يأتي عن طريق الشركة التي تملك الخطوط التحتية وشركة واحدة».
ولم يذكر الشطي اسم الشركة ولكن الشركة الوحيدة التي لديها بنية تحتية قوية في الاتصالات هي شركة البحرين للاتصالات (بتلكو) التي يمكن توصيل الخدمة إلى المنازل والشركات.
وقال الشطي إن هناك ثلاثة خطوط رئيسية (Fiber Optics) تغذي قطاع الاتصالات في البحرين «وتملكها شركة واحدة من ضمنها فلاج شركة (Flag) بحيث يصبح للمواطن الحق أن يختار الاتصال عن طريق أي شركة وستزيد اتصال البحرين مع العالم».
وأضاف «الخطوة الأولى التي عملتها البحرين جعلت الشركات مقدمة الخدمة في اتصال مباشر مع المواطنين وأن الخطوة التالية هي تمكين المواطنين والشركات من الاتصال مع العالم الخارجي عن طريق أكثر من شركة. الآن الذي يملك هذه القضية هي شركة واحدة والخطوة الثانية هي (قد تكون) الترخيص للآخرين».
كما ذكر أن الخيار المقدم الآن لشركة ام تي سي والتي فازت برخص الهاتف اللاسلكي «سيكون عن طريق القمر الاصطناعي وهذا مكلف مقارنة بالكيبل البحري وأن الخطوة القادمة هي إعطاء رخص جديدة للكيبل البحري بحيث يصبح للشركات اتصالات مع العالم».
ورد على سؤال بشأن توقعه إقدام البحرين على هذه الخطوة فقال: «البحرين خطت خطوة لا تستطيع الوقوف عندها لأن خطة تحرير الاقتصاد والتي من ضمنها تحرير صناعة الاتصالات يجب أن تلازمها خطوات متتالية. البحرين سبقت الدول في تحرير الاتصالات وأن الفرق يجب أن يستمر حتى تكون البحرين جاذبة للاستثمار».
وأضاف نحن متفائلون لأن الخطوات التي تقوم بها هيئة تنظيم الاتصالات بين فترة وأخرى خطوات مدروسة وهي مستمرة في تقديم الجديد لقطاع الاتصالات وأن الخطوة المقبلة قد تكون بشأن الخطوط البحرية مع العالم على رغم أنها ليست الوحيدة ولكنها مهمة. وتعتبر الخطوط البحرية أقل كلفة من القمر الاصطناعي (الساتيلايت).
وقال: إن شركة إم تي سي فودافون البحرين تستخدم vsat ولكن الكيبل البحري سيعطي الشركات القدرة على المنافسة.
وتطرق الشطي إلى المنافسة في سوق البحرين بين الشركات التي تقدم خدمات الاتصالات فقال: إن وجود نحو 160 رخصة في البحرين أمر «ليس بقليل ويحتاج إلى التفكير في الخطوة القادمة وأن المنافسة في قطاع الاتصالات كانت متوقعة بسبب أن البحرين اتخذت قراراً استراتيجياً بتحرير قطاع الاتصالات».
وقال الشطي: «حسب تجربة الدول لابد في فترة ما ستزيد المنافسة عند تحرير السوق وأن وزيادة المنافسة سيكون مردودها في النهاية على المجتمع لأن الشركات ستتنافس ولكنها ستتنافس في مجال الجودة وليس في اتجاهات أخرى وأن اتجاه الجود?ة سيعطي قوة إلى المجتمع البحريني.
المجتمع البحريني الآن يؤسس إلى مرحلة قادمة تحتاج إلى بنية تحتية وان الاتصالات هي أساس البنية التحتية المستقبلية».
وأضاف «أنا لست خائفاً من المنافسة ولا البحرين فالمنافسة في النهاية تعطي جودة ونظاماً متكاملاً للبنية التحتية لقطاع الاتصالات في البحرين. صحيح أنه للوهلة الأولى فإن كثرة اللاعبين قد (تؤثر في السوق) ولكن من طبيعة الأسواق أن يكثر فيها اللاعبون وسيبقى اللاعبون الذين سيساهمون في النهاية في بناء البنية التحتية».
وبدأت شركة إم تي سي فودافون البحرين عملها في المملكة لتقديم خدمة الهاتف النقال في نهاية العام 2003 بعد أن فتحت البحرين سوق الاتصالات للمنافسة العالمية ما كسر احتكار بتلكو لخدمة الهاتف الجوال على رغم أن الشركة لاتزال تحتكر خدمة الانترنت للمنازل والشركات?
العدد 1567 - الأربعاء 20 ديسمبر 2006م الموافق 29 ذي القعدة 1427هـ