يبدو أن منافسات كرة الطائرة في هذا الموسم ستحمل في طياتها الكثير من المفاجآت التي ستضفي المزيد من الإثارة والندية في المسابقات وخصوصا البطولة الكبرى بطولة الدوري الممتاز، على غرار كرة السلة. نتائج ومستويات الفرق خلال الجولتين الماضيتين، وعلى رغم واقعية معظمها فإن هناك بعض النتائج المفاجئة، وخصوصاً فوز داركليب على المحرق والأهلي على البسيتين ثم خسارة الأهلي أمام النصر بثلاثة أشواط نظيفة. لسنا هنا بصدد تحليل المباريات وأسباب الفوز والخسارة، لكن الأهم هو عودة الروح إلى المسابقات المحلية، والتي سينعكس مستواها بالتأكيد على أداء ومستوى المنتخب الوطني الذي كان أملنا في الألعاب الجماعية على المستوى الخليجي، ولكنه شهد تراجعاً في مستواه في السنتين الماضيتين. وباعتقادي أن الاتحاد أصاب عندما سمح للأندية بالتعاقد مع لاعبين محترفين في كل فريق، وقد يقول البعض إن كرة الطائرة في البحرين غير محتاجة للمحترفين، ونحن نخالفهم الرأي لأن وجود اللاعب المحترف سيفيد المسابقات المحلية كثيراً، فالكرة الطائرة من الممكن المنافسة فيها إذا كنت تملك لاعبين اثنين مميزين فقط، وهناك الكثير من الأدلة سواء في البحرين أو خارجها، لذلك وجود المحترفين سيزيد من رقعة المنافسة، ونشهد فرقا جديدة تدخل على خط المنافسة بسبب تعاقدها مع لاعبين محترفين متميزين، كما هو الحال مع الأهلي في الوقت الحاضر. من جهة أخرى، سيدفع وجود اللاعبين المحترفين اللاعبين المحليين إلى بذل أقصى ما لديهم من أجل الحصول على مكان أساسي في تشكيلة الفريق، وبالتالي سنكتشف الكثير من والمواهب والمستوى الحقيقي لجميع اللاعبين، ومن ثم سيرتفع المستوى الفني للفرق وللدوري عموماً، وسيكون المستفيد الأكبر هو المنتخب الوطني. وبقيت المسئولية الآن ملقاة على عاتق الاتحاد من حيث تنظيم مسابقاته وجدولتها والاستقرار في البرامج الموضوعة للمسابقات، وعدم تغييرها إلا في أحلك الظروف وفي نطاق ضيق من أجل المصلحة العامة للمسابقات، كما يجب العمل على إيجاد الرعاة الرسميين للمسابقات ووضع الحوافز للفرق واللاعبين والجماهير من أجل النهوض بالمسابقات ووضعها على القمة كما كانت سابقا، وشاهدنا في السابق حجم الحضور الجماهيري في مباريات كرة الطائرة، لكنه تراجع بشكل كبير في المواسم الثلاثة الماضية.

عموما، تبقى أمنياتنا أن نشاهد دوري كرة طائرة متميزا يعيد لهذه اللعبة هيبتها، كما ستبقى أمنياتنا قائمة في دخول فرق جديدة على خط المنافسة الجدية على الألقاب المحلية، وكسر احتكار فرق النصر والمحرق والنجمة لبطولات هذه اللعبة لما يزيد عن 20 عاماً، وأن نشاهد المدرجات ممتلئة، مع علمنا بأن المدرجات لن تمتلئ إلا عندما تقدم الفرق المستوى الجيد والذي يمتع الجماهير ويجبرها على الذهاب إلى صالة مركز الشباب?