العدد 1577 - السبت 30 ديسمبر 2006م الموافق 09 ذي الحجة 1427هـ

«أزمة» البنى التحتية!

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

مع إطلالة عيد الأضحى المبارك، يبدو أن لا عزاء للناس الذين تجرعوا الويلات بسبب ضعف البنى التحتية وما آلت إليه الأحوال بعد سقوط سحابة الأمطار العابرة التي ضلت طريقها ورمت ما ببطنها من مياه.

ونحن لا نبالغ حين نصف ما جرى بـ «الأزمة»، فلا يوجد تعريف آخر بعد أن فاضت مياه المجاري واختلطت بالأمطار، بل إن بعض المناطق تحوّلت إلى أشبه بزرائب الأبقار حين تختلط أرضها بالماء! وفي بعض المناطق كأم الحصم والحورة كان الأطفال يلهون ويلعبون في مياه المجاري ظناً منهم بأنها مياه أمطار، ولم يكفّوا عن ذلك إلاّ حين اكتشف الأهالي رائحة المجاري التي كانت تفوح من ملابسهم الملوثة.

هل هي مشكلة الشوارع غير المستوية؟ هل هي مشكلة عدم تنظيف مصارف المياه؟ هل هي مشكلة الأراضي والمناطق غير المسفلتة؟... دعونا نتوقف عند هذا الحد من الأسئلة، لأن المتلظي بالنار هو من يشعر بحرارتها ولا يفيده تعاطف الآخرين حتى وإن كانوا محقين في تعاطفهم لأنه الوحيد الذي تجرع الحرارة والمرارة. ولنقرب المثال أكثر، فزيارة واحدة إلى قرية جد الحاج، أو جنوسان نظنها كافية لكي يستوعب المسئولون حجم المسئولية في البلد، أما الجلوس على كراسي تلكم الوزارة أو الإدارة فلن يجدي نفعاً. ومهما كانت التصريحات التي نقرأها في الصحافة -كالعادة- صادقة فإنها لن تكون مؤثرة لو أن أحد المسئولين تجشم العناء ونزل من سيارته ومشى بضع خطوات في وحول جدالحاج والشاخورة.

ولعل الصور التي طالعتنا بها الصحافة عن أزمة الأمطار كفيلة بنقل جزء من معاناة الناس، ولا ندري إن بدأت الوزارات والجهات المعنية بتنظيف مصارف المياه والمجاري استعداداً لأي سحابة ضالة أخرى. ويا ليت المشكلة كانت في الشوارع والطرق فقط، بل إن وقعها كان أشد على المنازل، ومرة أخرى (ابتلش الفقاره)، بعضهم غرق في المياه التي دخلت إلى المنزل من الشارع مباشرة وظلت (الصفاري) تسبح وتدور حيثما شاء تيار المياه، وآخرون أبى المطر إلاّ أن يزورهم فنزل عليهم من السقوف المتهاوية وظلت سقوفهم تبكي على حال ساكنيها!

مساكين هم الأعضاء البلديون الجدد، رماهم حظهم في فوهة المدفع وترى القوم سكارى وما هم بسكارى ولكن «عذاب سقوط الأمطار» شديد! بعضهم لم يهنأ حتى بنزول الراتب وصبّ عليه الناس جام غضبهم واتهموه بتسلم المبالغ الطائلة على حساب راحة الناس! المشكلة الوحيدة التي لا يعرفها الناس أن الأعضاء البلديين لا دخل لهم بما يجري وما باليد حيلة. ولاحتواء «الأزمة» أسرع البلديون في إدراج أكبر قدر ممكن من المنازل المتضررة تحت مظلة مشروع الخدمة الاجتماعية وإصلاح ما يمكن إصلاحه من السقوف المتهاوية، ونقل العوائل المتضرّرة إلى شقق سكنية لحين إيجاد حل لأزمة الأمطار أو انتظار توقف هطولها، وهو أمر لا يمكن التنبؤ به في أجواء البحرين المتقلبة?

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 1577 - السبت 30 ديسمبر 2006م الموافق 09 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً