التطوير وليس الثورة هو ما يبدو انه شعار جوزيه مورينهو في فترته الثانية كمدرب لتشلسي ويدرك الرجل البرتغالي انه ربما يضطر للانتظار لحصد ثمار ملموسة من الإستراتيجية الجديدة للنادي الذي يلعب في الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم.

واستخدم مورينهو أسلوبا مختلفا تماما عندما تولى تدريب تشلسي لأول مرة في 2004 وانفق ثروة على مواهب جاهزة مثل ديدييه دروغبا ومايكل ايسيان وريكاردو كارفاليو وباولو فيريرا.

لكن تشلسي استثمر الكثير في قطاع الشباب خلال العام أو العامين الماضيين وتعاقد مع لاعبين مثل إدين هازارد واوسكار وروميلو لوكاكو وكيفن دي بروين ويتوق المدرب الجديد للعمل مع اللاعبين الأصغر سنا.

وقال مورينهو في أول مؤتمر صحافي له بعدما وقع عقدا لأربع سنوات: «الموقف مختلف لكني أريد خوض هذه التجربة. لم تتغير طبيعتي ولن اقبل بالتطور بدون محاولة الفوز. أبدا»، وأضاف «محاولة تحقيق الفوز أكثر صعوبة من محاولة أن تكون ناجحا وفي الوقت نفسه تطور لاعبين شبان وتمنح الفريق شخصية. لكني أريد ذلك خلال هذه المرحلة من مسيرتي».

وتابع «امتلك الألقاب والمال. أريد تحديات. لا شيء يحفزني أكثر من التحديات. الأمر يتعلق بتغيير النادي. والنادي يعتقد ذلك أيضا».

ولعب هازارد واوسكار دوما في التشكيلة الأساسية في الموسم المنصرم إذ فاز تشلسي بكأس الأندية الأوروبية وتأهل لدوري أبطال أوروبا بحصوله على المركز الثالث في الدوري الممتاز.

وأمضى المهاجم لوكاكو والجناح دي بروين والمدافع توماس كالاس الموسم معارين إلى وست بروميتش البيون وفيردر بريمن وفيتيس ارنهيم على الترتيب لكن مورينهو أشار إلى أن الثلاثة سيعودون إلى الفريق على الفور.

وقال المدرب البالغ عمره 50 عاما: «تخيلوا إذا أعدنا لوكاكو ودي بروين وربما كالاس. استعادة 3 لاعبين. هذا الإنفاق يساوي صفرا لأن الاستثمار تم من قبل»، واستطرد قائلا: «أنا أكثر من سعيد بفعل ذلك وبمساعدة هؤلاء الشباب على التطور. ليس بناء الفريق لأن الفريق له هيكل. لكني أريده أن يتطور».

وكان لمورينهو نبوءة متهورة عندما انضم إلى تشلسي في المرة الأولى وتوقع إن النادي اللندني سيفوز بلقبه الأول في الدوري الممتاز في 50 عاما في الموسم التالي مباشرة.

وأوفى مورينهو بتعهده كما أضاف لقبا ثانيا على التوالي في 2006 لكن هذه المرة كان متحفظا بشكل أكبر.

وقال المدرب السابق لريال مدريد وإنتر ميلان وبورتو: «لا أريد أن يدفعني احد لهذا الطموح. امتلك حافزا كافيا وثقة في نفسي».

وأضاف «إذا لم نفعلها لكن أظهرنا تطورا في الموسم الأول وإننا نسير في الطريق الصحيح فأعتقد إننا سنكون الأبطال في الموسم الثاني».

كما قال مورينهو إن فرناندو توريس قد لا يزال له مستقبل في النادي على رغم انه فشل في الارتقاء لمستوى التوقعات دائما منذ ترك المهاجم الاسباني ليفربول قبل عامين ونصف العام في صفقة انتقال بريطانية قياسية بلغت قيمتها 50 مليون جنيه إسترليني (77.63 مليون دولار).

وقال المدرب: «انه لاعب متعاقد مع تشلسي وهو أكثر من سعيد بالبقاء وبذل الكثير من الجهد. اعتقد أن يستحق احترامي على الأخص واحترام النادي»، وتابع «هذا الاحترام يبدأ من الحديث معه وجها لوجه بعد كأس القارات (في البرازيل هذا الشهر) وبعد ذلك التوصل لأفضل قرار لنا جميعا. إذا كان الأفضل لنا جميعا هو بقاء فيرناندو لنساعده ونحاول استخراج أفضل ما عنده».

وتوقع لاعب تشلسي السابق الفرنسي فلوران مالوا نجاح المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو في تدريب البلوز في تجربته الثانية بعد فترة 2004 و2007.

وقال مالودا لموقع «غول»: «انه مدرب رائع وسيقود تشلسي للقمة. على الرغم من انه لم يبلِ بلاء حسنا مع ريال مدريد، إلا انه الرجل المناسب لتشلسي وسيكون قادرا على الفوز بالمزيد من البطولات»، وأضاف «لقد كان هنا من قبل ويعرف اللاعبين والجماهير والإدارة جيداً. وبالطبع يعرف معركة البريميرليغ بشكل جيد، ولذا فلن يكون هناك أي مشاكل بالنسبة له».