العدد 3935 - السبت 15 يونيو 2013م الموافق 06 شعبان 1434هـ

العلاقات المباشرة بين الشعوب: الثقافات والتفاهم المتبادل من خلال الدبلوماسية العامة (2-2)

تارا سونشاين comments [at] alwasatnews.com

وكيلة وزارة الخارجية الاميركية للدبلوماسية العامة والشؤون العامة

وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للدبلوماسية العامة والشئون العامة في كلمة أمام المنتدى العالمي الأميركي الإسلامي بالدوحة، 9 يونيو/ حزيران 2013

 

إن حكومة الولايات المتحدة ملتزمةٌ بالتواصل مع الشعوب في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المجتمعات المسلمة، التي تلعب دوراً رائداً في العديد من المجالات، بدءًا من العلوم والرياضيات ووصولاً إلى الطب والفنون. أقول «المجتمعات المسلمة» لسبب معيّن، فبصفتي دبلوماسية في مجال الدبلوماسية عامة، ملتزمة بتعزيز العلاقات المباشرة بين الشعوب، أرفض فكرة التحدث إلى كيان واحد باعتباره «العالم العربي» أو «العالم الإسلامي»، أو حتى «القارة الأفريقية» أو «الشعب الأميركي». فنحن أفراد لنا إيماننا ومعتقداتنا وهويتنا وتاريخنا وذكرياتنا ومسيرتنا الخاصة. إننا ندرك مدى أهمية إعطاء الكرامة لجميع الأصوات. ويشمل ذلك المسلمين في الدول ذات الأغلبية المسلمة فضلاً عن المسلمين الذين يعيشون كأقليات في جميع أنحاء العالم.

إن كل مبادرة تعليمية، أو مبادلة ثقافية، أو برنامج منح فولبرايت يساهم في التأثير التراكمي للأعمال التي نبادر بها. وعليه، فإننا نستمع ونعمل مع طائفة مختلفة من المجتمعات المدنية، والشركات، ومؤسسات الأبحاث، والمدارس الابتدائية، والمخيمات الصيفية، ووسائل الإعلام، وذلك لأن الموجودين فيها لديهم الكثير ليفعلوه فيما يتعلق بكيفية تطور المجتمعات بالقدر نفسه الذي يفعله صانعو السياسة في تلك المجتمعات. نتوسط لتأمين الشراكات بين المؤسسات والجامعات الأميركية في جميع أرجاء البلدان ذات الأغلبية أو الأقلية المسلمة، لزيادة تدفق الطلاب للدراسة في الولايات المتحدة، وكذلك الأمر بالنسبة للطلاب الأميركيين الذين يذهبون بالاتجاه المعاكس.

لقد أنشأنا برامج لريادة الأعمال والتدريب المهني، ووسعنا نطاق برامج تعليم اللغة الإنجليزية لتصل إلى أكبر عدد ممكن كي يتمكن عدد أكبر من الشباب من الازدهار والتنافس في الاقتصاد العالمي. ونشارك القطاع الخاص في جمع رواد الأعمال الطموحين مع المستثمرين المبادرين أو قادة الشركات، وننظم مسابقات في مجال الأعمال التجارية كي تتمكن الأفكار من العثور على منتديات، واجتذاب الاستثمارات، وبناء الاقتصادات.

وفيما يتبادل الناس الحوار، ويتبادلون التجارة، ويستثمرون، ويتفاعلون مع وسائل الإعلام الاجتماعية كأداة مركزية لهم، فإننا نستخدم أحدث أساليب فن إدارة الدولة والحكم للقرن الواحد والعشرين بطرق مبتكرة، ونتواصل مع الناس في الحوار على «غوغل»، وفي جلسات «سكايب»، وفي منتديات الإنترنت. وإذا لم ننضم إلى تلك الحوارات في جميع أنحاء العالم، فإننا نخاطر بأن نصبح لا علاقة لنا بمجريات الأمور.

ومن خلال برامج مثل مبادرة نساء التكنولوجيا، فإننا نتواصل مع النساء والفتيات، ونستقدم نساء مهنيات متخصصات في العلوم والتكنولوجيا إلى حضور أحداث التواصل الاجتماعية، والانضمام إلى دورات إرشادية تقدمها الشركات في المركز الصناعي في سليكون فالي - نساء من الجزائر ومصر والأردن ولبنان والمغرب والأراضي الفلسطينية وتونس واليمن. ونجري أيضاً حوارات واسعة بين الأديان، بدءاً من استضافة زيارات التبادل بين أئمة المساجد وكبار رجال الدين الآخرين مع نظرائهم في الولايات المتحدة وصولاً إلى استقدام رجال دين مسلمين من تشاد، وعلماء دين من باكستان، وقيادات دينية من اليمن إلى الولايات المتحدة للتفاعل مع الأميركيين وتبادل التجارب معهم.

ونعمل على تعزيز المواطنة الفعالة من خلال دعوة قادة شباب من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لحضور ورش عمل لتطوير الروح القيادية، بما في ذلك التدريب أثناء العمل في ولايات كاليفورنيا ونورث كارولينا ويوتا. وندعو شباباً دون العشرين ممن يتحدثون اللغة العربية إلى جامعة ولاية أيوا للمشاركة في ورش عمل للكتابة باللغة العربية والإنجليزية مع نظرائهم الأميركيين من جميع أنحاء الولايات المتحدة.

وكما أظهر ذلك الربيع العربي، فإن الناس في هذه المنطقة قد عبّروا عن احتياجاتهم بوضوح: إنهم مستعدون للعيش حياة أفضل من خلال المشاركة السياسية والفرص الاقتصادية. غير أنهم يحتاجون إلى دعم وإرادة حكوماتهم والمجتمع الدولي. ولا تزال العمليات الانتقالية في تطور وستستغرق سنوات عديدة لكي تثمر عن نتائج، وهذه العمليات الانتقالية ليست محصورةً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فقط. فقد تحدث الرئيس كرزاي الليلة حول عملية انتقال أفغانستان إلى الديمقراطية. وكما أكد الرئيس أوباما في أفغانستان: «إن أميركا، وبلداناً عديدة أخرى، سوف تقف معكم، لقد قطعنا شوطاً طويلاً جداً، وضحينا كثيراً، وعملنا بجهد كبير ولا يمكننا التراجع إلى الوراء الآن».

إننا ملتزمون بدعم فصل جديد، ليس في أفغانستان فحسب وإنما أيضاً في كل مكان. لدينا القصص والقيم والتقاليد والحريات لنتبادلها سوية. ونحن نعلم أن المجتمعات المسلمة، بدءاً من المساجد المنتشرة في كل ولاية أميركية وصولاً للمدارس الدينية في كوالالمبور، لديها أيضاً القصص التي تتبادلها مع الآخرين. وهذا هو السبب في أننا نعطي الأولوية لبرامجنا التي تقوم على العلاقات المباشرة بين الناس في أفغانستان والمنطقة. ولهذا السبب استثمرنا في برنامج فولبرايت في باكستان أكثر من أي مكان آخر في العالم.

ويتمثل التحدي الذي يواجهنا في ردم تلك الفجوة المتسعة - بين الحكومة والمحكومين، وبين الدبلوماسية التقليدية والدبلوماسية العامة- في أن نجعل السياسة تعمل لمصلحة الناس. ونفعل ذلك من خلال دعم الرجال والنساء الذي يدعمون أنفسهم ويبنون مجتمعات إيجابية يسعى أفرادها إلى التعليم العالي، ويصبحون من رواد الأعمال، ويتبادلون الأفكار، ويعززون التسامح الديني، ويعقدون اتفاقات في قطاع الأعمال، ويحسّنون الشفافية، ويصوغون معاهدات السلام، ويعززون التفاهم المتبادل، ويدعمون المؤسسات الديمقراطية، ويحمون الحريات، ويحققون إمكاناتهم.

ومن خلال قيامنا بذلك، نقف مع العديد من الموجودين هنا في هذه القاعة: السياسيين، ورجال الأعمال، والمدونين، وأعضاء المجتمع المدني، والقادة الشباب. إنكم جميعاً تضطلعون بالعمل اليومي لتحسين الحياة، كي يتبع الناس المسار المؤدّي إلى مزيدٍ من الأمن والازدهار الأكبر. فلنستمر في العمل معاً للعثور على سبل لبناء المزيد من الجسور في السنوات القادمة.

إقرأ أيضا لـ "تارا سونشاين"

العدد 3935 - السبت 15 يونيو 2013م الموافق 06 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً