العدد 3941 - الجمعة 21 يونيو 2013م الموافق 12 شعبان 1434هـ

محمد سعد كوميدي أم معادٍ لثورة بلاده

منصورة عبد الأمير mansoora.amir [at] alwasatnews.com

لا ينفك الممثل المصري محمد سعد عن تقديم أفلامه «السمجة» الواحد تلو الآخر. منذ العام 2002، وهو يكرر نفسه في سلسلة من الأفلام الهابطة يقدم فيها الشخصية ذاتها مع بعض التغييرات التي تزيدها سطحية وتفاهة واستهزاء بعقول المشاهدين.

منذ «اللمبي» لا يقدم سعد شيئاً، هي الشخصية ذاتها البسيطة حد البلاهة، التي تعيش على هامش الحياة، الممتلئة غباء وتفاهة. هي النكات ذاتها السمجة والتلميحات «غير المهذبة»، والعبارات والألفاظ البذيئة، على رغم ذلك يقول في أحد لقاءاته إن عمله في الدراما يتوقف على عثوره على نص جيد ومخرج متمكن.

بالطبع لا يمكن وصف حديثه الترويجي هذا إلا بالغباء، فوجود نص جيد ومخرج جيد يعني خروج أمثاله من الساحة الفنية. سعد ظاهرة جاءت نتيجة هبوط في مستوى الذوق العام ولتراجع مستوى الإبداع العربي.

باختصار هو ظاهرة نشأت وولدت من رحم التراجع «المجتمعي» الذي أريد للدول العربية أن تعيشه في العقود الأخيرة، والذي تحركت دول «الربيع العربي» الآن سعياً إلى الخروج منه.

أحد النقاد الفنيين ممن أغضبهم فيلم سعد الأخير «تتح» لِما وجد فيه من تكرار لكل تفاهات وسطحية وغباء الأفلام السابقة، أشار إلى أن أمثال سعد يريدون للمشاهد العربي أن يكون بالسطحية والغباء اللازمين ليضمنوا نجاح ما يقدمون من «غثاثة» و»تخلف» وإفساد للذوق العام.

بحجة تقديم عمل كوميدي، يسخر سعد من كل شيء، بدءاً من المواطن المصري البسيط، وصولا لقواعد العمل السينمائي، وانتهاءً بعقول المشاهدين. وأخيراً اهتدى إلى أن يستغل أفلامه «الفجة» تلك للتعبير عن موقفه الرافض من ثورة بلاده عبر السخرية من الثوار. فعلها في فيلم «تك تك بوم» وهاهو يفعل الأمر ذاته في هذا الفيلم، فالثوار المعتصمون في ميدان التحرير لم يكونوا سوى مجموعة من الرعاع الأغبياء في الفيلم السابق، أما اليوم فهم ليسوا سوى فوضويين.

نحتاج إلى الكوميديا، نعم، وربما يرى البعض أننا نحتاج إلى شيء من نسيان مرارة الواقع عبر السينما، لكنني في الواقع لا أجد ما يقدمه سعد أعمالاً كوميدية بل «تحشيشاً» وفجاجة، قلة أدب وانعدام ذوق، تتفيه وتسطيح لثقافة المشاهد العربي ولثقافة المشاهدة السينمائية.

أتفق أيضاً مع من يرى بأنه من الطبيعي أن يحارب سعدُ ومنتجهُ ومخرجهُ وكاتبهُ الثورة في أعمالهم ويسخروا منها، فهذه الثورة جاءت لتحارب التسلط والفساد حتى على العقول، جاءت لتحارب انعدام الوعي، وأمثال هذه الأعمال الهابطة هي أكبر عائق للوعي ولتحرير العقول وتنويرها.

ما لا أجده منطقيّاً هو استمرار أعمال كهذه بعد الثورة على كل مظاهر الفساد، لا يمكن الاستهانة بتأثير أمثال هذه الأعمال الهابطة على عقول المشاهدين، الناضجين واليافعين منهم. والمثقفون في مصر من كتاب وفنانين عليهم جميعاً أن يحاربوا ظاهرة النجومية «الفجة» التي يمثلها سعد وأمثاله. حري بمصر أن تستعيد مجدها وكرامتها حتى في أفلامها وسينماها.

إقرأ أيضا لـ "منصورة عبد الأمير"

العدد 3941 - الجمعة 21 يونيو 2013م الموافق 12 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 2:29 م

      المختصر المفيد

      للاس هذه الاعمال القذرة مازالت موجود بسبب راس المال الفاسد
      هذا المال كان ومازال معارض ويقف بالمرصاد لثورة مصر الطاهرة
      هؤلاء سبب كل دمار فى مصر بذوقهم القذر وانحطاط اخلاقهم لدرجة الوقاحة
      تحية لكى استاذة منصورة على هذا المقال الرائع
      لقد اختصرتى تراجع الذوق والاخلاق بسبب افلام السبكى
      واستخفاف محمد سعد بعقول الناس
      احيكى مرة اخرى
      واتمنى ان تستمرى فى دراسة هذا الموضوع
      لان الافلام المصرية منتشرة من اقصى الى اقصى
      نريد ثقافة محترمة وافلام تحترم عقولنا
      م/ السعيد - مصر

    • زائر 10 | 8:12 ص

      ظاهرة محمد سعد

      نعم فهو ظاهرة تستحق ان نقف عندها سواء نقبلها او نرفضها ظاهرة محمد سعد تختلف عن الممثلين الكبار بمصر ( علما بانه اصبح من الكبار ) استغل محمد سعد شخصيات عده باعماله ولم يقدمها بشكلها الفني حسب مقايس ومعايير النقديه للشخصيات التي تقدم بالسينما انما قدهم كركترات كوميدية مختلفة بالغه بالاداء ( يحق للممثل ان يقدم المبالغة بتقديم شخصية كركترية )
      مايحاول الكاتب بهذه المقال بان يوجه شي فكري ( حسب ما فهمت ) بان مايقدمه هو تاخير للفكر وليس نموه نتفق او نختلف مع الكاتب لكن يبقى محمد سعد ظاهره فريده

    • زائر 9 | 7:22 ص

      ممل

      الصج ما تابعت له ولا فلم لاني مافهم كلامه ..

    • اعربي | 7:12 ص

      للمبي رجل اعربي

      علامش يا استاذة منصورة على اللمبي؟ على الاقل يخلي الناس تفرفش. اصلا العالم العربي كله في التوهان, من كم يوم خرجت مسيرة في غزة تطالب شركات الاتصالات من تخفيض تعرفة الاتصالات والرسائل النصية حتى يصوتوا لمطربهم المفضل في احدى مسابقات الاغاني الدونية, المثير في الامر ان جل المنظمين كانوا من الصحفيين والنشطاء والمثقفين. وتاليها تنتقدين اللمبي؟ عدا كل هذا يا استاذتنا انت تهاجمين اللمبي الذي ينتقذ الواقع في فيلمه وهو على حق اذ لا توجد ثورات في العالم العربي كل ماهنالك فوضى وناس سطحية واشخاص تنطر الفرج

    • زائر 7 | 6:15 ص

      وش هالهرار . .

      أصلًا أنت كمشاهد رايح تضحك وتتونس ، أفلامه جيدة جدًا بل ومن أفضل الممثلين الكوميديين الآن.

    • زائر 6 | 3:31 ص

      لا اشاهد له لانني لا اهوى الافلام ولكن من حقه التعبير والثورة ليست مقدس

      لا نحج. على الناس آرائهم و الثورات ليست معصومة و ليست مقدسة تماما كالحكام

    • زائر 4 | 2:50 ص

      ضاهرة

      في بداية الأمر قيل انه ضاهرة وستنتهي عاجلا والعجيب انه لا زال يقدم نفس العمل منذ 10 سنوات وتتكرر معه نفس الأفيهات بنفس التفاهة ولا زال نجما الأمر له علاقة بشباك التذاكر فطالما هناك مشترون فلا يهم كلام النقاد.

    • زائر 3 | 2:04 ص

      لم تصب

      اعذرني ربما يكون الموضوع مكتوبا بحرفية ونسج متين .. ولكنك لم تصب فيما قلته عن الممثل محمد سعد فهو قدم الكثير الكثير للسينما المصرية منا لم يقدمه كثيرون غيره ولا يمكن الحكم بسقوطه لمجرد فيلم لم يروقي للمستوى المطلوب

    • زائر 5 زائر 3 | 3:06 ص

      وماذا قدم ؟!

      وماذا قدم محمد سعد للسينما المصرية بنظرك؟!
      لا أرى أكثر من رجل يترنح وأفكار هابطة تترنح معه

    • زائر 2 | 11:43 م

      مقال يحتاج للمراجعة و التدقيق من قبل. الكاتبة

      مقال يحتاج الى الدقة حيث أن الممثل ينطبق عليه جل ما ذكرتينه ولكن ما هو خاطئ مما ذكر أن نجومية هذا الممثل وصلت الى فلم كتكوت وبعد ذلك تراجع في أداءه وتكرار الأدوار حيث أصبحت مملة فلا بد له أن يراجع نفسه تكرارا ومرارا كي يصل الى ما يصبوا اليه الجمهور العربي وشكرا جزيلا للكاتبة.

    • زائر 1 | 11:36 م

      فعلا فوضويين وهمج رعاع

      ما كذب الرجال !!! من زين ثورتهم كلها بلطجية وحشاشه !!! ما بقول نفس اللي عندنا لا تزعل

اقرأ ايضاً