العدد 3945 - الثلثاء 25 يونيو 2013م الموافق 16 شعبان 1434هـ

«أصدقاء مرضى الإدمان»: المخدرات مرض يمكن محاربته... ووصمة العار عائق لمحاربته

«أصدقاء مرضى الإدمان» توصي بمحاربة الإدمان على أنه مرض - تصوير عقيل الفردان
«أصدقاء مرضى الإدمان» توصي بمحاربة الإدمان على أنه مرض - تصوير عقيل الفردان

أكد مدير جمعية أصدقاء مرضى الإدمان عباس جعفر، أن المجتمع البحريني ينظر إلى المدمن على أنه عار، في الوقت الذي يجب أن ينظر إلى الإدمان على أنه مرض يمكن محاربته.

وأوضح جعفر في حديث إلى «الوسط» بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، الذي يصادف (26 يونيو/ حزيران)، أن أصغر مدمن متعافٍ شارك في فعاليات الجمعية كان عمره 16 عاماً، مشيراً إلى إن الإدمان في البحرين ليس حالة كما يصنفها القطاع العام، إذ إن الإدمان على المخدرات في البحرين يصنف على أنه ظاهرة بدأت في التفاقم.

وأشار جعفر إلى أن الأمم المتحدة أعلنت في إحصائيتها إلى أن في البحرين هناك ما يقارب ما بين 20 إلى 30 ألف مدمن، مؤكداً أن هذه النسبة مقارنة بالتعداد السكاني للبحرين تعد نسبة هائلة.

ولفت جعفر إلى أن الجمعية تبدي قلقها على صغار السن المدمنين أكثر من الكبار، خصوصاً في ظل عدم رغبة العديد من الأهالي في معرفة أن أبنهم مدمن، مبيناً أن هذه النظرة تجعل المدمن الصغير حبيس البيت، مؤكداً أن الجمعية تتلقى العديد من الاتصالات من أهالي مدمنين صغار السن وذلك للتأهيل، منوهاً إلى أن الأهل يرغبون بأن يكون التأهيل في المنزل، وذلك خوفاً من وصمة العار التي ترافق المدمن، مستنكراً من هذه الوصمة التي تؤثر على المدمن في الاندماج في المجتمع.

ونوه جعفر إلى أن الجمعية تضم عدداً من الأعضاء المدمنين المتعافين وآخرين غير المدمنين، خصوصاً أن الجمعية تضم عاملين في القطاع الصحي، مبيناً أن عدد الأعضاء المسجلين من المدمنين المتعافين بلغ 47، في حين بلغ عدد الأعضاء غير المسجلين في الجمعية من المدمنين المتعافين أكثر من 120، في حين بلغت نسبة النساء المدمنات المتعافيات 20 في المئة من نسبة الأعضاء، مؤكداً أن هناك مدمنات في البحرين، إلا أن النظرة المجتمعية والعادات والتقاليد التي تتحكم في المجتمع البحريني، تجعل المرأة تنفر في الدخول إلى الجمعيات المعنية بالإدمان؛ وذلك خوفاً من وصمة العار التي يحملها المجتمع الشرقي، والتي ينظر بها إلى المدمن، رغم أن الإدمان إلا مرض بالإمكان محاربته والقضاء عليه من خلال تكاتف الجهود.

وأكد جعفر أن المدمن المتعافي في البحرين لا يحتاج فقط إلى العلاج التأهيلي فهو بحاجة إلى تأهيل في جميع الجوانب، وذلك للاندماج في المجتمع، مشيراً إلى أن توفير أكثر من جهة لتأهيل المدمن المتعافي أمر مطلوب سواء بالعلاج الروحاني، أو تأهيله في الجانب النفسي والمهني والاجتماعي؛ وذلك لدمجه في المجتمع من جديد، مبيناً أن الجمعية تقدم الإرشاد في حال كان المدمن نشطاً، إلا أن هذا المدمن لا يمكن له أن يشارك في الجمعية، مشيراً إلى أنه يتم توجيه المدمن النشط إلى مركز الحصول على العلاج، خصوصاً في ظل تواصل الجمعية مع وحدة المؤيد لعلاج الإدمان، ويتم تأهيل هذه المدمن في الجانب النفسي والمهني ومن جميع الجوانب؛ وذلك لتسهيل دمجه في المجتمع.

وذكر جعفر إلى أن فكرة انطلاق الجمعية جاءت لحاجة المدمن المتعافي لضرورة الحصول على تأهيل، إذ إن العلاج لا يكفي، فلابد أن يتم تأهيل المدمن المتعافي، خصوصاً في ظل اقتصار التأهيل على التأهيل العلاجي فقط، مشيراً إلى أن فكرة الجمعية تكونت منذ 2006، وكان يتم العمل كجمعية تحن التأسيس، وبعد الإشهار في 2010 تم تكثيف الفعاليات على أن تقام بشكل أسبوعي يحضرها المدمن المتعافي، مبيناً أن الجمعية تستهدف جميع المحافظات والفئات، خصوصاً في ظل انتشار الإدمان.

وأكد جعفر أن من أكبر معوقات العاملين في هذا المجال هي ثقافة المجتمع، مشيراً إلى أن ثقافة المجتمع دائماً ما تنظر إلى الإدمان على أنه إدمان وليس مرضاً، إذ إن الجمعية في فعاليتها تدعو أهالي المدمنين للفعاليات للمشاركة في عدة أنشطة من أهمها كيفية التعامل مع المدمن، مبيناً أنه وخوفاً من العار والفضيحة، يعزف العديد عن المشاركة.

وذكر جعفر أن الدليل على النظرة الخاطئة التي تسود المجتمع البحريني اتجاه الإدمان، مواجهة الجمعية عائق الدعم المادي للفعاليات، مبيناً أن من بين 100 راعٍ تحصل الجمعية على رعاة رسميين اثنين، وذلك بسبب عدم رغبة العديد من الرعاة والشركات الكبرى في رعاية فعاليات لمدمنين متعافين، ذلك لكون الجمعية صديقة لهؤلاء المدمنين المتعافين.

وأكد جعفر أن من المعوقات التي تواجهها الجمعية أيضاً عدم وجود مقر دائم لها لعقد اللقاء بين الأعضاء والمدمنين المتعافين، إذ إن المقر الحالي هو مقر مؤقت تستلمه الجمعية لمدة ساعتين في الأسبوع.

من جهته، قال نائب رئيس الجمعية، أحمد فضل: «إن الجمعية قبل تأسيسها كانت تقوم بالعمل الفردي، فرغم الجهود التي تبذلها وزارة الصحة في تقدم العلاج، إلا أن هناك حاجة إلى الجهود الفردية والمجتمعية لتأهيل المدمن». وأضاف فضل «إن الجمعية، ولمحدودية الأمور التي تستطيع الصحة تنظيمها، أرتات منذ تأسيسها إيجاد الطرق التي تؤهل المدمن المتعافي للاندماج في المجتمع».

وأكد فضل أن الجمعية وباقي الجمعيات، التي تعنى بهذا الشأن، تشكل طريقاً سهلاً أمام المدمن للوصول للجمعيات ومراكز الحصول على العلاج.

وأشار فضل إلى أنه في حال وصول المدمن غير المتعافي للجمعية يتم إرشاده إلى وحدة المؤيد لعلاج الإدمان، فالجمعية تكون الوسيط في مثل هذه الحالات، وفي حال تعافيه من الإدمان يتم تأهيله في جميع الجوانب وذلك عبر عقد دورات ومحاضرات وندوات لتأهيله في الجوانب الاجتماعية، مع إعطائه الفرصة للحصول على عمل.

وفي سياق متصل، استنكر فضل عدم وجود جانب توعوي بأهمية مكافحة المخدرات في البحرين، مبيناً أن الجانب التوعوي يكون فقط في اليوم العالمي للمخدرات، رغم من انتشار المدمنين في المجتمع البحريني.

ولفت فضل إلى أنه بحسب الإحصائيات العالمية فإن أكثر طرق التعاطي في البحرين هي التعاطي بالإبر، والذي يؤدي إلى الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، والتي تعد نسبة الإصابة بها بسبب الإبر 70 في المئة.

من جهته، قال مدمن متعافٍ وعضو في الجمعية (ع.م): «إن المدمن المتعافي بحاجة إلى جمعيات ولجان تحتضنه بعد التعافي من الإدمان والحصول على التأهيل العلاجي، فالتأهيل لا يتوقف بالحصول على العلاج، فلابد من التواصل مع المدمن وتأهيله وإعطائه الفرصة للاندماج في المجتمع».

وأشار (ع.م) إلى أنه كونه مدمن متعافٍ يرى نفسه في المدمنين الحاليين، متمنياً أن يكون مصدراً لإجبار هؤلاء على التعافي من هذا المرض، مبيناً أن الإدمان مرض يمكن محاربته.

من جانبه، أكد رئيس لجنة فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) والعضو المؤسس حسن طريف، أن اللجنة تم تكوينها في الجمعية؛ وذلك لتأهيل المصابين بمرض فيروس نقص المناعة المكتسبة وفيروس التهاب الكبد الوبائي (C)، مبيناً أن هذه الفيروسات تنتقل عبر التعاطي بالإبر.

وذكر طريف أن هذه اللجنة تهتم بالدعم النفسي للمتعايشين مع هذا الفيروس، مؤكداً أنه بحسب الإحصائيات غير الرسمية فإن 80 في المئة من المدمنين يتعايشون مع مرض التهاب الكبد الوبائي (C).

وأوضح طريف أن هناك ارتباطاً قوياً بين المرضين وبين طريقة تعاطي المخدرات بالإبر، مبيناً أن العلاقة واضحة بين المخدرات وهذه الأمراض، إذ إن متعاطي المخدرات في كثير من الأحيان قد يلجأ إلى زيادة الاتصال الجنسي والاتجار بالعلاقات الجنسية المحرمة، مما قد يؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بمرض فيروس نقص المناعة المكتسبة وفيروس التهاب الكبد الوبائي (C).

ولفت طريف إلى أن العديد من المفاهيم خاطئة لدى المجتمع البحريني في ما يتعلق بالوصم والعار، خصوصاً لمن يعاني من هذه الأمراض، متمنياً أن يكون هناك فريق الدعم الخارجي، والذي يسمى بـ «فريق الوصول»؛ وذلك للوصول إلى أكبر عدد ممكن من شرائح المجتمع.

العدد 3945 - الثلثاء 25 يونيو 2013م الموافق 16 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً