العدد 3949 - السبت 29 يونيو 2013م الموافق 20 شعبان 1434هـ

الموت عنوان خاطئ لـ «الخبيث»

د. تمام في يوم الناجين من السرطان :

إنّ من اللطيف أن نبتكر فائدة جديدة لرياضة المشي تتخطى حرق الدهون لحرق الوجع. نعم الرياضة كذلك حين نطوعها لهدف إنساني يتجلى في مؤازرة إخواننا المرضى. ففي 1 يونيو/ حزيران الذي يصادف اليوم الوطني للناجين من مرض السرطان كانت لنا فرصة ثمينة أن نشارك في فعالية مشي تحمل شعار «لنمشِ من أجل مرضى السرطان والناجين منه» نُشعِر من خلالها المصابين بالسرطان أننا نستشعر وخز الوجع معهم ونحتضنهم كأسرة واحدة بإطار إنساني راقٍ.

إنها بسملة أولى في سبيل نشر ثقافة اليوم الوطني للناجين من مرض السرطان في مملكة البحرين، وكان لها من أمام مدرسة سانت كريستوفر الخاصة في منطقة سار نقطة انطلاقة. «الوسط الطبي» حاورت صاحب المبادرة الدكتور نبيل تمام ليكشف أنه استوحى فكرة الفعالية «من الخارج، وتحديداً من أميركا حيث بدأ تدشين اليوم الوطني للناجين من السرطان منذ 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 1987، على يد ميريل هاستنغ في المؤتمر العام الثاني للتحالف الوطني للناجين من مرض السرطان الذي عُقِد في مدينة نيو مكسيكسو بالولايات المتحدة الأميركية».

ويضيف تمام: «الفكرة أخذت في التوسع لإيطاليا فهولندا فالهند فأفريقيا الجنوبية وعدة دولة أخرى، ولكنها حديثة في منطقة الشرق الأوسط. وقد أحببت البدء بخطوة أولى في سبيل نشر الوعي حيال هذه المناسبة عبر استعمال مواقع التواصل الاجتماعي وسيلةً أساسية للإعلان عن الفعالية وجاء تفاعل الجمهور ممتازاً»، بحسب تعبيره.

وعن غاية مبادرة «لنمشِ من أجل مرضى السرطان والناجين منه»، يشير تمام إلى «نشر الوعي باليوم الوطني للناجين من مرض السرطان للمرضى والناجين ولمن يقدمون الرعاية للمرضى، بالإضافة إلى نشر الوعي للمؤسسات الصحية ومنظمات المجتمع المدني التي تهتم بالصحة، وكذلك لوسائل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع ولعامة الناس».

الصبر والتحدي... المفتاح

وينتقد تمام انطباع المجتمع السلبي حيال المرض «فنرى انتشاراً لمعادلة خاطئة مفادها أن مرض السرطان يساوي الموت. وبما أني أتماثل للشفاء من مرض السرطان، فنصيحتي لكل من يصاب بمرض السرطان أن يتحلى بالصبر والتحدي، فالأدوية الكيمياوية لا تملك عصا سحرية فعالة كالتي توجد في دواخلنا، فالحافز الداخلي والإرادة هما المناعة الحقيقية للمرض وإن استفحل بالجسم».

واعظي: ألبي نداء الخالق

وعن الدافع وراء مشاركته، يجيب الشاب حسن واعظي: «حتى ألبي نداء الخالق في قوله تعالى: (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً) (المائدة: 32)؛ لأمنح بريق أمل بالحياة للمصابين ولأذكرهم بأننا سنتعاضد كأسرة واحدة لهزم المرض»، ويؤكد: «نحن هنا لنشارك المرضى صبرهم ولنبارك للناجين خلاصهم من المرض».

ويقترح واعظي إقامة حملات توعوية وتثقيفية للمرض بصورة أكثر وبأساليب جديدة وجذابة للجمهور تتناسب مع التعداد السكاني المتزايد في البحرين»، موجهاً رسالة بأن «تكاتف الجميع في هذا الوطن سيسهم في تحصينه من المرض كتكاتف الجهات الرسمية والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام التقليدية والجديدة وكذلك على مستوى الأفراد».

الصباغ: نحن العائلة الأكبر

بدوره، يبدي الشاب محمد الصباغ إعجابه بعنوان الفعالية «فهو الدافع الأساسي لحضوري على رغم أني لا أعرف مصابين بمرض السرطان بشكل شخصي. لقد جئت لأثبت تضامني مع المصابين ولأبرهن لهم بأن ثمة عائلة أخرى بانتظارهم»، عاتباً على «ضعف الإعلان للفعالية وأتمنى أن يكون بشكل أقوى في المرات المقبلة».

رباب: الأمراض بمسمياتها

لا خبث أعراضها

وعن الهدف من مشاركة رباب عبدالحسين، تقول: «أنا هنا لأدعم مرضى السرطان والناجين منه ولأدعوهم للمشاركة معنا وعدم الاحتجاب وراء الستار، كما أني هنا لأبرهن بأننا شعب متحضر يهتم بمرضاه».

وتعول رباب على عدة سلوكيات خاطئة موجودة في المجتمع تزيد من وتيرة الخوف لدى المصاب بمرض السرطان ومن بينها «الامتناع عن ذكره المرض بمسماه الصحيح والاستعاضة عن ذلك بـ (المرض الخبيث) وهي تسمية مؤلمة تزيد بحد ذاتها الانطباع السلبي لدى المريض حيال مرضه، وتفقده طوق النجاة، زد على ذلك خوض الكثيرين من غير المختصين في تفاصيل المرض؛ ما يتسبب في إشاعة معلومات مغلوطة».

وتجزم رباب أن هنالك «طرقاً عدة ومجانية للوقاية والعلاج من المرض وهي متوافرة في البحرين»، معبرةً عن أملها أن «يزول الخوف من مواجهة المرض وأن يملك الأشخاص القوة في الفحص المبكر عن المرض في حال شعورهم بأعراضه».

وتضيف رباب أن «موسم الصيف مقبل وهو فرصة ثمينة للاستفادة من وجود الجمهور في المجمعات التجارية؛ وذلك لنشر الوعي بهذه الأمراض من خلال مساحات ثابتة لإقامة الفعاليات والندوات، كما يجب تقوية وسائل الإعلان عن هذا اليوم وعدم الاقتصار على وسائل التواصل الاجتماعي التي لا ترتادها إلا فئات عمرية معينة»، حسب قولها.

اليوسف: تطويع «التواصل» لتأصيل الإنسانية

أما روى اليوسف المهتمة بالمجال الطبي فهي تخالف رباب؛ إذ «من الممكن أن نطوعها في نشر مثل تلك المبادرات الإنسانية»، وتضيف: «مشاركتي في هذه الفعالية تأتي في إطار حرصي على التضامن مع المصابين والناجين من مرض السرطان لما لذلك من انعكاس إيجابي على رفع معنوياتهم لتخطي المرض والمساهمة في ظهورهم إعلاميا للمجتمع».

العدد 3949 - السبت 29 يونيو 2013م الموافق 20 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً