العدد 3950 - الأحد 30 يونيو 2013م الموافق 21 شعبان 1434هـ

وزير الخارجية: دول الخليج تنتظر خطوات إيجابية من إيران تجاه جيرانها

فيما أكدت أشتون أن تأخير إقرار «اتفاقية التجارة» لا علاقة له بحقوق الإنسان

الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة مع كاثرين أشتون خلال المؤتمر الصحافي - بنا
الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة مع كاثرين أشتون خلال المؤتمر الصحافي - بنا

قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة: «إن دول مجلس التعاون الخليجي ترحب بانتخاب حسن روحاني رئيساً للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتنتظر خطوات إيجابية من إيران تجاه جيرانها، وعلى صعيد الملف النووي الإيراني في إطار محادثات (5+1)».

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الخارجية والممثل الأعلى للشئون الخارجية والسياسات الأمنية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، في أعقاب انعقاد اجتماع الدورة «23» للمجلس الوزاري المشترك بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي، الذي عُقد أمس الأحد (30 يونيو/ حزيران 2013) في فندق «الريتز كارلتون».

وخلال المؤتمر الصحافي، أكد وزير الخارجية أن اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي اكتملت بنسبة 99 في المئة، إلا أن المجموعتين لم تتوافقا بعد على البند المتعلق بالصادرات، والذي وصفه وزير الخارجية بـ «المهم والمعقد جداً»، ويحتوي على أمور مهمة جداً للجانبين.

وجدد الوزير تأكيده تطلع دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي إلى توقيع هذه الاتفاقية في القريب العاجل، باعتبارها هدفاً كبيراً ومحورياً للجانبين.

أما فيما يتعلق بالموقف من الملف السوري، فقال الوزير: «إن موقف دول مجلس التعاون يؤكد على ضرورة مساعدة الشعب السوري الذي يتعرض لعدوان داخلي وخارجي واضح بوجود مليشيات (حزب الله) اللبناني، وعدد من المليشيات الأخرى التي تعمل تحت إمرة الحرس الثوري الإيراني».

وتابع: «أكدنا خلال الجلسة على أهمية مساعدة الشعب السوري إلى أن يصل إلى بر الأمان مع ضرورة الدفاع عن نفسه، ووقف العنف في ظل وجود أطراف تنشر العنف من دون توقف وبلا هوادة، وتمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه من هذه الهجمة الوحشية».

وعلى صعيد متصل، ذكر وزير الخارجية أن دول المجلس التعاون أكدت خلال الاجتماع على أهمية مبادرة السلام العربية باعتبارها الطريق الذي يحل السلام بين الفلسطينيين و «إسرائيل»، والدول العربية كافة مع «إسرائيل»، وستؤدي إلى إقامة علاقات طبيعية كتلك القائمة بين مختلف دول العالم، على حد قوله.

كما أشار إلى أنه تم خلال الاجتماع الاتفاق على استمرار دعم السلطة الفلسطينية ووكالة غوث اللاجئين «الإنروا»، لافتاً في الوقت نفسه إلى جهود الولايات المتحدة الأميركية ووزير خارجيتها جون كيري في سعيها لإطلاق محادثات السلام من جديد.

وأوضح من جانب آخر، بأن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح قدم عرضاً عن التطورات الأخيرة بين الكويت والعراق، وخروج العراق من مظلة البند السابع للأمم المتحدة، معرباً عن تطلع دول مجلس التعاون لاستقرار العراق.

وبين أن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني قدم عرضاً عن آخر تطورات تنفيذ المبادرة الخليجية في اليمن ومستجدات الحوار، وموعد الانتخابات في ظل ما وصفه بـ «البوادر المشجعة» التي تتطلب العمل المستمر.

وفي رد على سؤال بشأن التمدد الإيراني في المنطقة على صعيد الجغرافيا وعلى صعيد الأدوات، والربط بين انتظار رد الفعل الإيراني بعد انتخاب رئيس جديد والموقف من سورية، قال وزير الخارجية: «إن مسألة إغاثة الشعب السوري لا تنتظر أي موضوع سياسي يتعلق بانتخابات أو غيرها، ودول مجلس التعاون رحبت بانتخاب الرئيس الإيراني المنتخب روحاني وبمواقفه التي عبر عنها تجاه الوضع في المنطقة، لكن مازال هناك وضع متفجر في ظل تدخل واضح وعلى الأرض في سورية» .

وأضاف: «لدينا تاريخ من التدخلات الإيرانية في المنطقة، ولكن نأمل ونتطلع إلى فتح صفحة جديدة مشتركة، ولكن اليوم الوضع حساس جداً، لاسيما في ظل الوضع في سورية، ونتطلع إلى اتخاذ إيران خطوات ايجابية جادة في هذا الشأن، وأن يكون لها دور في سحب جميع القوات الأجنبية المتواجدة في سورية والتي تدعم النظام وتتسبب في مأساة الشعب السوري خصوصاً قوات (حزب الله) والمليشيات الأخرى» .

وتابع: «لدينا دور مسئول بشأن من يتم دعمه في سورية، مع عدم إعطاء السلاح لأي طرف، وهناك في سورية من يستحق الدعم للوصول إلى حل سياسي شامل يؤدي إلى استقرار البلاد».

وعن الموعد المتوقع للتوقيع على اتفاقية التجارة الحرة، قال وزير الخارجية: «إن دول مجلس التعاون مستعدة لتوقيع الاتفاقية ابتداءً منذ اليوم (أمس)، ولكن موضوع رسوم الصادرات هو البند الوحيد الذي يؤجل هذا التوقيع، وهذا البند به مصالح وحقوق يجب حلها وعدم التسرع فيها حتى لا تصبح مؤثراً سلبياً على الاتفاقية في المستقبل، ما قد يستدعي مراجعتها بين حين وآخر، وخصوصاً أننا نريد اتفاقية قوية وثابتة» .

وفيما إذا كان وضع منظمة «حزب الله» على قائمة الإرهاب سيستدعي بالتبعية قطع العلاقات مع الحكومة اللبنانية، قال الوزير: «إن لبنان أكبر من (حزب الله)، ولا يجب أن نبقي لبنان أسيرة هذا الحزب وهي دولة شقيقة وعضو في جامعة الدول العربية. ونريد أن نواصل العمل مع لبنان ورئاسته وحكومته وأن يتخلص لبنان من وضعه الحالي بتحكم هذا الحزب الإرهابي بشئونه».

وأضاف: «إن دول مجلس التعاون في طور وضع التشريعات اللازمة لوضع (حزب الله) اللبناني على قائمة الإرهاب، ووزراء الداخلية يناقشون هذا الأمر، وهناك اجتماعات قادمة في هذا الشأن».

ومن جهتها، أعربت أشتون، عن أملها في أن يتم التوصل إلى اتفاق بشأن إبرام اتفاقية تجارة حرة بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي في المستقبل، مشيرة إلى أن البند الوحيد العالق على هذا الصعيد، هو ما يتعلق برسوم الصادرات الذي يرتبط بأمور تقنية وسياسية لا تتعلق بحقوق الإنسان، على حد قولها.

وأشادت أشتون بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين دول مجلس التعاون ودول الاتحاد الأوروبي، واصفة الزيادة في حجم التبادل التجاري بـ «المذهلة»، إذ تبلغ 145 مليار يورو سنوياً.

واعتبرت أن تواجد ممثلين عن 27 دولة عضواً بالاتحاد الأوروبي إضافة إلى كرواتيا التي ستنضم رسمياً للاتحاد الأوروبي اليوم (الإثنين)، دلالة واضحة على التزام الاتحاد الأوروبي بتعزيز أواصر التعاون وتقوية قواعد الحوار والتنسيق مع دول مجلس التعاون.

وأكدت أشتون على ضرورة العمل بجهد أكبر بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون لإيجاد حل سياسي شامل يجلب السلام والاستقرار لسورية.

وقالت: «لدى الاتحاد الأوروبي سياسة واضحة، وهي محاولة الدفع قدماً إلى حل سياسي لسورية من أجل وقف معاناة الشعب السوري. وعدد من الدول تعمل جاهدة لاحتواء الوضع في سورية، ولكننا مازلنا قلقين من استمرار معاناة الشعب السوري مع امتداد النزاع لدول مجاورة ليصبح طائفياً كما هو حال كل من العراق ولبنان».

وتابعت: «قام الاتحاد الأوروبي أخيراً بإضافة 400 مليون يورو لدعم الشعب السوري واللاجئين في الدول المجاورة كلبنان والأردن، وذلك في إطار حشد موارده لمضاعفة المساعدات الإنسانية المقدمة للسوريين».

أما فيما يتعلق بالأوضاع التي تشهدها الساحة المصرية في الوقت الحالي، قالت أشتون: «نراقب ما يحدث هناك الآن، وندعو الجميع إلى الهدوء ونبذ العنف والدعوة إلى حوار يتفهم الوضع الحالي ويمضي بالبلاد إلى آفاق مستقبلية أفضل».

العدد 3950 - الأحد 30 يونيو 2013م الموافق 21 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 10:41 ص

      وين الملف البحريني ؟

      الملف السوري، فقال الوزير: «إن موقف دول مجلس التعاون يؤكد على ضرورة مساعدة الشعب السوري الذي يتعرض لعدوان داخلي وخارجي واضح بوجود مليشيات (حزب الله) اللبناني، وعدد من المليشيات الأخرى التي تعمل تحت إمرة الحرس الثوري الإيراني». يا وزير الخارجيه هذا الكلام كبير عليك راح تدفع الثمن غالي دولة مثل ايران مرحب فيها وياليت التعاون معها ؟ من اللي ظلم الشعب السوري ومن اللي ظلم الشعب البحريني !!؟ مهما باعدت الانظار عن هذا الشعب الجريح لن يفيدكم شيئ في اخر المطاف الشعب البحريني سوف ينتصر والله الناصر

    • زائر 2 | 9:12 ص

      ايران

      ايران تريد اليكم الخير لاكن انتم مصرين اتحطون ايدكم ويه الاجانب والتكفيريين لهادا انتم فى محنه

اقرأ ايضاً