العدد 3954 - الخميس 04 يوليو 2013م الموافق 25 شعبان 1434هـ

صناعة الألومنيوم في الشرق الأوسط تحتل مكانة متميزة على رغم الأزمة

في تحليل لـ «بوسطن كونسلتينغ غروب»...

المنامة - بوسطن كونسلتينغ غروب 

04 يوليو 2013

مر قطاع صناعة الألمنيوم في السنوات القليلة الماضية بعدد كبير من التحديات الصعبة؛ ما تسبب في انخفاض حاد في أرباح الشركات وتقييماتها. ومن أجل إعادة تفعيل محرك خلق القيمة واستعادة ثقة المستثمرين، يمكن للرؤساء التنفيذيين وفرق الإدارة التي تعمل معهم أن يضعوا معاً خطط عمل تُغير مجرى الأمور في قطاع صناعة الألمنيوم لفائدتهم، وذلك وفقاً للتقرير الذي أصدرته «بوسطن كونسلتينغ غروب» بعنوان «برنامج الرؤساء التنفيذيين لقطاع صناعة الألمنيوم 2013-2015: فهم التحديات واتخاذ الإجراءات».

ويدرس التقرير التحديات ويستعرض التوقعات بشأن العرض والطلب على الألمنيوم الأوّلي والمراحل الأولية والنهائية لقطاعات سلسلة القيمة. ولمساعدة مكونات هذه الصناعة والشركات الفردية على مواجهة هذه التحديات، يقدم التقرير برنامجاً شاملاً للرؤساء التنفيذيين، مع بنود خاصة بالإجراءات والتطبيقات العملية التي يتوجب اتخاذها. ويُوفر هذا البرنامج قاعدة أساس لتحديد أولويات المسئولين التنفيذيين في هذا القطاع وكذا صناع القرار الحكوميين، والذين تتأثر اقتصاداتهم الوطنية والإقليمية بأداء قطاع صناعة الألمنيوم.

استكشاف جذور أزمة صناعة الألمنيوم

قال شريك «بوسطن كونسلتينغ غروب» وأحد معدي هذا التقرير، توماس براتكيه: «تُظهر تحليلاتنا أن أزمة صناعة الألمنيوم لا يمكن إرجاعها إلى انخفاض غير متوقع في الطلب نتيجة الركود الاقتصادي العالمي، أو تغيرات مفاجئة في المراحل الأولية والنهائية من سلسلة القيمة. فالأزمة نجمت بسبب العرض، مدفوعة باستراتيجية الصين لزيادة القدرة على إنتاج الألمنيوم الأولي. وقد أساء منتجو الألمنيوم في بقية أنحاء العالم تفسير تحركات الصين، ولم يُعَدلوا بالمقابل استراتيجياتهم الخاصة بالسرعة الكافية».

من جهته، قال شريك أول لـ»بوسطن كونسلتينغ غروب» وأحد معدي التقرير، كاي غرونر: «إن الصين قادت الاستهلاك العالمي من الألمنيوم على نحو كامل تقريباً منذ العام 2000. ونحن نتوقع أن يستمر هذا التوجه. فقدرة الصين على إنتاج الألمنيوم الأولي نمت بشكل كبير، ووارداتها انخفضت بشكل ملحوظ. ولم تكن شركات الألمنيوم الغربية تتوقع ذلك؛ ما جعلها ترفع قدراتها تحسُباً لحاجة الصين لزيادة وارداتها. وقد أدى هذا الوضع إلى تضخم الإنتاج وارتفاع المخزون؛ ما جعل أسعار الألمنيوم تبقى في مستويات متدنية».

وقد وجد التقرير كذلك أن تطوير المراحل الأولية والنهائية من سلسلة القيمة يزيد الطين بلة، ويُفاقم وضع الشركات الغربية إزاء التحديات التي تواجهها. ومن المتوقع أن يكون للصين مخزوناً كافياً من البوكسيت وأوكسيد الألمنيوم لتلبية حاجاتها من المواد الأولية. وقد أصبح المصنعون الصينيون من الرائدين في السوق العالمية في مجال المنتجات المصنوعة كلياً أو جزئياً من الألمنيوم.

صناعة الألمنيوم بالشرق الأوسط

يُشير التقرير الجديد لـ «بوسطن كونسلتينغ غروب» إلى أن صناعة الألمنيوم في الشرق الأوسط تحظى بمكانة متميزة. وهي تلعب دوراً أساسياً في تعزيز هذا القطاع ودعمه بوجود شركات جديدة فاعلة على المستوى العالمي؛ إذ تعززت المكانة الاستراتيجية لهذه الصناعة في الشرق الأوسط بعملية الاندماج الحديثة التي تمت بين شركة دبي للألمنيوم المحدودة (دوبال) وشركة الإمارات للألمنيوم (إيمال) في شركة واحدة هي «الإمارات العالمية للألمنيوم»، والتي بلغت قيمتها 15 مليار دولار، لتُصبح بذلك خامس أكبر منتج للألمنيوم في العالم.

وأضاف براتكيه «سوق الألمنيوم في بلدان مجلس التعاون الخليجي مدعومة بقربها من أوروبا وآسيا وإفريقيا، علاوة على الطلب المتنامي من قطاعات البناء والتغليف والنقل وقطاعات صناعية أخرى. ونحن نرى أن الفاعلين الوطنيين يتخذون خطوات استراتيجية على مستوى المراحل الأولية والنهائية لعملية الإنتاج في الوقت الذي كانوا فيه يبنون سلاسل قيمة قابلة للنمو، ومتجهة نحو تعزيز عمليات التصنيع المستخدمة للألمنيوم».

وبقصد التعاطي مع قدرة الإنتاج المتضخمة خارج الصين، يقترح التقرير أن يعمل الفاعلون الكبار معاً على إنشاء شركات تقود هذا القطاع عبر عمليات الاندماج والاستحواذ، وإقامة شركة جديدة لشراء الأصول الهامشية، والحصول على دعم تنظيمي لأعمالهم المتضافرة. وحتى يتسنى تخفيف أثر الإنتاج المفرط للألمنيوم داخل الصين، يوصي التقرير الشركات الغربية بالعمل مع نظيراتها الصينية على تسريع التخلص من قدرة الإنتاج عالية الكلفة، مع تشجيع الشركات الصينية في الوقت نفسه على نقل قدراتها إلى بلدان أخرى.

وينصح التقرير الشركات الفردية باستكشاف فرص منبع البوكسيت وأوكسيد الألمنيوم، والتركيز على العمليات النهائية ذات القيمة العالية أو الكلفة الدنيا. كما يوصي بأن تُكثف الشركات جهودها في ثلاثة أبعاد رئيسية على مستوى أداء الأعمال، وهي: تكاليف التشغيل والنفقات العامة، إدارة مشاريع الاستثمار الرأسمالي الكبرى، والأنشطة التجارية.

العدد 3954 - الخميس 04 يوليو 2013م الموافق 25 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً