العدد 3956 - السبت 06 يوليو 2013م الموافق 27 شعبان 1434هـ

افتتاح جامع عسكر بعد إعادة إعماره وتوسعته

الجفير - المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية 

تحديث: 12 مايو 2017

رفع رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة تهانيه إلى عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بمناسبة افتتاح جامع عسكر بعد إعادة إعماره وتوسعته من قبل المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية تنفيذًا لأمر لجلالته، بتكلفة فاقت المليون و64 ألف دينار بحريني، معربًا سموه عن اعتزازه الكبير بالانتهاء من هذا المشروع وافتتاحه قبل شهر رمضان المبارك ليكون مفتوحًا أمام المصلين في الشهر الفضيل.
ونوَّه سموه بالرعاية الملكية السامية لمشروعات إعمار بيوت الله، ومنها مشروعات إعمار الجوامع التي يضطلع بها المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والتي يخصِّص لها ميزانية سنوية.
وأكد سموه في تصريح عقب افتتاح سموه جامع عسكر أنَّ الجوامع تضطلع بدور كبير في الحفاظ على الهوية الإسلامية والعربية في البلاد، لافتًا إلى أنَّ مملكة البحرين ومن خلال مؤسساتها الرسمية وبتوجيهات من قيادتها الرشيدة ماضيةٌ في رعايتها لدور العبادة بالإعمار والترميم والدعم لتؤدي دورها الرائد والمهم.
وافتتح سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة مساء يوم أمس جامع عسكر بحضور أعضاء المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ووزير شؤون البلديات والزراعة سعادة الدكتور جمعة بن أحمد الكعبي، ومحافظ المحافظة الجنوبية معالي الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة، ورئيس مجلس الأوقاف السنية سعادة الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة، ورئيس مجلس الأوقاف الجعفرية سعادة السيد حسين العلوي، وسعادة النائب خميس الرميحي، وعضو المجلس البلدي عن المنطقة سعادة السيد ناصر المنصوري، وعددٍ من أصحاب الفضيلة العلماء والمسؤولين في الدولة ووجهاء المنطقة وأهلها.
وبدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم تلاها المقرئ ناصر يوسف جناحي، ثم ألقى رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة كلمةً بارك فيها لأهالي عسكر افتتاح جامعهم، منوهًا بقرية عسكر وأهلها، وداعيًا الله لهم بالتوفيق.
كما أعرب سموه عن شكره وتقديره لصاحب الجلالة الملك المفدى على أمر جلالته بإعادة إعمار جامع عسكر، شاكرًا جميع من أسهم في نجاح هذا المشروع.
ومن جهته، عبَّر عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية فضيلة الشيخ الدكتور راشد الهاجري عن شكره لصاحب الجلالة الملك المفدى على أمر جلالته السامي بإعادة إعمار جامع عسكر، واصلاً شكره للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، مباركًا في الوقت نفسه لأهالي عسكر افتتاح جامعهم.
ولفت فضيلته إلى أن "المساجد بيوت الله، فيها يُعبد ويُوحَّد، وفيها يُعظَّم ويُمجَّد، وفيها يُركع لله ويُسجد"، مؤكدًا فضيلته أنَّ المساجد "أحبّ البلاد وأطهر البقاع إلى الله".
وأضاف فضيلته: "دأبت هذه البلاد –حرسها الله- ومنذ القدم على هذا النهج المتوارث في إعمار بيوت الله والعناية بها سيرًا على نهج نبيِّها الذي قام بمشروعه الأول.. بناء مسجده الشريف، حينما بدأ ببناء دولة الإسلام في المدينة". متابعًا: "وكذا سار قادة هذه البلاد ومنذ القدم على العناية ببيوت الله إعمارًا وصيانةً ورفعة حتى صارت منارة للعلم والعطاء، ومحضنًا للتربية والنماء، يدفعهم لذلك طلب الأجر والثواب من الله، وتأسيًا برسول الله".
وفي كلمة الأهالي، رفع السيد أحمد البوعينين "أسمى آيات الشكر والامتنان والعرفان لمقام سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه على أمر جلالته السامي بإعمار هذا الجامع المبارك"، مؤكدًا أن "هذه اللفتة الكريمة ليست بغريبة على جلالته؛ إذ إنَّ جلالته والحكومة الموقرة برئاسة سيدي حضرة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، وبدعم سيدي حضرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه لطالما عهدنا منهم الاهتمام الكبير والدعم السخي لمشروعات الخير وعمارة بيوت الله تعالى". منوهًا بتنفيذ المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية لهذا الأمر الملكي السامي.
وأكد البوعينين أنَّ "الجوامع والمساجد منذ القدم كانت وما زالت شاهدًا على ثقافة أهل البحرين الطيبين، ومنارًا لنشر العلوم والأخلاق والقيم النبيلة، وتأصيل الأخوة والمحبة والألفة بين أبناء المسلمين جميعًا، مما بوَّأها إلى جانب مكانتها الدينية، مكانةً اجتماعيةً وثقافيةً عظمى".
وفي ختام الحفل، قام سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بتفقُّد الجامع.

ودخلت البحرين الإسلام برسالة كتبها النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى حاكم البحرين آنذاك، واختار أهلها هذا الدين العظيم طواعيةً؛ إيمانًا منهم وتصديقًا. ومنذ ذلك الحين والشواهد الإسلامية تتوالى لتصوغ حضارةً إسلاميَّة ضاربة الجذور في أعماق التاريخ الإسلامي لهذه الجزيرة الوادعة.
وقد اشتُهرت مملكة البحرين منذ بزوغ فجر الإسلام فيها بانتشار الشواهد الإسلامية والملتقيات والفعاليات الدينية، وانتشرت العلوم وكثُر العلماء.
وبفضل انتشار العلم والعلماء والقيم الإسلامية، اختطَّت البحرين طريقها في بناء حضارتها وهويتها الإسلامية، فأنشئت المعاهد والحوزات العلمية، وانتشرت الجوامع والمساجد والمآتم، وبرع المهندسون في فنون الزخرفة الإسلامية والخطوط العربية، فلم يعُد يخلو أيُّ شارع من شوارع البحرين من شواهد على حضارتها الإسلامية التليدة.
وحرص حكَّام البحرين وروَّادها على صون هذه الحضارة وترسيخها في النفوس، فاهتموا منذ القدم بدور العبادة بالإنشاء والترميم والصيانة والدعم، وقاموا برعاية المنارات العلمية، وأنشأوا عددًا من الجهات الرسمية وغير الرسمية لرعاية تلك الثقافة ومؤسساتها، وبرعوا في فنون العمارة الإسلامية الكاشفة عن هويتهم، فانتشرت في أوساطهم المساجد والجوامع لتكون رافدًا أصيلاً للقيم السماوية والثقافة الإسلامية التي ألقت بظلالها على عاداتهم وتقاليدهم وطِبَاعهم، مما بوأها مكانًا عليًّا في الخارطة الإسلاميَّة، وأكسب أهلها سمعةً ذائعةً في مختلف الأقطار العربية والإسلامية، وجعلها مقصد الوفَّاد والطلاب والزائرين.
وفي العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ازدادت تلك الرعاية والدعم من خلال المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، فاضطلع المجلس بدور حيوي ومهم في صون الواقع الإسلامي وتكريس قيم الإسلام ورعاية دور العبادة، كما أقرَّ المجلس خطة سنوية لإعمار الجوامع ورعايتها.
وتوالت الجوامع التي اضطلع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بإعادة إعمارها وتجهيزها بما يضاعف دورها المهم والحيوي في البلاد، وذلك بالتعاون مع إدارتيْ الأوقاف السنية والجعفرية، ومنها: جامع المغفور له الشيخ علي بن خليفة بن سلمان بالمنامة، وجامع مؤمن بالمنامة، وجامع الشيخ حمد بالمحرق، وجامع مدينة عيسى الجنوبي الشرقي، وجامع جدحفص، وجامع مدينة عيسى الجنوبي الغربي، وجامع سترة، وجامع صلاح الدين بالرفاع الشرقي، وجامع رأس رمان. كما أسهم في بناء وترميم عددٍ آخر من الجوامع، ومنها: جامع الفاضل بالمنامة، وجامع الخيف بسماهيج.

وانطلاقًا من تلك الرسالة العظيمة، وتنفيذًا للأمر الملكي السامي من لدن الملك حضرة صاحب الجلالة ، يأتي افتتاح جامع عسكر بعد إعادة إعماره وتوسعته. ويعدُّ هذا المشروع أحد المشروعات الكبيرة التي قام بها المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.

ويقع جامع عسكر على مساحة تقدَّر بـ 1746 مترًا مربعًا، ويتسع لأكثر من 1300 مصلٍّ، واستغرقت مدة تنفيذه 25 شهرًا بتكلفة قدرها مليون و64 ألف دينار بحريني.
ويطلُّ الجامع على البحر في إطلالة فريدة تعكس صورة حيَّة للبحرين من حيث الحضارة والجغرافيا المتميِّزة. وزاوج البناء الجديد للجامع بين الهندسة المعمارية الإسلامية والاحتياجات العصرية ليكون الجامع تحفة معمارية تنضمُّ إلى شواهد الحضارة الإسلامية في البحرين ومعالمها.
ويضمُّ الجامع ثلاث قاعات للصلاة ومصلى للنساء وثلاث ميضآت، إلى جانب دورات المياه للرجال والنساء، بالإضافة إلى مجلس استقبال للمناسبات مع المرافق التابعة له، ومركز لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم مكون من ثلاثة فصول ومكتب للإدارة، وسكن للإمام وآخر للمؤذن. وتعلو الجامعَ منارةٌ يصل ارتفاعها إلى 36 مترًا، وزُوِّد الجامع بمجموعة من الخدمات كتوصيلات الهاتف وشبكة الإنترنت والتلفزة.
وروعيت في المشروع وسائل السلامة ومكافحة الحريق وترشيد الطاقة والماء عبر سلسلة من الإجراءات الفنية والهندسية بمراعاة نوعية مواد البناء المستخدمة وتركيب أجهزة الكشف عن الحريق ومكافحته، ووسائل لترشيد الكهرباء والماء.
ويعود تاريخ جامع عسكر إلى نحو 170 سنةً حين قام المؤسس المرحوم شاهين بن طوق بن سالم البوعينين بإنشائه، وأمَّه عددٌ من أبرز العلماء كالشيخ جاسم المهزع، والشيخ عبدالواحد إسماعيل، والشيخ محمد سعيد العازمي، والشيخ جاسم الزبيري، والشيخ عبدالله بن إبراهيم بوخماس البوعينين، وعددٍ من المشايخ من فارس والإحساء.
وتوالى على الأذان فيه عددٌ من المؤذنين المعروفين، ومنهم سعيد بن طوق البوعينين، ومحمد بن زايد (أبو زايد)، وأحمد بن إسماعيل البنغدير.
وتمت صيانة الجامع باستمرار على يد المؤسس وابنه محمد بن شاهين وعددٍ من المحسنين من تجار المنامة حتى جاء أمر صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه بإعادة إعماره وتوسعته، واضطلع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بتنفيذ هذا الأمر السامي لنراه اليوم أمامنا صرحًا شامخًا يحكي تاريخًا عريقًا لمملكة البحرين ولأهلها الطيبين، ليضاف إلى المنارات الإسلامية البحرينية التي لطالما كانت أمانًا من الجهل، ورافدًا للخير، ومنجى من الفرقة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 8:56 ص

      أحسكم تقصون على روحكم

      هدم مسجد = سيئات
      بناء مسجد = حسنات
      هدم مسجد + بناء مسجد = صفر
      ترى هالمعادلة مو صحيحة

    • زائر 6 | 8:13 ص

      ستراوي

      إستمرارا للتعديات المنهجية على المساجد المسجلة في الأوقاف الجعفرية قامت القوات باقتحام مسجد الرضا في سترة ليلة امس ؟؟

    • زائر 4 | 8:03 ص

      صعصعه ابنوه بدل تكسيره

      مقام مولانا صعصعه
      متى نقدر نحي فيه وفاة او مولد ونجيب الرادود باسم الكربلائي

    • زائر 8 زائر 4 | 9:10 ص

      نعم؟

      في عيد البش!

    • زائر 3 | 7:56 ص

      متى يعاد بناء مسجد الصحابي صعصعه ابن صوحان في عسكر

      المسجد في كل مرة يحصل فيه تخريب متعمد وانتهاك لحرمتة وتكسير بعض ما فيه من اثاث وابواب وتخريب ضريح وقبر الصحابي. متى يهتم به ولمكانته ولتاريخة الاسلامي

    • زائر 2 | 7:53 ص

      ((إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ ))

      وقوله تعالى : ((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ))
      ولكن الأمرين لا يجب ان يصدروا من مصدر واحد وتتحول العملية تعويضيه ،،

    • زائر 1 | 7:50 ص

      ماذا عن المساجد المهدمة؟!!

      متى ستبنى؟

اقرأ ايضاً