العدد 3964 - الأحد 14 يوليو 2013م الموافق 05 رمضان 1434هـ

الحاجّة أم محمد «سبعينية» تعشق المسابقات التلفزيونية الرمضانية

8 سنوات من المحاولة «أثمرت» جائزتين في 2012... وتنتظر 2013 بفارغ الصبر للفوز

الحاجة «أم محمد»... سيدة بحرينية تجاوز عمرها السبعين عاماً، جدة لـ16 حفيداً، أمية (لا تجيد القراءة ولا الكتابة)، محيط بيئتها هم: (أبناؤها وبناتها وأحفادها، أقاربها، جيرانها وأصدقاؤها)، أما ثقافتها البسيطة فهي عجينة سهلة متماسكة الأطراف، مكوناتها مقادير مختلفة، فالمكيال الأكبر هو ما تربت عليه في مجتمع قريتها العريقة، وجزء بسيط آخر تعلمته من تجاربها ومغامراتها في الحياة، فيما تفوح رائحة عجينتها الثقافية الممزوجة بدخان «نارجيلتها»، وأطياب ما اكتسبته خلال أسفارها واختلاطها بالناس... تتكلم بلهجة قروية أصيلة جميلة، يفقهها البحرينيون، ولا يستوعبها غيرهم.

منذ أكثر من ثمانية أعوام دأبت «أم محمد» على ممارسة طقوس غريبة خلال شهر رمضان - هي وأهل بيتها فقط هم من يفهمونها - فقبل أن يبدأ الشهر بالاستهلال تبدأ الخطط والاتفاقات مع زوجتَي ابنيها وتوزع المهام، ثم يبدأ يومها الرمضاني بما يلي: تحرص على ألا يغيب هاتفها عن نظرها، تشحن بطاقتها بما يزيد على خمسين دينار، بطارية الهاتف يجب أن تكون ممتلئة، بل إنها أحياناً كثيرة تتصارع مع أحفادها من أجل «الشاحن». أما في المساء فيبدأ دور زوجات أبنائها، فالأولى تستلم الهاتف من بعد الإفطار حتى منتصف السهرة، ثم يأتي دور الثانية من المنتصف لنهاية السهرة، ثم يعود لحضنها مع وقت السحور، على أن يعاد السيناريو ذاته كل ليلة خلال شهر رمضان، ترى ما هو سر هذا الهاتف ولماذا هذه الطقوس الغريبة؟! هي تنتظر مكالمة ما!، من من؟!، ولماذا؟! سنعرف بعد قليل.

في رمضان 2012، جاء اليوم المنتظر... شعرت الحاجة «أم محمد» بحكة في باطن كفها الأيمن، فتبسمت وهي تنظر لأبنائها، وقالت جملتها المعتادة التي لم يكن أحد منهم يصدقها : «عساها خير... بيجيني بيزات»، ولكن عائلتها وكما هي العادة اكتفوا بالضحك ولم يعيروا أي اهتمام للموضوع، وما هي إلا ساعة من بعد الإفطار وإذا بهاتف «أم محمد» يرن... ويرن دون أن ترفع سماعة الهاتف لأنها تعشق أن تستمع لرنة هاتفها كاملة ومن ثم ترد بكلمتها الطريفة «هااالو»... «من؟!».

سادت الدهشة ملامح وجهها وتحول لونها إلى الأحمر... الجميع استغرب دهشتها وتغير ملامح وجهها وصمتها... ولتدارك الموقف سرعان ما أعطت زوجة ابنها الهاتف لترد بدلاً منها، قائلة لها: «ردي عليه ما فهمت ويش يقول؟!»... عندما أجابت زوجة ابنها: كان المتحدث شامي اللهجة، لذلك لم تستوعب الحاجة «أم محمد» ما كان يقول، ولربما هي لم تستوعب ما يقول من الصدمة، فهي تنتظر هذه المكالمة منذ ثمانية أعوام.

وبعد أن أعطت زوجة الابن البيانات للمتصل الذي أعطاهم وقتاً معيناً لمعاودة الاتصال بهم، أنهيت المكالمة، ولكنها فتحت أبو التهاني لـ «أم محمد» التي تبسم الحظ أخيراً لها وستكون مشاركة في برنامج المسابقات الرمضانية الذي لطالما انتظرت اتصالهم، منذ ثمانية أعوام، وظلت تجدد «الأمل» في كل عام.

من فرحتها بهذا الاتصال دعت أبناءها لمتابعة البرنامج جميعاً، كما طلبت منهم أن يبلغوا جميع أفراد العائلة عن طريق «الواتس آب» بأنها ستكون مشاركة في «البرنامج الفلاني»، ثم ألزمت الجميع ممن سيكون متواجداً وقت الاتصال أن يلتزم الهدوء والصمت حتى تستطيع أن تستمع للمكالمة عبر التلفزيون... فعلاً جاءت اللحظة المنتظرة وكانت المشاركة لـ «أم محمد» ولكن من كانت تجيب فهي إحدى زوجات أبنائها، وربحت في هذه الليلة خمسين ديناراً وهاتفاً ذكياً.

الفرحة زارت العائلة في تلك الليلة وسكنت قلب «أم محمد»، وباتت تتذكر ما كان يقول لها أبناؤها عندما كانت ترسل الرسائل للمشاركة: «ستخسرين أموالك... لن تفوزي، هذه المسابقات ليست حقيقية.... إلخ»، ولكن هذه الليلة زادت من إصرار «أم محمد» للفوز في مسابقة أكبر والربح فيها أكثر، ولكن الجميع ضحك عليها وكانت كلمتهم واحدة «مو كل مرة تصيب»، أي بمعنى أن الحظ لن يكون بجانبك في كل مرة.

على رغم ذلك فإن إصرار الحاجة وعزيمتها كانا أقوى، واستمرت بمساعدة زوجتَي ابنيها في المحاولة، إلى أن طرق «الحظ» بابها من جديد، وكان المتصل هذه المرة المسابقة الكبرى التي تتابعها بشغف كل ليلة عسى أن يكون اسمها بين الحضور، بل إنها تفرح عندما يكون المتصل من البحرين وتصفق عندما يفوز.

في المسابقة الكبرى تعاون جميع أفراد أسرتها وسخروا معلوماتهم الشخصية في الإجابة ليكون الفوز من نصيب «أم محمد» فربحت في هذه الليلة أكثر من سبع مئة ريال سعودي، ولقب ابنها الذي كان يشارك عنها بـ «ذئب الحلقة»، كونه حصل على أكثر مبلغ من المشاركين.

الحاجة من فرحتها لم تُخفِ عن أهلها وأقاربها خبر فوزها، فأخبرت الجميع، بل إنها فتحت الباب وجددت الأمل في نفس كثيرين ممن لا يؤمنوا بأن هذه المسابقات حقيقية، وأصبح الجميع يخطط للمشاركة والفوز في شهر رمضان 2013، و «أم محمد» هي الأخرى عزمت على أن تجرب حظها، فهل ستكون فائزة هذا العام أيضاً؟!

ربما كانت «أم محمد» أمية وهدفها بسيط، ولكنها ذللت كل العوائق لتفوز بما كنت تصبو إليه، بل بـ «أملها وعزيمتها وإرادتها»، وبدعم من حولها ومساندتهم استطاعت أن تحقق ما ربما يعجز عنه الآلاف ممن يفتقدون الأمل، وخصوصاً أن الأموال التي ربحتها كانت خيراً وأملاً لتلبية احتياجاتها وعائلتها. فهل نتعظ من قصة الحاجة ونجدد الأمل في نفوس افتقدت «الأمل»، بأن الفوز والنجاح سيكون حليفها إذا ما سعت، وإذا ما تمسكت بهدفها وتعاونت لتحقيقه؟!

العدد 3964 - الأحد 14 يوليو 2013م الموافق 05 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 6:53 م

      الاصرار والعزيمه

      الله يطول بعمرها ويخليها للجميع الله يعطيها ع قد نيتها

    • زائر 4 | 3:34 ص

      الفال ليها من تليفزيون البحرين

      انشاء الله اتحصل جائزة من تليفزيون البحرين بدون سؤال ولا عوار رأس بس بالمشاركة الله كريم

    • زائر 5 زائر 4 | 5:14 ص

      زائر

      قلت من وين ..... ؟

    • زائر 3 | 2:56 ص

      بنت الرفااع

      الله يطول في عمرها صج هما الخير والبركه

    • زائر 2 | 1:16 ص

      نعم الاصرار والتحدي والارادة تحيا الحاجة أم محمد

      بصراحة الحاجة أم محمد عجبتني كلش الله يعطيها الصحة والعافية وإنشاء الله على طول هالاصرار والعزيمة والارادة قدها وقدوود ياام محمد والله يخليش لينا ياأمي وأم الجميع عساش على القوة والله يبعد عنش الحساد

    • زائر 1 | 10:01 م

      {{{ كلمة حق }}}

      ياحليلهم والله هم الخير والبركه المفروض تعطى اكثر من هذه الجائزه العينيه لانها فعلا تستاهل كل خير ونتمنى لها التوفيق والله يعطيها طولت العمر 000 وشكراااا

اقرأ ايضاً