العدد 3965 - الإثنين 15 يوليو 2013م الموافق 06 رمضان 1434هـ

أنا لا أفهمكم!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

مع أني رئيس أكبر دولة عظمى في العالم، إلا أنني اعترف لكم بأني لا أفهم ما يجري لديكم في الشرق الأوسط!

في أول وصولي إلى البيت الأبيض، كأول رئيس أسود، كنت أتطلع إلى الشرق، فقمت بزيارة إلى تركيا ومصر، لتدعيم علاقاتنا الوثيقة مع هذين البلدين الحليفين، ولكني تفاجأت بشدة، حين قام المصريون بثورةٍ ضد صديقنا المخلص حسني مبارك. وأصارحكم أن ذلك مثل لي صدمةً عنيفةً، فقد استقبلني الرجل بحفاوة، وألقيت خطاباً موجّهاً للعالم العربي من جامعة القاهرة. وكم كانت صدمتي كبيرة حين اكتشفت أن مبارك كان دكتاتورياً، ومكروهاً من شعبه إلى هذه الدرجة.

عموماً نحن الأميركيين شعب ديناميكي، وسياستنا مرنة جداً، ولذلك تخلينا عنه، ومددنا الجسور مع جماعة الاخوان المسلمين، وساعدناهم على الوصول إلى الحكم. لقد كانت أياماً واعدة، رسمنا سياستنا المستقبلية على أساس أن يبقوا في الحكم ثلاثين عاماً قادمة.

لقد بدا لنا الأمر وكأنه زمن الاخوان. لقد قلنا: اعطوهم فرصتهم. كفى ما أصابهم من سجون وملاحقات. ونحن مستعدون للتعاون معهم. ما الذي حدث لتنقلب الأوضاع بهذه الصورة الدراماتيكية ضدهم؟ أنا لا أفهم. الشرق الأوسط لغز كبير بالنسبة لي. إنه مثل القدر الكبير الذي يغلي، وتتقافز فيه قطع البطاطا والباذنجان والبروكلي، ويتصاعد منه البخار.

الجمهوريون يتهموني بالتخبط والحيرة، وأنا أعترف بأني حائرٌ وعاجزٌ عن فهم هذه المنطقة، ولكني لست متخبطاً، فأنا أعرف ما أريد. فقد قررت سحب قواتنا منها، ووفّيت بوعدي للناخبين، فانسحبنا من العراق وفي صدد سحبها من أفغانستان. أريد انسحاباً من دون خسائر، وهذا ما لا يفهمه الجمهوريون المتطرّفون من بقايا المحافظين الجدد الذين ورّطونا في حروبهم العبثية ضد الإرهاب. لكن المفاجآت مازالت تدهمني، فالشرق الأوسط صندوق مليء بالأسرار!

حتى في تركيا، كانت صدمتي كبيرة، فقد كنا نتحدث كثيراً عن النموذج التركي، الذي يمثل الإسلام المعتدل. لقد بقينا نروّّج له حتى انفجر ما يسمى بالربيع العربي، وقد زرتهم في اسطنبول لتوجيه رسالةٍ إلى العالم الإسلامي كما فعلت في القاهرة، لكن حتى تركيا صدمتني أحداثها.

لا شك أنهم وقعوا في أخطاء عديدة، فالأتراك تجّار، وهم براغماتيون مثلنا، ولكنهم اندفعوا أكثر من اللازم في موضوع سورية، وأقاموا جسراً لعبور الإرهابيين من الحركات المتطرفة للقتال هناك، وهو ما يهدّد باشتعال المنطقة بكاملها. نحن نريد إطفاء الحرائق لنؤمّن لنا انسحاباً آمناً، وهم يريدون إشعال الحرائق ونشرها. لقد كانوا يتصرّفون بتهور، وهذا هو خطأهم الأكبر.

صدمتي في تركيا أكبر منها في مصر. فخلال شهرٍ واحدٍ هدم أردوغان ما بنته حكومته خلال عشر سنوات. لم أكن أتوقع أن يتصرف برعونة، ويقمع المتظاهرين ويشوّه صورة بلده من أجل إقامة مجمع تجاري في حديقة. لقد أحرجنا كثيراً، فنحن لا يمكن أن نؤيده في قمعه للمتظاهرين باستخدام الرصاص والاستخدام المفرط لمسيلات الدموع، ونحن الذين ننادي بالديمقراطية وحق التظاهر السلمي لشعوب المنطقة. ومع أنه صديقي وكان من أكثر الزعماء الأجانب زيارةً لي، إلا أنه تصرّف برعونة، وحين انتقدنا تصرفاته أصبح أكثر عدوانية. والأسوأ هو ما يفعله في مصر الآن، فنحن نعتبره «ثورة» وهو يصر على أنه «انقلاب»!

إنني لا أفهم الشرق الأوسط... ماذا تريدون؟ رغم ما نمتلكه هناك من قواعد عسكرية وأساطيل وقوات جوية وبحرية وبرية... إلا أنني عاجز عن توقّع ما سيحدث غداً.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3965 - الإثنين 15 يوليو 2013م الموافق 06 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 3:24 م

      عبارات القذافي

      ههههههههههههه نفس الهلوسة بس باللغة الإنجليزية

    • زائر 19 | 8:34 ص

      مقال هرار

      مادري هذا كلام اوباما يعني؟ لو هرار عنه؟

    • زائر 18 | 8:29 ص

      امريكا تفهم لكن تقف مع مصالحها

      امريكا تقف مع مصالحها ولا تقف من الشعوب المطالبة بالحريو والكرامة وكل ما تدعيها حكومة امريكا فهي كذب

    • زائر 17 | 7:59 ص

      سلطة وحب مال والرياسه وتآمر على الشعوب من أجل بنوك أو بنك نوت؟

      ظاهرها وليس غائب وماضيها حاضر دولة أمر ربهم أن يعيدوا عبادة اللات والجبت والطاغوت والأخذ بالنفاق (المجاملة) بدل قول الحق والكذب (الدعاية والاعلان قول الزور). وهذه يا سادة يا كرام صلوا على البدر التامام ، لا يختلف إثنان على أن اليهود لم يتغيروا ولا ملتهم بعد ما تتغير. فحب المال وجمعه بالقمار ونصب وإحتيال وتزوير ومراهنات ونهب شعوب. فأول ما يلاحظ عملة ورقيه كنتب عليها الأمر كان لله بينما نؤمن بالمال أنه الله حيات اليهود مال وأعمال وعبادة دولار أمريكي صنم حريه وديمقراطيه ونفاق وقول زور وتمثيل ...

    • زائر 13 | 2:24 ص

      المصلي

      بيت القصيد أن المنطقة برمتها مشتعلة وسببها غياب الديمقراطية الحقيقية وأعطاء الشعوب كامل حقوقها بأن تكون مصدر السلطات وتلبية مطالبها في حكومات منتخبة وبرلمانات كاملة الصلاحية وقضاء مستقل يعطي لكل ذي حق حقه وأن توجه الحكومات لصون الحقوق العامة والمحافظه على السلم وارساء قيم العدل والمساواه والتسامح ورفض الدكتاتوريات وحينها ستصبح المنطقة بأمن ومحبة وسلام

    • زائر 11 | 2:03 ص

      ذابحك اردوغان

      الصراخ على قد الألم على ما يقولون ولا شرايك؟

    • زائر 16 زائر 11 | 6:49 ص

      زائر 11

      باين عليك مهجول (هكذا يريدونك) يا زائر 11 ولا تدري شقاعد يصير. أردوغان أكبر نصير للإخوان - الإخوان أكبر أعداء السلطات في الخليج (إقرأ مقالات كتاتيب الصحافة الحكومية هذه الأيام) - شلون تفسرها ألحين؟

    • زائر 10 | 1:53 ص

      حيدري ‏:‏ هذا هو حالكم كم أنتم بعيدين عن الحقيقة ‏

      أنت تقول يا صاحب المقال أن أباما هو من أوصل مرسي والإخوان المسلمين لسدة الحكم في مصر يعني إذا كان أوباما قادر أن يوصل أي شخص لسدة الحكم في أي بلد رغم عن إرادة الشعب فلماذا يستطيع الحفاظ عليه في بقائه في الحكم رغم إرادة الشعب أيضا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فالحقيقة أن من أوصل مرسي لسدة الحكم هو الشعب المصري ومن أسقطه بعد عام هم المنافقين والفلول والجيش الخائن ‏

    • زائر 14 زائر 10 | 4:12 ص

      اكيد دابحنه

      انا وياك.... بس السيد قاسم يقدم تحليلات موضوعية دقيقة من أجل ان يفهمك الحقائق التي لا تريد أن تفهمها. على فكرة راحت على اردوغان . ولعلمك الحين سيصبح العدو رقم واحد لدول الخليج. واصحى يا نايم.

    • زائر 15 زائر 10 | 6:44 ص

      فبركة مكشوفة

      ليش تفبرك ؟ انت اسمك حيدري؟ هاللعبة مب علينا. صير شجاع واكتب باسمك او اسم منطقتك.

    • زائر 9 | 1:48 ص

      بلقيس

      عزيزي أوباما،
      لا أنت ولا من قبلك أو بعدك ستفهمون. انت لا تعرفون لغة الشعوب بل تعرفون لغة واحدة فقط هي لغة المصالح. تعلموا لغة الشعوب ومفردات تطلعاتها واجعلوها لغتكم الأم وعندها ستفهمون.

    • زائر 12 زائر 9 | 2:08 ص

      أصل المشكلة

      البشر وضعوا قوانين و أصول منذ تأسيس أول نظام مدنى على هذه الكرة و لا زالت مستمرة. التصور من قبل الرئيس و المرؤوس بأن الأمور كلها بيد الرئيس و هو يحل كل المشاكل و يفهم كل القضايا و يفتى فى كل الأمور. هذا التصور و اليقين و القبول عند الطرفين خلق المشاكل و التى ستستمر فى جميع بقاع الأرض مهما تغير الرؤساء و الأنظمة. عيشوا و أقتنعوا و كلوا ممما طبختم بأيدكم.

    • زائر 8 | 1:31 ص

      إلا الرئاسة

      حقيقة يا سيدنا الفاضل ان هذا الرجل الذي تتحدث عنه قد يصلح لكل الأعمال إلا الرئاسة فهو منذ انتخابه كان بعيش صراع بين الداخل والخارج وحاول الانتصار على نفسه ولكنه فشل فشلا ذريعا وحاول مع الداخل الامريكي فلم يجد التمثيل وجرب مع الشرق فأصيب بلعنته ولم ينجح سوى مع اسرائيل وبها ستكون نهايته كسابقه فلا عزاء عليه وسيرحل يجر اذيال الخيبة كإخوان مصر

    • زائر 7 | 12:57 ص

      مقالك ظالم و مجحف يا سيد

      يا سيد نسيت المارد الذي استيقض و اوتعى وارتعد وانتفض و امباع, نسيت أكبر تجمع في البلد, نسيت التواقيع اللي يجمعونها عشان يطيرون السفير #امبرم #طمبورها , شلون تنسى أكبر قوه في العالم يا سيد حرام عليك

    • زائر 6 | 12:24 ص

      خل اللي عندنا يفهمون اول

      خل اللي عندنا يفهمون بعدين أوباما فهم و الله ما فهم ما يهمنا

    • زائر 5 | 11:43 م

      هههههههههههه

      الشرق الاوسط صالونة خضار هههههههههههههه اضحكني المقال رغم ان فيه معاني كثيرة شكرا لك

    • زائر 4 | 11:39 م

      احنة العرب مشكلة

      مو فالحين الا بس في الشعر والغناء والرقص ههه صدقني
      جميع الامم نهضت ياخي شرق اوربا صارو متحضرين وتوهم مو من زمان طالعين من حروب ومجازر نهاية التسعينات بس واحنة سليمة تصكنا على سواطيرنا

    • زائر 2 | 10:27 م

      رساله قويه

      أرجو أن تكون وصلت الرساله ولكن لا أعتقد المعنين يفهمون شئ مما كتبت يا إستاد قاسم وشكراً

    • زائر 1 | 10:11 م

      مادري

      كأنك تتكلم عن البحرين في آخر مقطع

اقرأ ايضاً