العدد 3965 - الإثنين 15 يوليو 2013م الموافق 06 رمضان 1434هـ

مكتب المغفور له الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة يستقبل الزوّار في مبنى باب البحرين

ربّما لم يعد بإمكان المدينة أن تذهب! وكلّ الذين استبدلوا بناياتها القديمة بواجهات زجاجية لامعة وأبواب مغلقة، يكتشفون أن الذي تبدّل لم يغيّر من قلبِ المنامة.

فسيّارات الأجرة هي نفسها، الباعة ببضاعتهم من كل أنحاء العالم يتّخذون ذات الدكاكين، وآلات التصوير في أيدي السيّاح تدير الذاكرة بإغماضه سريعة على كلّ تلك الملامح القديمة بدهشة، وتردّ تلكَ الملامح هذا الضوء الخاطف بابتسامة وباب مفتوح، فيما تتصاعد رائحة القهوة وأصوات الدكاكين الخشبيّة أو حتّى المعدنيّة المتراصّة كتلويحه تشبه كلمة: مرحبًا أو أهلاً.

الأمر تحديدًا لا يحدث من المدينة ذاتها، فهي المستيقظة منذ أربعينيّات القرن الماضي تقاوم الحياة برغبةٍ حقيقيّة وصادقةٍ في البقاء، لكنّها اليوم تستردّ الحياة، وتعتنق فكرة الجمال والبقاء كبديلٍ لصمتها، حيث تشهد العاصمة البحرينيّة المنامة في منطقة باب البحرين وسوق المنامة القديم حراكًا سياحيًّا ملحوظًا، يطوف فيه القادمون الأجانب من كل أنحاء العالم الدكاكين الصغيرة، ويزورون البيوت القديمة وباب البحرين باعتبارهما أكثر النصوص فصاحةً في التعبير عن الإرث البحرينيّ والحضارات الإنسانيّة القديمة. ويتّجه الزائرون في تعمّقهم في نسيج المنامة إلى أهم المحطّات من مقاهي شعبيّة وبيوتٍ أثريّة والسوق القديم الذي يمتدّ في الضاحية القديمة، بالإضافة إلى باب البحرين حيث مكتب المغفور له بإذن الله صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم مملكة البحرين، والذي يستردّ الآن موقعه وحياته بدورٍ وظيفيّ جديد، في مبنى باب البحرين حيث يشهد المكان تدشين مركز للمعلومات وافتتاح مكاتب لمنظمتيّ السياحة العربيّة والسياحة العالميّة.

وقد اقتبَسَت المنامة من حياتها الأولى ذاكرة الأربعينيّات وما قبلها في إحياء للأسوق الشعبيّة والمقاهي التقليديّة، باستثمار ثقافيّ وحيويّ لطبيعة المكان، في محاولة لتأسيس حياة روحيّة وعاطفيّة وتوثيقيّة، كان آخرها سوق رمضانيّات الذي انطلَق في 11 من يوليو الجاري ويستمرّ حتى 20 منه، في إضاءة حياتيّة على مسارِ الأشياء في شهر رمضان الكريم. ويجسّد هذا السوق استعادة فعليّة لحالة النشاط في مدينة المنامة وطبيعتها المعيشيّة، إذ يستوحي من العاصمة مواضيعها اليوميّة ويرصف من ذاكرتها البعيدة مجموعة من المتقابلات الحياتيّة بهيئة أكشاك ودكاكين صغير ومتاجر لبيع المنتوجات البحرينيّة المبتكرة، برفقة موسيقى شعبيّة وطربيّة تتناوب في الأمسيات العديدة. وبذلك يتّجه السوق إلى استدراج الأفعال الاجتماعيّة والثقافيّة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً