العدد 3974 - الأربعاء 24 يوليو 2013م الموافق 15 رمضان 1434هـ

أوباما يوقف تسليم مقاتلات إف-16 لمصر "نظرا للوضع الراهن"

قال مسئولون أمريكيون يوم الاربعاء ان الرئيس باراك اوباما قرر إيقاف تسليم مصر أربع طائرات مقاتلة من طراز اف-16 وذلك في أوضح مؤشر على قلق الولايات المتحدة بعدما عزل الجيش اول رئيس منتخب ديمقراطيا لمصر. ويظهر هذا القرار القلق المتزايد لدى الولايات المتحدة من جراء المسار الذي تشهده البلاد منذ الاطاحة بالرئيس محمد مرسي وما تلاه من تصاعد في العنف.

ومع ذلك فإن مسئولي حكومة أوباما لم يصدر عنهم ما يشير إلى أن القرار الخاص بمقاتلات إف-16 ينبئ بتحول في السياسة الأمريكية الأوسع والخاصة بالمساعدات الى مصر. ولم تقرر واشنطن بعد هل تصف عزل مرسي بأنه انقلاب، الأمر الذي إن حدث فان القانون يلزمها بقطع المساعدات الامريكية لمصر. ولكن في علامة على الاستياء المتزايد من الأسلوب الذي يتعامل به قادة الجيش مع الوضع بعد الإطاحة بمرسي قال أحد مسؤولي حكومة أوباما أن أحد الأهداف الرئيسية هو الضغط على الحكومة في القاهرة "للمضي قدما وتصحيح هذا التحول الديمقراطي." وقال البنتاجون إن وزير الدفاع الامريكي تشاك هاجل أبلغ القائد العام للجيش المصري وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بقرار أوباما الخاص بإيقاف تسليم المقاتلات في محادثة هاتفية يوم الأربعاء.

وقال المتحدث باسم البنتاجون جورج ليتل للصحفيين "نظرا للوضع الراهن في مصر لا نعتقد انه من الملائم المضي قدما في هذا الوقت في تسليم مقاتلات اف-16." واضاف ان قرار اوباما اتخذ باجماع اراء فريقه للأمن القومي. واشار ليتل إلى ما سماه "سيولة" الوضع على الأرض في مصر. ودعا السيسي الى مظاهرات حاشدة يوم الجمعة لمنحه تفويضا شعبيا لمكافحة العنف المتزايد الأمر الذي أثار المخاوف داخل جماعة الإخوان المسلمين من حملة عسكرية. وحذرت الجماعة من احتمال أن يؤدي ذلك الى حرب أهلية.

وجاء قرار أوباما بعد اسبوعين من تقرير لرويترز مفاده ان الولايات المتحدة تعتزم المضي قدما في تسليم طائرات اف-16 على الرغم من الإطاحة بمرسي. وشدد البنتاجون يوم الأربعاء على أهمية العلاقات مع القوات المسلحة المصرية وقال إنه لا نية لتجميد كل المساعدات العسكرية التي تبلغ قيمتها إجمالا 1.3 مليار دولار سنويا. وقال ليتل انه على سبيل المثال ستمضي مناورات النجم الساطع مع مصر قدما حسب المقرر. وقال المسؤول في حكومة أوباما طالبا ألا ينشر اسمه "يجب ألا ينظر إلى هذا على أننا ننأي بأنفسنا عن الجيش المصري." وقد كانت مصر من أكبر متلقي المساعدات الأمريكية منذ أن وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979.

وكانت أول بلد عربي يشتري المقاتلة إف-16 التي تعتبر على نطاق واسع رمزا للروابط السياسية والأمنية مع واشنطن. وكان الانتاج المشترك بين الولايات المتحدة ومصر للدبابة القتالية إم-1-إيه-1 أبرامز أيضا جزءا رئيسيا من المساعدات الأمريكية. وهون مسؤولو الحكومة الأمريكية من أي صلة بين القرار الخاص بمقاتلات إف-16 ومراجعة البيت الأبيض ووزارة الخارجية لمسألة ما إذا كان ينبغي وصف الإطاحة بمرسي بانها انقلاب. وكان تردد الحكومة الأمريكية قد اعتبره البعض في مصر مساندة ضمنية لعزل الجيش مرسي. وقال مسؤول حكومة أوباما "الخلاصة كما قلنا دوما هي أن عشرات الملايين من الناس يشعرون بأن هذه هي الإرادة الشعبية للناس." واستدرك بقوله "ولكن لنكون منصفين فإن عشرات الملايين من الناس يشعرون بأنه جرت انتخابات وفاز مرسي ... إنها ليست مسألة قاطعة في أي من الجانبين." ورفضت لوكهيد مارتن التي تقوم بتصنيع الطائرات -وهي أكبر مورد للبنتاجون- التعقيب على المسألة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً