العدد 3974 - الأربعاء 24 يوليو 2013م الموافق 15 رمضان 1434هـ

البابا يهاجم الفساد ويدافع عن الفقراء في احدى افقر ضواحي ريو دي جانيرو

اغتنم البابا فرنسيس الخميس (25 يوليو/ تموز 2013) فرصة زيارته الى ضاحية محرومة في ريو دي جانيرو للدعوة الى تحسين الدمج الاجتماعي للفقراء ودعم الشبان البرازيليين في حربهم ضد "الفساد".
والقى البابا الارجنتيني المنادي بـ"كنيسة فقيرة من اجل الفقراء"، كلمة هي الاكثر تعمقا في الشؤون السياسية والاجتماعية منذ وصوله الاثنين الى البرازيل التي شهدت في حزيران/يونيو اضطرابات اجتماعية يقف وراءها شبان رافضون للفساد والوضع المتردي للخدمات العامة الاساسية.

وفي ظل طقس ماطر، تم استقبال اول حبر اعظم اميركي لاتيني في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية بحفاوة من جانب سكان ضاحية فارغينيا الصغيرة الفقيرة الذين تجمعوا على ارض المدرج الموحل لكرة القدم في منطقتهم.

وتوجه البابا الارجنتيني الى مستقبليه قائلا "رغبتي كانت في التمكن من زيارة كل احياء هذه الامة. كنت اود قرع كل الابواب، والقاء التحية، طلب كوب ماء بارد، احتساء فنجان قهوة برازيلية من دون كاتشازا (مشروب روحي برازيلي)".
واضاف "لكن البرازيل كبيرة جدا ومن غير الممكن قرع كل الابواب. لذلك اخترت القدوم الى هنا، زيارة +جماعتكم+ التي تمثل اليوم كل احياء البرازيل"، وذلك وسط تصفيق حار من الحاضرين.

وفي نهاية كلمته، توجه البابا فرنسيس الى الشبان "الذين لديهم حساسية خاصة ضد الظلم". وقال "غالبا ما تشعرون بالخيبة من افعال (...) فساد من اشخاص يبحثون عن منافعهم الشخصية عوض البحث عن الصالح العام"، مضيفا "لا تيأسوا يوما. الواقع يمكن ان يتغير، الانسان يمكن ان يتغير" وناصحا اياهم بالقول "اسعوا انتم اولا الى فعل الخير، واسعوا الا تعتادوا على الشر بل الى التغلب عليه".
وفي هذه المحطة البارزة من زيارته الى البرازيل، اختار البابا فارغينيا الواقعة في مجمع للاحياء العشوائية يلقب بـ"قطاع غزة" بسبب كثرة الاشتباكات الدامية بين الشرطيين ومهربي المخدرات.
وهذه الجماعة الصغيرة التي تعد حوالى الف نسمة تمت "اعادة السلام اليها" من جانب الشرطة قبل سبعة اشهر. وعلى الرغم من فقدان تجار المخدرات السيطرة على هذه المنطقة، الا ان المشاكل لا تزال كبيرة: فقر، انقطاع للمياه، اعطال في الكهرباء.
وفي معرض حديثه عن سياسة الحكومة التي سمحت باخراج 40 مليون برازيلي من الفقر المدقع خلال العقد الاخير، اشاد البابا بـ"جهود المجتمع البرازيلي لدمج كل مكوناته".
واكد ان "اي جهد لـ+اعادة السلام+ لن يكون دائما، لن يكون هناك لا انسجام ولا سعادة في مجتمع يتجاهل ويهمش جزءا منه".
وقبل هذه الكلمة، بارك البابا فرنسيس المذبح الجديد لكنيسة سان جيرونيمو اميلياني وتوقف سريعا في منزل لعائلة في احد الاحياء العشوائية.
وعند مدخل فارغينيا، اقام السكان على شرف البابا الزائر تمثالين من معجن الورق قاموا بنحتهما بانفسهم.
واحد هذين التمثالين يمثل عذراء اباريسيدا السوداء، شفيعة البرازيل، والثاني على شكل رأسي ماعز.

ثم توجه البابا الى كاتدرائية ريو دي جانيرو للقاء الالاف مواطنيه الارجنتينيين الذين يشاركون في الايام العالمية للشبيبة الكاثوليكية.
وقال البابا فرنسيس لهؤلاء "ماذا اتوقع من الايام العالمية للشبيبة؟ اتوقع الكثير من الحركة".
واضاف "اريد ان تخرج الكنيسة الى الشارع. على الرفاق في الرعايا والمؤسسات ان تخرج الى الشارع. والا ستتحول الكنيسة الى منظمة غير حكومية. لا يمكن لها ان تكون منظمة غير حكومية".
وكان البابا بدأ يومه بمباركة شارات الالعاب الاولمبية لريو دي جانيرو في العام 2016، كذلك مباركة رياضيين مثل لاعب كرة السلة البرازيلي اوسكار شميت المصاب بسرطان في المخ.
ومن المقرر ان يتوجه في المساء الى اكثر نواحي ريو دي جانيرو جاذبية، وهي شاطئ كوباكابانا.
وقرابة الساعة 21,00 ت غ، يوجه البابا فرنسيس التحية لالاف الشبان المشاركين في الايام العالمية للشبيبة الكاثوليكية وسيلقي كلمة ترحيبية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً