العدد 3975 - الخميس 25 يوليو 2013م الموافق 16 رمضان 1434هـ

توقيف سائق القطار الاسباني بتهمة "التهور"

سانتياغو دي كومبوستيلا (إسبانيا) - ا ف ب 

تحديث: 12 مايو 2017

اودع سائق القطار الذي خرج عن سكته الاربعاء في سانتياغو دو كومبوستيلا في شمال غرب اسبانيا واوقع 78 قتيلا، قيد التوقيف الاحترازي بتهمة "التهور" ويشتبه في انه كان يقود القطار بسرعة جنونية عند منعطف خطير.

والسائق، وهو رجل متمرس في قيادة القطارات، في الثانية والخمسين من العمر ونشرت صورته في كافة وسائل الاعلام الاسبانية، لم ينجح على ما يبدو في كبح فرامل القطار في اللحظة المناسبة اذ كان ينطلق بسرعة 190 كلم في الساعة على قسم من السكة يفترض ان لا تتعدى سرعته فيه الثمانين كلم في الساعة، بحسب تصريحاته التي نشرتها صحيفة ال باييس.

واختصرت صحيفة الموندو من جهتها الرواية بالقول ان "كبح سرعة" القطار "جاء متاخرا جدا"، ويبدو ان التحقيق يتجه الى وجود ثغرة في نظام المكابح مصحوبة بسرعة مفرطة. واضافت الصحيفة ان القطار "كان يسير بسرعة جنونية فوق قسم من السكة لا تحيط به اي اجراءات للسلامة مع هذه السرعة".

واعلنت شرطة غاليثيا الجمعة ان السائق الذي اصيب بجروح طفيفة ونقل الى المستشفى للمعالجة، اودع الخميس قيد التوقيف الاحترازي بتهمة "التهور". واوضح قائد الشرطة الاقليمية جيم ايغليزياس انهم "متهم بجنحة على علاقة بالحادث".

واضافت الشرطة ان في حوزتها الصندوقين الاسودين وستسلمهما للقضاء لاحقا.

ووقع الحادث عند الساعة 20,42 (18,42 ت غ) الاربعاء بينما كان القطار آتيا من مدريد ويمر عند مفترق ضيق للغاية يدعى "غرانديرا ايه" على بعد حوالى اربعة كيلومترات من محطة سانتياغو دو كومبوستيلا.

والقطار الهجين الذي يجمع بين النموذج التقليدي والقطار السريع، كان يسير وفقا لتصيم القطار السريع، وانما عند قسم من السكة يشكل منعطفا وفي منطقة سكنية حيث تخفض السرعة. وفي هذه النقطة من مساره، تفتقر السكة الحديد الى نظام مراقبة آلية للسرعة.

وكتبت صحيفة ال باييس ان "انظمة الانذار على السكة الحديد تعطلت عندما كان فرانشيسكو جوزيه غارثون امو سائق قطار الفيا، منطلقا بالقطار بسرعة 190 كلم في الساعة بينما لم يكن يتعين عليه تجاوز سرعة 80 كلم في الساعة". وكانت الصحيفة كشفت الخميس عن مقتطفات من محادثة عبر اللاسلكي جرت بين السائق والمحطة قبيل وقوع الحادث وبعده.

واظهر شريط فيديو قصير تم بثه الخميس عبر وسيلة اعلامية الكترونية قطارا مجنونا ينطلق بسرعة جنونية على السكة عند بداية المنعطف ثم يخرج عن السكة وينقلب.

واضافت الصحيفة ان "الانذار، كما اقر السائق نفسه، ظهر على لوحة القيادة وحاول استخدام المكابح لكنه لم يتمكن من منع حصول الكارثة".

وقال السائق في تسجيل لهذا الاتصال عبر اللاسلكي نشرته ال باييس "كان يفترض بي السير بسرعة 80 كلم في الساعة وكنت اسير بسرعة 190 كلم في الساعة"، في حين كان يحاول يائسا وقف القطار. واضاف فور وقوع الحادث "خرجت عن السكة، ماذا بامكاني ان افعل؟".

ونشرت عدة وسائل اعلام صورا من صفحة السائق على الفيسبوك التقطت قبل شطبها صباح الخميس.

وتضمنت على سبيل المثال صورة التقطها في اذار/مارس 2012 فرانشيسكو جوزيه غارسون ويظهر فيها عداد يشير الى 200 كلم في الساعة وتعليقات يتبجح فيها بالقيادة بهذه السرعة.

واسفر الحادث عن 78 قتيلا على الاقل. وتم التعرف حتى الان على 73 جثة لكن عمل الخبراء لتحديد هوية القتلى الخمسة الباقين قد يتطلب بعض الوقت. وعثر ايضا على "بقايا بشرية" يمكن ان تكون عائدة لثلاثة اشخاص مختلفين، كما اوضحت المحكمة.

وبين القتلى خمسة اجانب حتى الان هم جزائري ومكسيكي واميركي وبرازيلي وفنزويلية. وتحدثت بلدية سانتياغو عن مقتل فرنسي مضيفة انه لم يتم التعرف عليه بعد.

ومن اصل الجرحى ال178، لا يزال 81 يتلقون العلاج في المستشفيات الجمعة وبينهم 31 في حالة خطرة.

وعلى الرغم من ان الاولوية هي تحديد هوية الجثث الاخيرة، فان سانتياغو دو كومبستيلا التي تعتبر مقصدا للسياحة الدينية من كافة ارجاء العالم، تستعد لتكريم الضحايا: فقد يتم تنظيم مراسم دفن الاثنين.

والجمعة، كان لا يزال افراد عائلات الضحايا ينتظرون منهكين انجاز الاطباء الشرعيين لعملهم.

وقال رئيس البلدية انخيل كوراس صباح الجمعة امام مركز مساعدة العائلات ان "العائلات منهكة يغمرها الالم والحزن". واضاف "من المؤكد ان هذا العمل معقد. هناك حالات رضوض متعددة وكسور". واشارت الشرطة في المقابل الى انه لم تحترق اي جثة.

والموقع الذي وقع فيه الحادث، انغروا، استقبل الجمعة ولي العهد الامير فيليبي وزوجته ليتيسيا اللذين عادا الجرحى في المستشفيات بعد عيادة الملك خوان كارلوس لهم الخميس.

واستؤنفت صباح الجمعة رحلات القطارات على احد الخطوط التي تضررت في الحادث.

وكان القطار متوجها الى الفيرول على ساحل الاطلسي سالكا سكة القطار السريع في غاليثيا التي وضعت قيد الخدمة في كانون الاول/ديسمبر 2011 وهي تربط مدينة اورنسي بسانتياغو ثم بكوروني.

وروى عدد من الشهود انهم سمعوا دويا قويا يشبه دوي انفجار. وعندما سمعوا "صوت الرعد" الناجم من الحادث، هرع العديد من السكان الى المكان وشكلوا سلاسل بشرية لتقديم الماء والاغطية وحطموا النوافذ لاخراج الركاب من العربات.

وقال قائد شرطة غاليسيا جيم ايغليزياس "الجيران هم الذين قدموا الاسعافات الاولية".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:02 م

      كارثة محزنة

      كارثة مفجعة ارجعتني بالذاكرة لكارثة الطائرة التي سقطت في المحرق قبل سنوات الله يرحم ضحايا الكارثتين ويصبر اهلهم
      تابعنا البارحة بحزن كارثة القطار

اقرأ ايضاً