العدد 3980 - الثلثاء 30 يوليو 2013م الموافق 21 رمضان 1434هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

«الإسكان» تلغي طلب وحدة إسكانية لبحرينيانتظرها 20 عاماً بحجة ملك مشترك

فجأة وبلا سابق إنذار لا نعلم تحت أي مسوغ قانوني وشرعي ذهبت إليه وزارة الإسكان كي تخول لنفسها وتفصح لي عن إجابة تؤكد لي بعدم استحقاقي لأي خدمة إسكانية حكومية لكون اسمي مدرجاً ضمن الفئة التي بحوزتها ملك مشترك، فقط هذه الحجة التي استندت عليها الوزارة يخول لها حرية وحق إسقاط وإلغاء الخدمة التي ظللت أنتظرها ومسجلة في نظام أرشيف الوزارة مدة 20 عاماً لتقوم في صبيحة يوم الخميس الماضي الموافق 18 يوليو/ تموز 2013 في تمام الساعة 10 صباحاً لتبلغني في اتصال هاتفي بعدم استحقاقي لوحدة سكنية لطلب يعود للعام 1993 والذي هو أساساً طلب إسكاني كان محولاً من العام 1988 لقسيمة سكنية أخطرتنا الوزارة وقتذاك بعدم توافر قسائم سكنية وعلى إثر ذلك قمنا بتحويل الطلب إلى وحدة رغم قبولنا على مضض مبدأ إسقاط 6 سنوات من تاريخ الانتظار من العام 88 إلى 93 ومع كل ذلك تخرج لنا الوزارة بعد الترقب والأحلام تدفعنا إلى الصبر والتحمل لكل ما يحاصرنا من منزلقات ولكننا نصبر لأن مآله هو نيلنا إلى بيت يحقق حلم كل أولادي الذين أعيش معهم تحت ظلال شقة ضيقة كائنة في بيت الوالد في توبلي مكونة من غرفتين وصالة وحمام، الابن البكر يبلغ من العمر 20 عاماً يعيش وينام في الصالة بينما بقية إخوته يتوزعون على بقية الشقة، وعلى رغم كل ذلك كان حلم بيت المستقبل هو ما يبث روح الإرادة والعزيمة في نفوسنا على تحمل ولجم الصبر الذي عجز عن صبري، ولكننا لم يدر بخلدنا أن تلك السنوات الطويلة من الانتظار ستجازى في نظر الوزارة بالإلغاء وعدم استحقاقي بحجة الملك المشترك الذي ذهبت إليه الوزارة والذي هو عبارة عن مزرعة مسجلة وتخص والدي والمسجلة معها أسماء الورثة واسمي مدرج ضمن أسماء الورثة.

الاتصال ذاته قد قلب موازين الأمور رأساً على عقب وأدخلنا في نفق مظلم يهدد مصير واستقرار الأسرة ذاتها التي كانت سابقاً تعول على أمل الوحدة السكنية ولكن مع قرار الإلغاء من نظام الخدمات الإسكانية بسب مزاعم الملك المشترك الذي خرج لنا بغتة من حيث لا نعلم عن ملكية المزرعة لوالدي فيما نحن نمثل الورثة سيحيل حياتنا للعدم وتجعلنا نذوق العوز المُر ووضعنا مهدد بالتفاقم ليزداد بؤساً عن ذي قبل، فأنا متقاعد وأنال راتباً لا يزيد عن 230 ديناراً فلا قدرتي المادية تسنح لي فرصة شراء منزل أو بناء منزل لكوني المعيل الوحيد، كما إنه لا يوجد أي وثيقة رسمية من نظام الحكومة الإلكترنية تؤكد امتلاكي لسجل تجاري أو سجل عقاري مسجل باسمي عدا الملك المشترك المسجل باسم الوالد وما يخصني فقط كوريث لأبي مستقبلاً؟!

يا ترى أين ذهبت سنوات انتظار العقدين من الزمن لتقوم الوزارة بناء على هذه الفكرة بإلغاء أحقيتي بالانتفاع بخدمة إسكانية، ولماذا لم تخطرني بالأمر سابقاً رغم أن هذه المزرعة تعود إلى ما قبل 60 عاماً لتستيقيظ فجأة وتبلغني بذلك الجواب المقتضب والذي يترتب ويقوم عليه مصير أسرتي بأشملها.

(الاسم والعنوان لدى المحرر)


شهادةٌ في محراب الصلاة

« بسم الله وبالله وعلى ملّة رسول الله، فزتُ وربِّ الكعبة»، أولى كلمات الإمام (ع) عندما ضُرِب بالسيف على رأسه الشريف وهو في محراب صلاته، فكان بعدها كل شيءٍ حزين من أهل السماء إلى أهل الأرض وغرقت الدنيا بالحزن والبكاء والكل سمع صوت المنادي: «تهدّمت والله أركان الهدى، قتل علي المرتضى»، وعلى رغم كل الحزن الذي أصاب أهل وأصحاب الإمام (ع) إلا أننا نجد ومن خلال كلمات الإمام (ع) وعبارته المشهورة: «فزتُ وربِّ الكعبة» إنه حصل على الذي كان ينتظره بل وحقق الفوز والسعادة، والإمام (ع) كان يترقب أن يأتي هذا الشقيّ ويفعل فعلته وحتى إنه كان يقول (ع): «متى يكون إذا خضّبت هذه من هذه؟»، وفي رواية عن الرسول (ص) في يوم الخندق وعندما برز الإمام علي (ع) لعمرو بن عبد ود وقاتله وقتله، جُرِح الإمام (ع) في تلك المبارزة في جبهته وسال منها الدم، ولما رآه الرسول (ص) على تلك الحالة رقّ له قلبه ومسح بمنديله الدم عن جبهته وأمر بتضميد جرحه، ثم اغرورقت عيناه بالدموع وقال: «أين أكون إذا خُضّبت هذه من هذه؟» في إشارة إلى اليوم الذي تُخضّب فيه محاسنه الشريفة بدماء رأسه.

إذاً الإمام (ع) كان على علم بما سيقع وحتى الأقربون منه كانوا على علم، ولكن الصدمة كانت في فقدانهم الرجل الوحيد الذي كان يهتم بالمحتاجين والفقراء واليتامى ويقدم لهم ما يحتاجونه، ربما الكل كان يحب خدمة الآخرين ولكن كالإمام (ع) لا يوجد أي نظير في أفعاله وتعاملاته مع الآخرين، هو ذاك الخليفة والإمام وتلميذ رسول الله (ص) الذي يساعد أرملة ويوقد لها التنور ويخبز لها الخبز ويطعم أطفالها بيده الشريفة، ولأجل أن يدخل الفرحة والسرور إلى قلوب هؤلاء الأطفال البائسين كان يلعب معهم وينحني ويحملهم على ظهره ويمشي بهم ويداعبهم، وفي نهاية المطاف وبكل هذه الرأفة والحنان والرقة في شخصية هذا الإمام (ع) جعلت إحدى كبرى شخصيات ذاك الزمان يقول: «طالما رأيت أمير المؤمنين (ع) يطعم اليتامى العسل بأصبعه حتى لوددت أن أكون يتيماً»، فكان يتألم لصرخة محتاج أو يتيم و لكن عندما أحس الإمام (ع) بالضربة لم يتأوّه ولم يتألّم والضربة تشق جبهته المباركة وهو في محراب الصلاة، وبعدها شد رأسه بمئزره والدم يجري على وجهه ولحيته وقد خضّبت بدمائه وكان يقول (ع): «هذا ما وعد الله ورسوله، وصدق الله ورسوله «فلقد تحقق وعدهما، ورحل عن هذه الدنيا الفانية في الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك وفقدنا بذلك النموذج الأفضل بعد الرسول (ص) للحاكم العادل التقي الورع، ومن ذاك الزمن وإلى الآن ونحن فاقدون لمثل هذا النموذج.

السلام عليك يا أمير المؤمنين، السلام عليك يا إمام المتَّقين.

حسين علي عاشور


عندما هوى المحراب دامياً

لوحة جميلة من اللوحات السماوية التي أهداها الخالق لعباده كي يعيش أجواء هذه الليلة الأليمة، قبل وقع الحدث والصدمة الكبرى، كانت لوحة قمراء جميلة ساحرة يكسوها فضاءً أزرقاً داكنا مرصعاً بالنجوم والكواكب والشهب، ساكناً كسكون الريح يتوسطهما هلالاً أبيض ناصعاً يملأ الكون بهجة وجمالاً، يسبق الضربة القاضية فتتساقط قطرات دم طالما اختلط هذا الدم بدم أشرف الخلق، إلا أن هذا الدم سيراق في سكون الكون الفسيح.

النجوم والكواكب تسابقت في التسبيح والتهليل لجلالته مع بعضها البعض وتواصلت عن طريق الشهب السريعة في هذه النسخة الربانية التي اكتساها الكون فرحاً وابتهاجاً بقدوم ليث الليوث، وسيد الشعر والحروف، وأمير المعارك والسيوف، ولكن كيف سيكون هذا الاستقبال وهذا القدوم، هل سمعتم عن قدوم كهذا القدوم لهذا الطود العظيم؟ وكيف ستكون هيئته، هل سمعتم عن أسد جريح، نعم سيكون معصوب الرأس، ومخضب الوجه بالدماء؟ فاقداً الوعي، محمولاً على أكتاف أبنائه (الحسنين) من محرابه إلى بيته، يا الله! فأنا يكون ليثاً وسيفاً وفارساً مغواراً وهو هكذا، وأنا يكون بدراً أو هلالاً أو قمراً وهو مجروحاً يقطر دماً ويزداد صفرة... بعد أن كان بازغاً متلألئاً كالقمر في تمامه وكماله «أدن أذان الله ما أحلى أذانه» فلم يدم للكواكب وللنجوم هذا التسامر طويلاً، إذ فجأة غابت النسخة الزرقاء لتحل محلها النسخة الحمراء القانية، وكأن سيف الغدر والمكر والنفاق سطا على هذه اللوحة وتجرأ على هذا الهلال الجميل، فسالت الدماء من المحراب كالميزاب، يالله سأل الكون ماذا جرى؟ لماذا استبدلت النسخة الزرقاء الداكنة بالنسخة الحمراء؟ وأي هلال هذا الذي هوى؟ إنه هلال الشهر العظيم، وليلة القدر وليالٍ عشر والشفع والوتر، إنه هلال شهر رمضان كله، فكيف يهوي؟ وأي قطرات دم هذه التي سكبتها يا محراب، رد المحراب بنبرة ملؤها البكاء والنحيب: إنه دم ليث الكتيبة.

يئن أنين العارفين، ويناجي مناجاة العابدين، ولن أشجو مع ترتيل قرآنه قبل الفجر، ولن أسمع استغاثاته وآهاته أمام خالقه، ولن تراه بعد اليوم الأرامل ولا المساكين ولا الأيتام.

مهدي خليل


النصيحة

يا فْلانْ دَهْرِكْ بِرِيْ يِشْهَدْ عَلِيْكْ إِنْ صاحْ

لَيْوادْ يامَا اْنْصُحُوْكْ ومُا سِمَعْتْ إِنْصاحْ

طَكَاكْ رُوْحَهْ يُبَهْ ما هَمِنِا إِنْ صاحْ

يـا فْلانْ مُوْجْ اِلْهَوَىْ مَحَّدْ تَرَى جابِلَهْ

وِاْلْلِي يِحاوِلْ يُبَهْ هَـمْ وُكِدَرْ جابْ لَهْ

وِاْلْلِي سَأَلْ بِاْلْهَوَىْ مَحَّدْ تَرَى جابْ لَهْ

وِيْصِيْحْ ما بِاْلْهَوَىْ يا صاحِبِي إِنْصاحْ

أبوذيّة العيسى

صَعَدْ نَجْمُكْ وُنَجْمْ إِسْواكْ هاوِي

هَواكْ اِلْيُوْمْ عِنْدْ اِلْغِيْرْ هــاوِي

أَنـادِي عِزْوِتِي وِاْلْصُوْتْ هاوِي

وَلا اْحَّدْ ثابِنِي أَوْ رَدْ عَلَيِّـــهْ

خليفة العيسى

العدد 3980 - الثلثاء 30 يوليو 2013م الموافق 21 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً