العدد 3982 - الخميس 01 أغسطس 2013م الموافق 23 رمضان 1434هـ

بين الإرهاب والتعليم!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

هناك الكثير من الفروقات بين مصطلح الإرهاب ومصطلح التعليم، فالإرهاب مخرّب مدمّر للشعوب، بعكس التعليم الذي يرفع من كرامة الشعوب ويعلّي شأنها، ويكفينا أوّل كلمة أُنزلت في قرآننا الكريم «اقرأ وربّك الأكرم»، لأنّ أكثر الشعوب كرامةً هي أكثرها قراءة.

وفي ظل الأحداث المتتالية على الساحة البحرينية، وانشغال الجميع بأحداث السياسة، ومع اهتمام الشباب بهذا كلّه، فإننا نطمح إلى الالتفات لتوجيههم وإشغالهم بالتعليم، فهذا التعليم مفتاحٌ لم نرَ من يعطيه حقّ قدره، وسلاحٌ لم نجد وزير التربية والتعليم يفعّله كما يجب، وهو مسئول بيده قرار التعليم وتكثيفه من أجل التخلّص من الإرهاب.

ونحن هنا لا نريد التعليم الممل المليء بالسرد والحفظ، كمادة المواطنة وغيرها، بل إننا نريد تعليماً يخلّص أبناءنا من تلك الأفكار الطائفية ويشجّعهم على مواصلة الدراسة، وعندما يتخرّجون يجدون تسهيلات من أجل الدراسة في الخارج أو الداخل، كالحصول على منح أو على بعثات.

نعم، هناك بعثات وهناك منح، ولكنّها لا توفي قدر الخرّيجين، خصوصاً أنّ المنافسة من الجاليات الأخرى باتت شديدةً، فلو حبّذا لو وجدنا قانوناً يحمي البحريني الأصيل، حتى يكون في المرتبة الأولى من التقدير، وألاّ يساوى بمن مُنح الجنسية حديثاً، تماماً على غرار ما تقوم به بعض الدول المجاورة!

ويكفينا شرفاً بالمملكة العربية السعودية التي تضخ ملايين الملايين من أجل تعليم الشعب السعودي، لتنويره وتغيير مفاهيمه عن الأيدولوجية المجتمعية الحالية، ومن هذا المنطلق سنجد أنّ الإرهاب سيختفي شيئاً فشيئاً بين الفرقاء.

وكنا نتمنّى من السادة أعضاء المجلس الوطني أن يحرصوا على وضع التعليم كحلّ جذري ذي بعد من أجل حماية البحرين من الفكر المتطرّف، ولكنّنا تفاجأنا بانشغالهم بأمور أخرى قد تزيد الطين بلّة!

هل تستطيع وزارة التربية والتعليم زيادة عدد البعثات والمنح داخل وخارج البحرين؟ هل يستطيع النوّاب اتخاذ موقف في زيادة ميزانية التعليم، ونحن الذين نجدهم يستصرخون في أمور أخرى لا تهم الحياة المعيشية للمواطن؟ هل سنرى يوماً تاريخياً عظيماً مجيداً يصنعه أبناؤنا في وطننا الصغير؟ أم أنّ هذه التساؤلات مجرّد حبر على ورق، ولا يحقّ لنا أن نسأل ولا نتساءل، فمن نحن؟ نحن مجرّد أناس صغار لا حول لنا ولا قوّة!

تحتاج البحرين إلى قيادتها الرشيدة، وإلى وزراء حقيقيين كوزيرة الثقافة مي آل خليفة، وإلى تجّار يدعمون قطاع التعليم بما يملكون، وإلى مواطنين يخلصون من دون أي قيود، سواءً قيود طائفية أو فئوية أو سياسية أو قبلية.

الإرهاب سيختفي يوما بعد يوم، فالمصالحة قادمة لا تردّد فيها، وإن لم نشهدها في هذه الظروف الحالية سنشهدها في ظروف أخرى، ولكن هذا الهدف الأهم، ألا وهو «التعليم»، لابدّ أن يكون هدف كل بحريني يريد العزّة لوطنه، فهو الذي سيمحو ألم الإرهاب ومرارة التقسيم. وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3982 - الخميس 01 أغسطس 2013م الموافق 23 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 10:18 ص

      المصلي

      بالعلم والعمل الصالح النافع تتقدم الأمم كل الأمم وأذا اردنا مواكبة تقدم تلكم الأمم فعلينا جميعا نبذ التطرف بجميع أشكاله وارساء قيم التسامح والمحبة في قلوب الناس قال مولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام ( بالعلم يعرف الله ويوحد) بهذا الطرح العقائدي الجميل يستقيم الأنسان ويطلع على الحقائق الأنسانية النبيلة فينبذ الظلم والطائفية والأقصاء والتمييز وجعل المواطنين متساوين في الحقوق والواجبات لافضل لطائفة على طائفة أخرى ولا لمذهب على مذهب آخر الكل يجمعهم وطن واحد لايظلم على ارضه كائن من كان

    • زائر 20 | 7:30 ص

      ما يسطرون بالمسطرة لكن مسيطرون ويسطرون

      ليس من أسرار اللغة العربية ولا مدحا فيها لكنها لغة التي لا مثيل لها. فالكلمات كما الاحرف والجمل يمكن حرفها بكسر أو ضم. فليس تحريف تاريخ هجري أوميلادي لكن تغيير أسماء وتأليف ما لم يكن. فالتاريخ لم يكن منحرفاً لكن الناس.. فلما صور وسطر تاريخ مزور من يسطرون ويؤلفون ويرون يعني يقولون على الله الكذب وهم يعلمون ذلك. إلا أن الناس صدقوا بأن الاسلام غزوات وأن بنو أمية وبنو العباس والعثمانيون كان من أهل الكهف ولم يكونوا من من إنقض ونقض كل العهود والمواثيق التي كانت بين المسلمين.

    • زائر 19 | 7:29 ص

      إرهاب اللغة العبريه

      استشكلت المسائل وخلقت مشاكل بدل المشكلة على الناس - جحا سأل كيف خلط التعليم بالتربيه والتدريب بالتطوير بالتنويم بالتخدير والتعويد والتقليد ونسي أن كل عرف يأتي من عادة وتقليدها ونشرها مثل ما قال الأقولون .. فأين الأصلي وكيف يفصل الأصل من النصل؟ وهذا ليس من أسرار اللغة العربية ولا مدحا فيها لكنها لغة لا مثيل لها. فالكلمات كما الاحرف والجمل يمكن حرفها بكسر أو ضم... فليس تحريفا هجرياً لتاريخ ميلادي ولكن تغيير أسماء وتأليف ما لم يكن من أحداث وإعطائها لون آخر. يعني إشلون جزيرة عربية تتحول الى شبه جزر

    • زائر 18 | 7:17 ص

      الملاذ الامن لممارسة الطائفية

      للاسف الكل يتفاخر و يجاهر بالطائفية في البحرين ومن غير خوف فمثال نرى الشركة الي يملكها الهندي كل موظفيها هنود و اذا المالك باكستاني كل الموظفين باكستانيين و اذا يمني فكل الموظفين يمنيين وهذه ظاهرة غريبة ان الكل يمارس الطائفية من غير الخوف من المحاسبة والمشكلة ان الحكومة فقط مشغولة في تطبيق قانون حضر صيد الربيان في موسم الحضر

    • زائر 17 | 7:08 ص

      آنة أم خماس ويا اختي أم سعيد

      أم خماس: سمعي يا بنت الشروقي أبغيش تكشرين عن أنيابش أقصد عن إخلاصش وحبش لديرتش وتحطين بالش زين ما زين وتركزين مقالاتش بالتربية تراها دوختنا وغربلتنا وكلماليها فرت راس عيالنا شوية وتمديد دوام مناك وبرامج تحسين ويوم مدري شو ما صارت خربوا التعليم صار الواحد يرجع من يذكرو له التربية ما يصير شي حسبي الله عليه من وزارة ضايعة ومضيعه (أ/ سعيد : سمعي بنتي يا مريم انصحي هالتربية تحط بالها من عيالنا طلبة ومعلمين ضاقوا الظلم فيها وعلى قولة القايل احذر من لا يجد عليك نصيرا غير الله

    • زائر 16 | 6:59 ص

      ليس التعليم وحده من ضاع كذلك الصحة والاقتصاد

      وبنظرة فاحصة لمتأمل يدرك ذلك

    • زائر 14 | 6:44 ص

      أخماس وجماعتها 2

      أم علاوي باقولش أختي مريم الصراحة كلللش الوزارة ضايعة ولازم لازم خططتهم يفكرون فيها زين ما زين قبل ما يطبقوها على عيالنا حرام والله شي الطالبة والطالبات مخلينهم كأنهم فئران تجارب كلمي الوزارة بمقالاتش الحلوة ترى حرام اللي قاعد يصير وإن الله يمهل ولا يهمل لازم أصحاب الكفاءات والمخلصين بس اللي تخليهم والباقي تنظف الوزارة منهم هني ماراح أحد يحن عليها .أم سلوم اوتعت من نومتها وقالت : ( ها شو صاير منو وشنو المهارة اللي ضاعت وخسرناها )

    • زائر 12 | 6:06 ص

      بينهم....!

      بينهم تقع سياسة دولة ممنهجة لتوجيه التعليم قي اتجاه معين، فوزير التربية ليس سوى واجهة، وليس له أب دور في اتخاذ قرارات نوعية تعمل على تطوير التعليم والإرتقاء به، فالنطام جعل منهم أدوات يرتد منها صدى ما ينتج النظام، بل أنهم يسعون لإظهار الصدى بصور تجعل ا............... بين الإرهاب والتعليم توظيف لغير تربويين بمينى متطوعين، والتضييق والمنع في حصول الشيعة على البعثات والمنح ..

    • زائر 10 | 6:01 ص

      كلنا يعلم بأن التعليم «العملي الواقعي» على الأرض، هو اجدى من التعليم «الإنشائي النظري».. فالناس تصدق ما ترى أعينها لا ما تسمع أذنها..

      هنا لا نريد التعليم الممل المليء بالسرد والحفظ، كمادة المواطنة وغيرها، بل إننا نريد تعليماً يخلّص أبناءنا من تلك الأفكار الطائفية ويشجّعهم على مواصلة الدراسة، وعندما يتخرّجون يجدون تسهيلات من أجل الدراسة في الخارج أو الداخل، كالحصول على منح أو على بعثات ...

    • زائر 9 | 5:58 ص

      المحاصصة تنتهي من حيث بدأت فقط !

      عندما نجد أن رئاسة التعليم بوزيرها تنغمس في الجوانب السياسية وتقوم بالعمل السياسي وتسييس كل شئ بوزارة تهتم بالعملية التربوية والتعليمية فعلى الدنيا السلام ! فكل شئ غارق في السياسة بسبب وزير التربية والذي لم يألوا جهدًا في غرس شجرة السياسة الملعونة في صميم التعليم ، وذلك من خلال قرارات متفردة وليس فيها بُعد تعليمي أو تربوي سوى النقمة السياسية أو الطائفية من خلال منهجية التوظيف والتقسيم الطائفي في كل أمور المدارس ! فالتغيير يجب أن يبدأ من الوزير أولا وسيتغير الحال

    • زائر 7 | 5:51 ص

      صح لسانك يا أساتذتي الفاضلة

      لو افترضنا أن الشعب أو جزئ يسير منه فعلا إرهابي، ولو وفرنا المناهج المقترحة والبعثات الكثيرة لتثقيف الشعب وتعلم أصول الحرية والديمقراطية وجاء يبحث عنها أو يطبقها في ربوع بلده، فماذا في رأيك ستكون النتيجة؟ مشكلتنا في تثقيف الحكومة وتوفير بعثات للمتنفذين لكي يتعلموا أبجديات الديمقراطية. ولو نجحنا في خلق جو ديمقراطي حقيقي في الوطن لكان ذلك أكبر منهج تثقيفي عملي للشعب وضمان ضد التطرف والإرهاب المزعوم. النائب التميمي وضح التعريف الصحيح للإرهاب في الجلسة الاستثنائية.

    • زائر 6 | 5:43 ص

      اختي العزيزه

      حبك للشعب البحريني وللوطن هو الدافع لكتاباتك النيره ، اختي ان الدول اااستعماريه لا تريد الانسان المتعلم ، فالمتعلم لا يصدق كل ما يملي عليه ولا يكون صيدا سهلا ، لقد خربوا افغانستان وارجعوها الي الجاهليه حتي يسهل لهم التحكم في شعبها المظلوم الذي من حقه التعلم والاستفاده من التكنولوجيا الحديثه ليعيش الانسان الافغاني حر في قراره ولا يكون لعبه في ايادي المجرمين اصحاب المال والنفط فسلام عليك يا ايها الشعب المظلوم الطيب

    • زائر 5 | 3:32 ص

      لا يتغير التعليم هاكذا

      .. في حرب البعثات القليلة توزع طائفيا كما مناصب الدولة زيادة زمن الدوام المدرسي كم و ليس كيف يجب ان تتغير عقلية

    • زائر 8 زائر 5 | 5:56 ص

      آهات التعليم

      شكرا للصحفية الاخت مريم الشروقي على تلمسها لعثرات تنمية مجتمعنا و نتمنى من له اخلاص و حس وطني ان يقراء و يعمل بما كتبته من نصائح و توجيهات فلقد ملئت الوزارت بجهال المجتمع حيث زج بهم في وظائف هم انفسهم يشعرون بعد اهليتهم لها لوجود من هم اكفاء و اخبر من جانب و انهم ليس لديهم الخبرات الكفيله لمساعدتهم في الانجاز و التنمية حبذا لو تبعد السياسة عن تنمية الوطن

    • زائر 4 | 12:39 ص

      ابعدوا الطائفية عن التعليم

      عندما تبتعد الطائفية عن التعليم ترتقي الشعوب ، ومثال على ذلك مجموعة من حراس التربية الجامعيين من دون ترقيات أو نقل فقط لأنهم من طائفة معينة بالبلد !!! ابعدوا الطائفية ترتقي الشعوب

    • زائر 2 | 11:11 م

      كلماتم من نور

      صح لسانكِ، جميل ان يبدأ القارئ يومه بقراءة مقال جميل وجرئ من كاتبة محترمة ومخلصة وحريصة على مصلحة هذا الوطن الغالي ، أحي فيك هذه الروح الشجاعة في زمن تتكالب فيه بعض الصحفيات والصحفين على نهش لحم هذا الشعب الكريم ، ويعجبني تركيزك على وزارة التربية التي نحملها مسؤولية مباشرة على ما أصاب الوطن من ويلات ومصائب

اقرأ ايضاً